سامي يوسف لـ”المساء”:

حفظ الله الأمن والاستقرار في بلدكم الجميل

حفظ الله الأمن والاستقرار في بلدكم الجميل
  • القراءات: 1406
حاوره: زبير.ز حاوره: زبير.ز
صاحب الإطلالة المشرقة، والابتسامة البريئة، صنع لنفسه مكانة على المستوى العالمي من خلال آدائه المميز وفنه الراقي، يخاطب الروح والعقل ويركز على ضرورة المحافظة على التقاليد الإسلامية، مسقط رأسه أذربيجان، تربى وعاش ببريطانيا، وصف بأحسن مطرب روك مسلم من طرف الصحافة البريطانية، كما نال شهادة الدكتوراه الفخرية في الأدب من إحدى جامعات إنجلترا، يحترم الكبير وينزل إلى الطفل الصغير ليقبله حتى وهو يحضر لصعود الركح بعد الدعاء الذي تعود على تلاوته ليوفقه الله في عمله، نزل على الجزائر العاصمة وقسنطينة ضيفا في سهرة رمضانية مميزة، فكان خفيف الظل، أحب الجزائر ودعا لها بالأمن والاستقرار، إنه الفنان العالمي سامي يوسف صاحب روائع ”يا مصطفى”، ”سامحيني أمي”، ”حسبي ربي جل علاه”، ”معلم” وغيرها من الأغاني، التقته ”المساء” ونقلت لكم هذه القعدة الحصرية.
المساء: بداية مرحبا بكم في الجزائر وقسنطينة بالتحديد، ورمضان كريم؟
سامي يوسف: شكرا ورمضانكم أكرم، ورمضان مبارك على كل الجزائريين إن شاء الله، تحية سلام وحب أزفها إلى كل الجزائر ومن ورائها الأمة العربية الإسلامية.
زرتم اسطنبول شهر مارس الفارط، ثم موسكو شهر أفريل، اليوم أنتم في الجزائر، كيف وجدتم جمهوركم بالجزائر؟
حقيقة كما عهدته، جمهورا ذواقا ورائعا، وأظن أن الموسيقى تسري في عروقه. كما يسري الدم، وجدت الجزائريين يتجاوبون بشكل رائع مع الموسيقى الروحية وهو الأمر الذي شجعني لأكون معهم، أحس عندما أقاسمهم الأغنية بإحساس رائع، فالجمهور الجزائري لديه صوت يدغدغ أحاسيس الفنان.
ماذا تعرفون عن الجزائر؟
بالطبع هو بلد كبير، بلد المقاومة، بلد الروحانيات، هو البلد الذي قدم تضحيات جساما من أجل استقلاله الذي جاء بعدما سالت دماء كثيرة، بلد عانى ويلات الاستعمار والحمد لله رب العالمين حققت الجزائر استقلالها وهي الآن بلد آمن، أنا أصلي وأدعو الله كي تحافظ الجزائر على أمنها واستقرارها.
وماذا تعرفون عن قسنطينة؟
هي مدينة جملية ومدينة عريقة تشم فيها رائحة الأصالة، متمسكة بتقاليدها، فقد أحببت اللباس التقليدي الخاص بسكانها، الصناعات التقليدية الموجودة بها، الهندسة المعمارية الإسلامية، هي مدينة الإلهام، فلقد كنت مستمتعا بتواجدي بهذه المدينة.
قسنطينة ستحتضن تظاهرة ثقافية كبيرة وهي عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، ما تعليقكم؟
علمت ذلك، وأظن أنها مكان مثالي لاحتضان مثل هذه التظاهرات، هذه المدينة الرائعة بمقوماتها العربية والإسلامية تستحق أن تكون عاصمة للثقافة العربية.
ألا تظنون أن قسنطينة تستحق أن تكون مكانا لتصوير أحد فيديو كليباتكم؟
حقيقة عندما وطأت قدماي هذه المدينة وعندما رأيت بعض معالمها من جسور وطبيعة خلابة، فكرت للوهلة الأولى في أن هذه المدينة تستحق لأن تكون أحد محطات تصوير الفيديو كليبات.
زرتم الجزائر سنة 2007 وتزورونها في سنة 2014، ما الفرق الذي وقفتم عليه؟
حقيقة الأمور تتطور بسرعة، وقد لاحظت أن الجزائر تزدهر من سنة لأخرى، فهي تنمو بشكل سريع ما شاء الله، وأن أي مهتم للاستثمار فهي مكان لائق لذلك، أقول لكم أنه عندما قدمنا من الجزائر العاصمة إلى قسنطينة عبر الطريق السيّار، اندهشت للمناظر الخلابة التي يتوفر عليها بلدكم، ذلك الاخضرار وتلك الطبيعة والتنوع البيولوجي، أتمنى وأتوقع أن الجزائر خلال العشر سنوات المقبلة ستكون من أهم الوجهات السياحية في العالم.
