الدكتور المؤرخ محمد الأمين بلغيث  لـ "المساء ":

صدور موسوعتي الثانية في جويلية المقبل

صدور موسوعتي الثانية في جويلية المقبل
الدكتور المؤرخ محمد الأمين بلغيث
  • القراءات: 4621
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

تحدث الدكتور المؤرخ محمد الأمين بلغيث لـ"المساء"، عن سعيه لإصدار السلسلة الثانية لموسوعته، قبل انتهاء شهر جويلية، عن دار النشر "الجامعي الجديد"، وفي انتظار ذلك، صدر له معجمان من السلسلة، عرضا في فضاء الدار، بمناسبة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر.

هل من إصدار جديد للأستاذ الدكتور محمد الأمين بلغيث؟

❊❊ شاركت في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، بموسوعة سميتها "أعمال الأستاذ الدكتور محمد الأمين بلغيث غير الكاملة"، وهي السلسلة الثانية التي ستنشر بعد السلسلة الأولى التي نشرتها عن دار "البصائر الجديدة". كما أن هذه السلسلة تخلفت بعض كتبها وأبحاثها ضمن الموسوعة الأولى، أي لم تطبع ضمنها، والتي تتجاوز 5 آلاف صفحة بالمناسبة.

موسوعتي الثانية تضم كتبا وابحاثا لم تسنح لها فرصة الوجود في السلسلة الاولى للموسوعة

كم تضم من مجلد؟

❊❊ 12 مجلدا باللغتين العربية والفرنسية. كما تعرفين، هناك شح في تدعيم الكاتب، عكس ما كانت تقوم به الجزائر في التظاهرات الثقافية الكبرى، خاصة بالنسبة لموسوعة تضم آلاف الصفحات، بسبب تكلفتها، لذلك سلمت أمري لناشر محترم، وهو مدير دار النشر الجامعي الجديد، إلا أنني أعتقد أن الأحداث تجاوزتهم، فلم يتم نشر الموسوعة كاملة.

11 مجلدا في موسوعتي الثانية صدر منها مجلدان في انتظار البقية

هل من تفاصيل أكثر عن الموسوعة؟

❊❊ نعم، المجموعة الأولى فيها 11 مجلدا، صدر منها الآن مجلدان، المجلد الأول عبارة عن كتاب العمر، لأنني اشتغلت عليه لأكثر من ثماني سنوات، وكانت طبعته الأولى من حوالي 21 سنة، وللأسف الشديد، تأخرت هذه الطبعة الراقية والمزيدة والمنقحة، واستدركت فيها ما فات من الطبعات الخمس، كما أن فيها ثلاث طبعات ورقية وطبعتان إلكترونيتان، واحدة في بيروت وواحدة في الجزائر. علما أنني كتبت هذه الطبعة السادسة كأنها كتاب مودع.

لماذا ذلك؟

❊❊ لأن الله عز وجل أعطاني عمرا جديدا، بعد تعرضي لحادث مرور مؤلم، حيث فقدت سيارتي، والآن أقل المواصلات العامة، لكن يبدو أن الله عز وجل من خلال هذا الابتلاء، أعطاني فرصة للتوبة، رغم أنني لا أتجاوز حدوده، ومنحني أيضا فرصة لاستكمال مشروعي، لذلك لما سلمت المجلدات الأولى للناشر، خرج منها اثنان؛ الكتاب الأول في حدود 609 صفحة بعنوان "تاريخ الجزائر المعاصر"، والكتاب الثاني بعنوان "دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر"، معا يقعان في حوالي 1000 صفحة، وهما يشكلان عمل العمر، بالمناسبة.

حادث المرور الذي تعرضت له منحني فرصة التوبة واستكمال مشروعي

ماذا عن البقية؟

❊❊ الكتاب الثالث الموجود عند الناشر، سميته "قضايا ومواقف في تاريخ الجزائر المعاصر، هو عبارة عن حوارات صحفية، نُشر معظمها في صحافة عربية وفي صحافة أوروبية باللغة العربية، بما فيها فرنسا وروسيا وبريطانيا. أما المجلد الرابع، فهو عبارة عن تنزيل حلقات كنت منتجها للإذاعة الثقافية، سميتها "حوار حول تاريخ الجزائر"، وهو عبارة عن حلقات أسبوعية دامت سنة كاملة، كانت تشكل الصورة المعروفة للتفسير الإذاعي، يعني كيف كان يقوم شيخ ما من شيوخ العلم، له دراية بالتفسير وله دراية بالناسخ والمنسوخ، بتفسير القرآن العظيم إذاعيا، لهذا المجلد الرابع أخذ مني وقتا طويلا جدا، وقد سجلت هذه الحلقات منذ 2012، وكان ذلك من ذاكرتي، وفيها حلقات ومعظمها سجلتها حينما كنت أؤدي فريضة الحج، فكنت أسجل هذه الحلقات وأرسلها إلى الإذاعة عن طريق البريد الإلكتروني، وساعدتني الإذاعة بشكل رائع جدا في الإخراج، حيث أنك لن تشعر بأنك بعيد عن هذه الكينونة المتعلقة بعالم المسافات ما بين مكة والجزائر المحروسة، هذا المجلد الرابع.

