الدكتورة نعمة زدام لـ"المساء":

جاهزية المجتمعات لتطوير الموارد البشرية مفتاح التفوق العلمي والتكنولوجي

جاهزية المجتمعات لتطوير الموارد البشرية مفتاح التفوق العلمي والتكنولوجي
الدكتورة نعمة زدام
  • 142
حاورها: عبد السلام بزاعي حاورها: عبد السلام بزاعي

أقرت الباحثة في مجال التغذية الصحية والعيادية والشمولية، الدكتورة نعمة زدام، في حديثها مع "المساء"، بوجود وعي متزايد بأهمية الاستثمار في العنصر البشري، ولم يعد تطوير الموارد البشرية، حسبها، مجرد خيار، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم، بفعل التطور العلمي المتسارع، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والرقمنة، والصناعات الذكية، بل بات ضرورة استراتيجية لضمان بقاء المجتمعات في قلب المعادلة العالمية.

❊  في البداية، قدمي نفسك للقراء

❊❊ أتشرف بتقديم نفسي لقراء "المساء"، حاليا تم اختياري عضوا في المجلس الدولي للذكاء الاصطناعي في البورد الأوروبي. متحصلة على ختم ذهبي من جامعة هارفارد الأمريكية، حائزة على عدة شهادات جامعية وشهادات دولية وباحثة في مجال العلاجات من الطبيعة والنباتات، وعدة امتيازات دولية، إطار بالمديرية العامة لـ«نفطال" الشراقة. دكتورة محاضرة في عديد الجامعات العربية والغربية عبر "الزووم"، "الواتساب" والفضاء الأزرق، صاحبة أول منصة رقمية إنقاذ لعلاج المدمنين، ومنصات مبتكرة رقمية سيادية، سأفصح عنها قريبا، مقدمة دورات تدريبية في الذكاء الاصطناعي والرقمنة الذكية في البورد الأوروبي المقر العام.

❊ في ظل التطور الحاصل بوتيرة متسارعة في المجال العلمي العالمي، ماهي جاهزية المجتمعات العربية، وبالأخص في المنطقة المغاربية، وهل توجد جهود لتطوير مواردها البشرية بما يواكب هذا التغير؟

❊❊ بكل واقعية، أقر بوجود وعي متزايد بأهمية الاستثمار في العنصر البشري، لكننا لا نزال في بداية الطريق. التحديات كثيرة، من بينها عدم تكامل الرؤية بين القطاعات، غياب الحوكمة الحقيقية للموارد البشرية، وأحيانًا ضعف الإرادة في تبني التحول الرقمي بشكل شامل. لكننا نمتلك العقول والكفاءات، وكل ما نحتاجه، إرادة سياسية وثقافية صلبة، ونظام يعترف بالخبرة ويستثمر في الكفاءة، لا في الولاء.

❊ كيف ترين دور التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز إنتاجية ومصداقية الموارد البشرية؟

❊❊ إن الذكاء الاصطناعي ليس فقط أداة تقنية، بل منظومة تُحدث ثورة في كيفية التعلم، والعمل، واتخاذ القرار. يمكنه دعم الموارد البشرية بطرق لم تكن ممكنة سابقًا، من خلال التعلم الشخصي الموجه إلى تحليل الأداء، وتحديد المهارات، وبناء مسارات مهنية ذكية. لكن الأهم، أن نمتلك قاعدة بيانات موثوقة، وأن نُحسن استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي يخدم الإنسان، لا يستبدل دوره.

❊  ماذا عن دور الرقمنة في مجالات تخصكم، كالتغذية الصحية والعيادية؟

❊❊ أراهن على الرقمنة في المجال الصحي، خاصة في التغذية الشمولية، التي تمثل مستقبل الرعاية الصحية، عبر المنصات الرقمية الذكية، حيث يمكننا تتبع سلوك الفرد الغذائي، ربطه بالحالة الصحية والوراثية، وتقديم نصائح أو برامج غذائية مخصصة باستخدام الخوارزميات. إنها قفزة نوعية تضمن تدخلات وقائية أكثر فاعلية، وتُقلل من التكاليف، وتزيد من وعي الأفراد بصحتهم، وهو جزء لا يتجزأ من تنمية رأس المال البشري.

❊ في رأيك، كيف يمكن للمجتمع أن يدعم تطوير الإنسان من خلال منظومة متكاملة؟

❊❊ يمكن أن يتحقق ذلك، بمراجعة مناهج التعليم والتكوين وإعادة تشكيلها، لجعلها تفاعلية، رقمية، ومتصلة بسوق العمل المستقبلي. يجب كذلك تمكين الشباب والنساء، وإشراكهم في صنع القرار. ولا ننسى أهمية دعم الابتكار المحلي، وتوفير حاضنات رقمية ومراكز بحث تُشجع على التفكير الحر. فالمجتمع الذي يثق في طاقاته، هو المجتمع القادر على التقدم.

❊ أخيرا، هل أنت متفائلة بمستقبل الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمعات العربية؟

❊❊  نعم، بشرط ألا نكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا، بل نُصبح صُناعًا لها. لدينا كفاءات جزائرية وعربية لامعة في الداخل والخارج، ما ينقصنا هو منظومة حاضنة، تشجع الابتكار، وتربط البحث العلمي بالصناعة وسوق العمل. ودائما أذكّر كل طلابي عبر محاضرتي، بأن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإنسان، بل فرصة لصناعة إنسان أكثر وعيا، إنتاجا ومسؤولية.