طباعة هذه الصفحة

ماسينيسا لـ "المساء":

شعار تيمقاد يحرّك الشعور بالوطنية

شعار تيمقاد يحرّك الشعور بالوطنية
  • القراءات: 5444
حاوره: ع. بزاعي حاوره: ع. بزاعي
قال الفنان والباحث الشاوي، ماسينيسا "كان بالإمكان توظيف مهرجان لتلقين الأجيال الجديدة تراثنا وموروثنا الحضاري"، ونحن نحاوره في السهرة السادسة لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ37 بالموقع السحري لامبراطورية انقرضت مبانيها وأصبحت أطلالا تروي قصة أمة مرت من هناك وعلى ربوة بمدينة ثاموقادي يشهد لها قوس طارجان الذي يخفي أسرار مدينة ترقد تحت التراب وتستيقظ سنويا على نغمات تدغدغ الشعور وترسل شعاعا من ركح يتّسع لكلّ الثقافات، يعكس بنوره فصلا آخر لمشهد تراثي ينمّ عن تدفق فني يحمل في مدلولاته رسالة الفن ويجمع أصواتا تتقاطع عند غايات المهرجان الذي أسس لمرحلة جديدة لتنشيط الفعل الثقافي. وتساءل بتأسف وحسرة كبيرتين عن سرّ اندثار الحلي التقليدية للمرأة الشاوية المميزة، وفي هذا المنبر الفني أسرّ ماسينيسا ابن مدينة وادي الماء عما يختلج في صدره في هذا الحوار.
^ حضور مجدّد.. كيف استقبلتم دعوة المشاركة في مهرجان تيمقاد الدولي؟
^^ استقبلت دعوة المشاركة بفرح وسرور واعتبرت ذلك تكليفا بمهمة لتمرير رسالة الفن من هذا المنبر الذي يتّسع لكلّ الثقافات، وحاولت من خلال مروري القصير أن أجدّد رغبتي الملحة في خدمة تراث الجزائر وأدعم مسعى معشر الفنانين للدعوة للإلتفاف حول مشروع الوحدة الوطنية الذي بادر به الديوان الوطني للثقافة والإعلام بوعي وحس وطنيين .. شعار جذاب يبعث روح الوطنية في نفوس الشباب.
^ على ذكر شعار المهرجان، هل تتوقّعون رجع صداه؟
^^ بالطبع، فهو شعار جذاب يحرّك الشعور بالوطنية، ومتأكّد من رجع الصدى باستغلال وظيفته الرسالية، سنعمل أثناء وبعد المهرجان كأسرة فنية على دعم هذا المسعى النبيل لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن..لقد سبق للمهرجان في طبعة السنة المنقضية أن أدّى الوظيفة بامتياز في صيغ التضامن المختلفة مع أطفال غزة الجريحة.
^ هل يمكن اعتبار دعوة الديوان حافزا لكم لتحريك الاهتمام كذلك بالتراث؟
^^ بودي أن أقدّم تشكراتي الخالصة للديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي يحرص على ترقية النشاط الثقافي ومنحني فرصة الظهور مجددا، ويسهم في ترقية الأنشطة الهادفة التي تخدم التراث في هذا الزخم الفني واستغلال المهرجان الذي أصبح سوقا حقيقية للترويج للفن الجزائري وتصدير الثقافة، ومن البديهي أنّنا سنعمل إلى جانبه في تجسيد معاني الوطنية لأنّنا لا نملك غير الجزائر موطنا وبالتالي سيكون لنا نفس الشعور نحو تراثنا.
^ أبرزتم أهمية التراث، كيف تقيّمون جهود تثمينه في منطقة الأوراس؟
^^ حقيقة رغم المحاولات المبذولة من قبل بعض الجمعيات الثقافية ولو على قلتها، فإنّني جدّ متأسف وحسرتي كبيرة على اندثار موروثنا الثقافي الحضاري .. أسئلة كثيرة تراودني وأنا أبحث عن اللباس التقليدي للمرأة الشاوية وما موقعه من التطوّر.. فالملحفة، الأواني التقليدية والحلي الفضية كّلها مادة بحث للنبش في التراث.
^ هل تعتقدون أنّكم قدّمتم الرسالة في هذا الحيّز الزمني القصير؟