كتبت مجلدا عن تجربتي الإذاعية والتي واصلتها وأنا أؤدي مناسك الحج

وللحديث بقية حول المجلدات المتبقية؟

❊❊ وهو كذلك، فبقية المجلدات الأخرى الخامسة والسادسة والسابعة، عبارة عن مذكرات، لكن ليست بالصورة الكلاسيكية للمذكرات، سميتها "ذكريات من الزمن البعيد"، أتحدث فيها عن مساري، وفي الجزء الأول منها، هناك  شهادات لطلابي، وفيهم من درّستهم منذ حوالي 40 عاما، تقريبا معظمهم أساتذة في التعليم العالي، بروفسور كبار، طبعا بالإضافة إلى مساري وحياتي وتمدرسي منذ أن كنت في الابتدائي حتى باريس الدكتوراه. المجلد الثاني أرخت فيه لشيوخي من زكاة العلم، فأن تذكر بالخير وتؤرخ لمن جعلوا منك إنسانا معلوما، بعد أن كنت نكرة، فهذه نعمة من نعم الله عز وجل. إذن المجلد الأول والثاني مذكرات، والمجلد الثالث مذكرات أيضا، لكن سميته "في صحبة الشاذلي مكي"، وهو من كبار الوطنيين الذين لم يأخذوا حقهم للأسف الشديد في الذاكرة الجزائرية المشتركة، فسجلت في هذا الكتاب كل سكناتي وحركاتي، وأنا أنافح عن هذا الرجل وأدافع عنه في المحافل الوطنية والدولية، وكتبت عنه باللغتين العربية والفرنسية هنا وفي ألمانيا.

ثلاث مجلدات حول مذكراتي كتبتها بشكل مختلف

الكتاب التاسع عبارة عن تحقيق لم يطبع، للأسف الشديد، وهو عبارة عن نشر وتعليق لكتاب في الاجتهاد لعلامة الجزائر محمد ابن علي السنوسي، المتوفي سنة 1859، والذي يعتبر الأب الروحي والمؤسس الحقيقي للدولة الليبية الحديثة، واستعنت بكل المطبوعات، مثل نشرة الثعالبية عام 1914، ونشرة حفيده الملك الإدريسي سنة 1967، ونشرات أخرى مصرية وغيرها، وخرجت بنص أعتبره نصا سليما مع تعليقات بسيطة جدا.

المجلد العاشر والحادي عشر هما باللغة الفرنسية، المجلد العاشر هو عبارة عن ملخصات للصحافة الإيطالية لسنة 1958 في الجزائر، سميته "ساعة بوتشيست أو الحرب الجزائرية، حسب الصحافة الإيطالية" هذا الكتاب تجاوز 270 إلى 300صفحة، وقد أكرمني الله في هذا المعرض أن التقيت بشخصيات إيطالية، لأن إيطاليا ضيف شرفي للصالون والتقيت بسيناتور، ووعدوني بمساعدتي أولا في التعريف بالصحفيين، الذين كانوا يشتغلون هنا منذ أكثر من ستين عام، وأسماؤهم غريبة لم أجد لهم أثرا في الشبكة العنكبوتية، والأمر الثاني أنهم وعدوني أن يترجموا كتابي إلى اللغة الإيطالية ويطبعونه ويوزعونه على نطاق واسع، لأنها شهادة تتعلق بموقف إيطاليا من الثورة الجزائرية، ليس فقط من 1958، بل من 1954.

نافحت ودافعت عن شخصيات لم تأخذ حقها في الذاكرة المشتركة، مثل الشيخ شاذلي مكي

وصلنا إلى المجلد الأخير؟

❊❊ نعم المجلد الأخير والحادي عشر، عبارة عن وثائق جديدة تتجاوز 357 صفحة باللغة الفرنسية، تتعلق بالعرائض التي كان يقدمها الشاذلي مكي في القاهرة للممثليات الأوروبية والعربية، حول المسألة الجزائرية، سميته "الشاذلي مكي والقضية الجزائرية 1949-1951"، مرفق بملاحق لها صلة بالحركة الوطنية عامة 1949-1951، مع مذكرات لشخصية كانت لها مكانة كبرى في تاريخ الجزائر من حزب الشعب، وهو السيد محمد ارزقي بركاني من كوديا في سطيف، هذا المجموع اشتغلت عليه لأكثر من عشرين سنة، وإن شاء الله تخرج هذه المجلدات تباعا، لأن الناشر وعدني بصدور الموسوعة كاملة نهاية جويلية المقبل، الآن فقط المجلد الأول والثاني في العرض في مقر دار النشر.