الشاعر بشير لعمراي لـ "المساء":

كثرت الأصوات والأضواء وغابت درر القوافي

كثرت الأصوات والأضواء وغابت درر القوافي
  • القراءات: 1804
جمال. م جمال. م

يحمل الشاعر بشير لعمراي هموم وطنه وفي ذات الوقت يتغنى بالحب والأمل، ليزرع الفرح ويفتح الفضاءات لغد تشرق فيه شمس أكثر دفءا، ارتبط هذا الشاعر أيضا بتراث ثورة التحرير كعنصر جامع للجزائريين من الأقاصي إلى الأقاصي، ليتغنى بالحمامة البيضاء وبأغصان الزيتون، ويقدّم روائعه "الدر الكامن" و"أنين الوحدة" و"الباقي في سنبله"، التقته "المساء" مؤخرا بمنطقة حمام الضلعة، فكانت هذه الدردشة.

❊ بداية، من يكون بشير لعمراي الشاعر؟

— بشير لعمراي من جيل السبعينيات من أعالي جبال حمام الضلعة بالمسيلة، وصاحب دراسات في الأدب والإعلام، مرتبط دوما، خاصة في أعمالي، بما هو وطنيٌّ وكل ما يتعلق بثورتنا المجيدة.

❊ كيف اكتشفت ملكة الشعر عندك؟

— موهبة الشعر لاحت في أفقي أيام كنت طالبا في صف الضباط بالخدمة الوطنية في وهران، حينها تأثرت بقدرات وانضباط جيشنا الشعبي الوطني، وبتفانيه وتضحيته، فتسربت القوافي من دواخلي، لتطلق كلمات الشعر الصادقة. أذكر أن ذلك كان بالمحافظة السياسية للجيش حين قدمت "طيف الوطنية".

❊ هل بشير هو من اختار الشعر أم العكس؟

— في الحقيقة، أنا من اخترت الشعر لما كنت تلميذا في المرحلة الثانوية؛ حيث ظهر جليا أن ميولاتي كانت أدبية، لكن الظروف قادتني في اتجاه معاكس، خاصة بعدما التحقت بفرع الهندسة المدنية، ومع ذلك بقيت ملتزما بالشعر ولو عن طريق الاستماع أو القراءة للغير.

❊ من هو شاعرك المفضَّل؟

— بحكم التزامي وعلاقتي بكل ما هو تاريخ وثورة فإني مدمن على قراءة شعر الراحل مفدي زكريا، ثم الشاعر محمد الشبوكي ومحمد العيد آل خليفة؛ بمعنى أنني متأثر بجيل هؤلاء الشعراء. كما أميل إلى الشعر السياسي ذي التوجه التحرري والقومي، زد على ذلك ولعي بشعر المهجر الذي يسمو بإنسانيتي؛ لذلك أقرأ، مثلا، لشعراء الرابطة القلمية، وأقرأ طبعا لشاعرنا الكبير محمود درويش.

❊ كيف ترى واقع الشعر والشعراء في الجزائر؟

— كثرت الأصوات والأضواء، لكن نادرا ما يظهر النبوغ والموهبة، علما أن هناك دررا كامنة لم تسلَّط عليها الأضواء لسبب أو لآخر.

❊ كلمتك الأخيرة.

— أحيّي "المساء" على ما تبذله في كل ما يخص الثقافة، خاصة في الشعر، في الوقت الذي تدير بعض العناوين ظهرها للشعر والشعراء. كما أحلم أن يعود الشعر إلى مكانته الريادية، وأن يدخل كل المواقع والقلاع والبيوت؛ لأنه لسان الناس وضميرهم الحي.