نائب رئيس مجلس الأعمال الجزائري ـ الروسي لـ "المساء":

جاهزون لتحويل التكنولوجيا، وقوانين الاستثمار ليست عائقا في وجود الثقة

جاهزون لتحويل التكنولوجيا، وقوانين الاستثمار ليست عائقا في وجود الثقة
  • القراءات: 2488
حاورته: حنان حيمر  حاورته: حنان حيمر

أكد نائب رئيس مجلس الأعمال الجزائري ـ الروسي وممثل مجموعة "غلوبال ريسورسز أند أندوستريز" التي تتكون من حوالي أربعين شركة روسية السيد فلاديسلاف لوتسينكو لـ "المساء"، على رغبة الجانب الروسي في تقديم الخبرات والتقنيات وتحويل التكنولوجيا إلى الجانب الجزائري، بشرط الحفاظ على حقوقه بشكل تام. وقال في حوار لـ "المساء" على هامش منتدى رجال الأعمال الجزائريين والروسيين المنعقد بموسكو، إن قوانين الاستثمار في الجزائر لا تشكل أي عائق بتوفر عامل "الثقة" بين الطرفين.

❊ المساء: قدمتم جملة من العروض الاستثمارية على المتعاملين الجزائريين، ما هو الهدف بالنسبة للجانب الروسي من هذه العروض؟

❊❊السيد فلاديسلاف لوتسينكو: شكرا جزيلا على السؤال، وهو سؤال محوري. نحن في روسيا وأنتم في الجزائر نعتمد على المحروقات، وفي الوقت الحاضر حان الوقت لنفهم أنه يجب تنويع الاقتصاد الوطني في البلدين. وفي هذه النقطة يمكن أن نساعد بعضنا البعض. نحن كشركة من إحدى أكبر الشركات الروسية الإنتاجية، لدينا تقنيات وخبرة وفرص لفتح مصانع أو تنظيم الإنتاج أو توطين الإنتاج في الجزائر بما فيه فائدة للسوق الجزائرية وأيضا للاقتصاد الجزائري. وكثير من الأمور الإيجابية ستترتب عن هذه العملية، فعندنا تقنيات مختلفة كثيرة، بدءا من تجميع عربات سكة الحديد وإعادة تدوير النفايات وحتى تجميع الحافلات وإنتاج أعمدة نقل الأسلاك الكهربائية. ونرغب في معرفة إن كانت هناك حاجيات في السوق الجزائرية يمكننا أن نلبّيها، خاصة من خلال الإنتاج بالجزائر، وهذا أكيد سوف يساعد دولتكم في تنويع الاقتصاد؛ فإذا أُنجزت مصانع جديدة فذلك يُعد مساعدة كبيرة لكم ولنا... نحن نحصل على أموال وأنتم تكسبون تنويع الاقتصاد.

❊ من خلال تدخلات رجال الأعمال الجزائريين بدا واضحا أن هناك رغبة ملحّة في نقل التكنولوجيات والتكوين، وهو يتطابق مع رغبة الحكومة الجزائرية كذلك، هل أنتم مستعدون لتحويل التكنولوجيا؟

❊❊ نعم نحن جاهزون، وإذا فتحنا مصنعا سننقل التكنولوجيا إلى الشريك الجزائري، لكن من الضروري أن تكون كل حقوقنا محفوظة. نحن نوقع أعلى الاتفاقيات ذات الصلة بالشريك الجزائري وبصورة متمدنة كما يتطلب السوق.

❊ تخضع الاستثمارات الأجنبية في الجزائر لقاعدة 49/51.. هل يمكن أن يشكل ذلك عائقا لمشاريعكم مع الجزائر؟

❊❊ إذا كانت هناك ثقة بين الشركاء أعتقد أنه يمكن تجاوز هذه المسألة، ونحن نفهم أن هناك شكليات قانونية، وفي نفس الوقت نحن نستطيع أن نحدد مع الشريك كيف يتم توزيع الحصص في إدخال الرأسمال على الشركة. يمكننا مثلا أن نشارك بالتقنية؛ فالتقنية لها أيضا قيمة. فليس لدينا أي تخوف، بالعكس نحن جاهزون للمباحثات، وبدأنا فيها في المنتدى الذي يُعد الأول من نوعه على هذا النطاق وفي روسيا. إنها أول مرة يزور فيها وفد بمثل هذا القوام، روسيا الاتحادية رغم أننا نظمنا عدة منتديات في الجزائر سابقا.

❊ البعض يرون المشكلة في الاقتصادين الجزائري والروسي في أنهما غير متكاملين، بل متنافسان؛ هل يمكن أن يخلق هذا مشكلا في التعامل بين الطرفين؟

❊❊ نحن لا نرى كرجال أعمال، أي مشكل في هذا المجال؛ بالعكس، نرى أننا نكمّل بعضنا البعض. إذا كان لديكم تمويل للمشاريع وقوى عاملة وكان لدينا تقنيات وقوى إدارية، فنستطيع أن نستكمل بعضنا البعض ونعقد شراكة. 

وكرجال أعمال روس، نرى أنه حان الوقت للانتقال من اقتصاد النفط إلى التنويع. وأكيد أن نفس الأفكار موجودة في الجزائر، لذا سنساعد بعضنا البعض في هذا المسعى للخروج من سيطرة البترول.

❊ يطالب متعاملون جزائريون بتوقيع اتفاق تفاضلي بين البلدين لتسهيل الأعمال بينهما، ما رأيك؟

❊❊ لا يمكنني أن أعلّق على هذا الأمر، ولكن يمكنني القول إنه لا توجد أشياء تفاضلية في الاقتصاد. هناك ظروف السوق إذا تسمح، يمكن أن يكون تفاضل، لكن إذا كان الأمر يتعلق مثلا بالجمارك، فالمشكل مطروح في كل الدول... مثلا الآن نحن عندنا مشكل حقيقي للتزود بالخضر والفواكه؛ حيث إن الاستيراد من السوق التركية مُنع تماما، ونحن لا ندري ماذا سنأكل؛ لأننا في المحلات الروسية أصبحنا لا نجد الكثير من الخضروات مثل الجزر والخيار، لذلك نحن نرحب بالخضروات والفواكه الجزائرية بدرجة كبيرة، وأمامكم فرصة ممتازة وذهبية لدخول السوق الروسية، ونحن أيضا لا نمانع في دخول مناقصات في السوق الجزائرية؛ لأننا نعلم أنه في عالم الأعمال من الضروري الاختيار، لذا نسعى أن نكون الأفضل في التنافس والتناسب بين السعر والنوعية ونثبت أننا الأفضل.