تعلق اسمكم دائما بالمغني البريطاني يوسف إسلام، فهل تظنون أن الوقت حان لعمل ثنائي معه؟
لا أدري لماذا يسألني الجميع عن عمل مشترك مع يوسف إسلام (يضحك)، حقيقة أنا احترم كثيرا هذا الرجل وسأكون جدا سعيدا إن جمعنا عمل مشترك، هو الآن أعتقد في الستين من عمره، فأنا أعتبر هذا الرجل أسطورة، ربما لم يحن الوقت بعد، خاصة وأن يوسف إسلام مشغول جدا بالأعمال الخيرية التي تبناها منذ مدة، التي يحرص على التوفيق فيها، وأنا أتمنى أن يكون بيننا عمل مشترك في المستقبل القريب.
كيف يعمل سامي يوسف على خدمة دينه وأمته من خلال فنه؟
كأي مسلم يحرص على أداء رسالة في حياته من منصبه ومن مكانه، فأنا استغل هذا الفن لنشر قيم التسامح والمحبة التي يوصي بها الإسلام، وبذلك حمل أحسن صور الإسلام في كافة أنحاء العالم، يجب أن يفرق الناس بأنني فنان درس الموسيقى ويؤدي فن المقامات، الموسيقى الكلاسيكية، التقليدية وتخصصي هو الموسيقى الشرقية والموسيقى الروحانية القدسية ولست منشدا. كما يعتقد البعض، في الوقت الحالي أرى أنه من الضروري محاولة حفظ التراث، والتقاليد الإسلامية وإبرازها في الطريق الصحيح وبوجهة نظر لائقة إسلامية في القرن الـ21، وليس زمن الإبداع والعصرنة التي أعتبرها خطرا على هذا الفن.
كيف يرى سامي يوسف بعين الفنان، وضع الأمة في ظل ما روج له بأنه ربيع عربي؟
لم نعتقد أن الأمور ستتطور إلى هذا الوضع الدرامي، كانت الشعوب العربية ترغب في بصيص من الأمل وتأمل في العيش في كنف الديمقراطية بعيدا عن الاستبداد بالحكم، لكن الأمور سارت إلى غير ما قامت عليه بعدما تحولت مطالب العدالة الاجتماعية والديمقراطية إلى صراع بين أطراف تتقاتل على الحكم وفق رؤى وانقسامات إيديولوجية أثرت على الربيع العربي وأفرغته من محتواه.
كيف يقضي سامي يوسف أيام رمضان؟
أنا استمتع، رمضان هو شهر للعمل والعبادة وأنا هنا في عمل، أسافر من بلد لبلد وأستمتع بذلك، أرى تقاليد كل شعب من الشعوب وتزداد معارفي.
وماذا عن متابعة الحدث الرياضي، ومونديال البرازيل؟
حقيقة المونديال حدث عالمي يثير اهتمام عدد كبير من سكان المعمورة، وأنا خلال هذا الحدث تابعت منتخب الجزائر بشغف كبير وشجعته، كونه الممثل الوحيد للعالم العربي والإسلامي، وكنت أتمنى أن يذهب بعيدا في هذه الدورة، لكنه اصطدم بقوة وحنكة المنتخب الألماني ووقف الند للند معه في مباراة كانت رائعة وأدى الجزائريون ما عليهم وخرجوا بشرف وفخر، وتأهل المنتخب الألماني الذي يستحق التتويج بكأس العالم وأنا من مناصريه بعدما قدم أداء رائعا ووصل إلى النهائي عندما سحق البرازيل بسباعية كاملة.
ولماذا تناصرون ألمانيا بالتحديد؟
لا أخفيكم، منتخب ألمانيا يستحق كل التقدير والتشجيع بعد الأداء الذي قدمه في المونديال، كما أخبركم بأمر لا يعرفه الكثيرون، فأنا زوجتي ألمانية ووجب علي الوقوف إلى جانب منتخب زوجتي (يضحك).
هل لنا أن نعرف جديد سامي يوسف؟
من المفترض أن أطرح ألبوما شهر سبتمبر المقبل، وأفضل الاحتفاظ بالتفاصيل بسبب الالتزام مع الشركة المنتجة، هو ألبوم فيه مجموعة من الأغاني التي لها علاقة بالجانب الإنساني وبمعاناة الأفراد وخاصة الأطفال منهم خلال النزاعات والحروب.
في الأخير، نرجو منكم توجيه رسالة إلى الشعب العربي والإسلامي وخاصة الشباب منهم؟
وصيتي لهم أن يحافظوا على عراقتهم وعلى أصالتهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم، وأن لا يغتروا بكل ما هو عصري تحت غطاء الإبداع، يجب أن يعرف كل واحد من هو ضمن هذا العالم أولا، وكما يقول معلمي الأستاذ جلال الدين الرومي، يجب أن نعرف أنفسنا من نحن، وأن نتذكر من نحن ومن أسلافنا ونفتخر بهم وأن نعمل على منوالهم وهذا أمر جد مهم في حياة كل مسلم.
نشكركم على رحابة صدركم وبالتوفيق في حفلاتكم.
الشكر موصول لكم ولكل الجمهور الذي يتابعنا بالجزائر وخارجها وأتمنى أن أكون معكم في القريب وفي سنة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.