^^ لو عدنا لميزة المهرجان ودوره في إعطاء دفع جديد للنشاط الفني وتمرير رسالة الفنان، أعتقد بأنّ الحيّز الزمني قليل مقارنة بطموحاتي التي لا تخرج عن خدمة ثقافة تراث المنطقة الغني عن التعريف وإذ أقدّر ظروف القائمين على تسيير فعاليات الطبعة الذين اقترحوا برنامجا في حدود الإمكانيات، فإنّ ذلك لا يعفينا ولن ينصفنا كفنانين بالمنطقة، فلكلّ فنان حقّه في الظهور بالمهرجان لكن الأولوية للفنانين الحقيقيين الذين هم قادرون على تبليغ الرسالة ويتمتّعون بشعبية تحدّدها قوّة الجمهور.
^ يحقق الطموح بنية فوقية عندما يسهم في بناء التصوّرات المستقبلية وعندما تخترقه العوائق يزيد ثقافة الفنان الذي يحمل رسالة، هل من وسيلة أخرى ترونها مكملا لتحقيق الغاية؟
^^ في اعتقادي، المجال الفني واسع ويتّسع لكلّ التصوّرات والطريق لتحقيق الغايات مغامرة جميلة، فلا بدّ عندئذ أن تتوفّر عناصر الظاهرة الاتصالية التي لا يمكن أن تتفاعل بمعزل عن هموم الفنان، وأنادي بضرورة توظيف الإعلام خصوصا المرئي بوصفه وسيلة لخلق الفضاء الفني بإبداع من خلال النضال الحقيقي للتشهير للثقافة وترويج الفن ودعم كلّ مسعى هادف خصوصا عندما يتعلّق الأمر بالوطن والتراث.
^ في اعتقادكم، هل يؤدي مهرجان تيمقاد دوره؟
^^ كثر الحديث عن مستوى هذا المهرجان، وإن تعدّدت الرؤى في الموضوع فإنّه سيبقى رمز الجزائر والجزائريين، فهو ملك لكلّ الجزائريين دون استثناء، فلو تفادينا أو تخطينا بالأحرى مشاكل التسيير لأمكن الحديث عن دوره ووظيفته النبيلة خصوصا وأنّه اكتسب شهرة عالمية وهذا شرف كبير للجزائر، فالهدف المنشود مرهون بمدى إشراك مهنيي القطاع الثقافي وعموما في وجود مبادرات جادة من ديوان الثقافة والإعلام.. إننا نتفاءل خيرا مقارنة بسنوات الكساد الثقافي.
^ وصفتم بالفنان الباحث الجاد في التراث الشاوي، هل اهتديتم لفكرة إعداد مدرسة فنية للحفاظ على التراث؟
^^ يجرني الطموح وأنا منشغل بالبحث في تراثنا الغني في تحقيق غاياتي، وكلّما أتيحت لي فرصة سأفكّر مليا في إنشاء مدرسة فنية في وجود طاقات هائلة بالمنطقة مولعة بالفن الذي يحتاج إلى رعاية لتطوير الأغنية الشاوية لتقليص فرص الاستهتار بالفن الشاوي والتطفّل على التراث الفني كفنانين مطالبين بالتصدي لهذه الظاهرة.
^ هل من مشاريع فنية في الأفق؟
^^ لقد قدّمت عيّنة من الجديد الذي تتحدّثون عنه لأنّ الواجب يملي عليّ ذلك وفاء لجمهوري وسيكتشفه قريبا في ألبوم جديد يتناول مواضيع ثقافية اجتماعية هادفة، فضلا عن الجولات الفنية.. وسأسعى لأسعد جمهوري في كلّ المناسبات التي أحظى فيها بدعوة للمشاركة.
^ هل تفكّرون في اقتحام عالم المسرح والسينما؟
^^ فكرة صائبة لكن من يجسّدها عمليا؟.. لقد أثبتت تجربتي القصيرة في أوبيرات "الموعد" إمكانيات بشهادة المختصين فلو توفّرت لنا الإمكانيات اللازمة فإننا نقصر في واجبنا في هذه التجربة التي تعدّ مكمّلا لنشاطنا وذلك يعد إضافة لنشاطي، لكن  للأسف لم تحن بعد الفرص السانحة رغم وجود مهرجان وطني للمسرح الأمازيغي الذي أدرك عدّة طبعات إلا أنّه لم تقدّم لنا ولو دعوات الحضور.
^ كلمة أخيرة لجمهور تيمقاد؟
^^ أشكر جريدة "المساء" التي أتاحت لنا هذا الحيّز باعتبارها فضاء إعلاميا يعير كلّ الاهتمام للفن والفنانين، وبالمناسبة أشكر جمهوري العزيز والسلطات الولائية التي تسهر على إنجاح فعاليات الطبعة والديوان الوطني للثقافة والإعلام، كما أتوجّه للشباب الجزائري بدعوته لدعم شعار المهرجان المميّز بتميّز الشعب الجزائري بوطنيته ودعمه للقضايا العادلة.