الحاصلة على جائزة همسة، المبدعة نادية بوخلاط لـ"المساء":

"امرأة من دخان" ثورة وبحث عن نقاء الأحاسيس

"امرأة من دخان" ثورة وبحث عن نقاء الأحاسيس
  • القراءات: 1379
حاورتها: خ. نافع حاورتها: خ. نافع
الصحفية نادية بوخلاط من مواليد 8 أفريل 1986 بوهران، دخلت عالم الكتابة الأدبية في سن مبكرة، فازت مؤخرا بجائزة "همسة" الدولية في الأدب بمصر عن روايتها "امرأة من دخان" وكان لـ"المساء" معها هذا الحوار الشيق حول تتويجها، وعن مجموعة اهتمامات متعلقة بالكتابة الروائية خاصة والأدبية عامة. 

^ كيف استقبلت خبر فوزك بالجائزة الأولى عن "إمرأة من دخان" بالمسابقة الأدبية التي نظّمتها مجلة "همسة" المصرية؟.

^^— في الواقع لم أكن أتوقّع الحصول على المرتبة الأولى، وكان الأمر مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، ليس شكا في قدراتي ولكن أن أخوض مسابقة من هذا الحجم في بلد كمصر كان بمثابة تحد، وهذا الفوز شرف لي ولمدينتي ولبلدي.

^ كيف كانت البداية مع الكتابة؟

^^— بدأت الكتابة في سن مبكرة جدا، فلم أتجاوز حينها 12 سنة من العمر، كنت أميل لكتابة القصص، ولم أدرك يومها أنّه لديّ موهبة في الكتابة، خصوصا أنّني كنت أحبّ مادة التعبير الكتابي حبا جما، وكنت أتحصّل فيها على أعلى النقاط، لم أعرف أنّّه لديّ ملكة الكتابة إلاّ عندما انتبهت إلى ذلك أستاذتي في اللغة العربية السيدة مدلسي، التي قالت لي واصلي ولا تتركي هذه الموهبة فسيكون لك بها شأن عظيم، وكان لتوجيهاتها الفضل الكبير والأثر العميق.

^ ما حكاية "إمرأة من دخان" ؟

— ^^ الرواية مزج بين الواقع والخيال، تتناول عذاب امرأة زوّجها أهلها من رجل ثري يكبرها بعشرين عاما، فوجدت نفسها مجرد "آلة للمتعة"، فتقرّر الثورة على الواقع ولسنوات عمرها التي مضت مع رجل فظ تفنّن في تعذيبها وكسر أنوثتها، حين تقرّر الالتقاء بصحفي في إحدى المجلات، كان يستقبل بريدها ويرد عليه، ويمدّها بالنصائح.

^ وماذا عن تركيبتها؟

—^^ الرواية ببطلين، هبة الله وجيرارد الفرنكو جزائري، القاسم المشترك بينهما هو بحثهما عن التخلّص من ثقل حمل يؤرقهما، ورحلة البحث عن الحب ونقاء الأحاسيس.

^ في اعتقادك، أيّ الأنواع الأدبية التي تحمل هموم المواطن الجزائري بصفة خاصة والعربي بصفة عامة؟

—^^ كلّ لون أدبي يمكن له أن يكون معبّرا عن هموم المواطن العربي، سواء كان شعرا، قصة أو رواية، لأنّ الكاتب هو الذي يختار أو لا التعبير عن هموم المواطن العربي أوالجزائري وليس النوع الأدبي، فالجمل طيّعة في يد الكاتب وكذا الأحداث وهو يعطيها صبغتها العربية أو الجزائرية متى شاء وبالطريقة التي يشاء.

^ في رأيك هل وجد الإبداع الأدبي اليوم طريقه للشهرة كما في السابق؟

^^— بالتأكيد، رغم نقص الدعم الذي يعانيه المبدعون في بلادنا، فكم من مبدع ظلّت أعماله حبيسة الأدراج حين اصطدامه بالعوائق المادية، فالنشر صار مكلّفا وليس في متناول الجميع.

^ هل جربت الروائية بوخلاط نادية الكتابة للطفل؟

^^— لتكتب للطفل يجب أن تكون طفلا، هذه هي القاعدة المتعارف عليها، وأنا لم أجرّب ذلك لأنّني أعرف بأنّني لم أوفّق، فلا أشعر بالميول للكتابة للطفل مقارنة بميولي للكتابة للكبار.

^ كيف تقيمين الحركة الثقافية بمدينة وهران؟

—^^ الحركة الثقافية بوهران بين جمود ونفض للغبار، من قبل بعض الجمعيات التي سخّرت مجهودها لخدمة الثقافة وتحريك دواليبها، ونستبشر خيرا فالإرادة موجودة والغد أفضل بالتأكيد، فوهران مدينة حركية لا تستسلم للإغفاء أبدا.

^ هل يجد المبدع نفسه في هذه المدينة المفتوحة على جميع المناقضات؟

—^^ المبدع وفّرت له بعض الجمعيات الثقافية مساحة للبوح وفتحت له منصة للتعبير خلال الملتقيات والأمسيات الأدبية، وبعضها أضحى حدثا ثقافيا قائما بذاته، أذكر هنا الملتقى الأدبي الوطني "شموع لا تنطفئ" الذي بلغ عامه الخامس وترعاه كلّ من مديرية الثقافة ودار الثقافة بوهران، و«مهرجان الشعراء الشباب" اللذان صارا رمزا من رموز الحراك الثقافي والأدبي في الباهية.

^ لماذا اخترت الكتابة الروائية دون الأنواع الأدبية الأخرى؟

^^— الكتابة الروائية هي من بين كتاباتي الأخرى، فأنا أكتب القصة القصيرة والخاطرة ولديّ محاولات في الشعر الحر والشعر الملحون.

^ ما هو رصيدك؟

^^— لديّ روايتان، أحداهما الرواية الفائزة "امرأة  من دخان"، ورواية لم أنته بعد من كتابتها حول الثورة التحريرية تحمل عنوان "لالاهم"، إضافة إلى مجموعة قصص قصيرة، خواطر وأشعار، ومخطوط رواية باللغة الفرنسية لأنني أكتب باللغتين بعنوان "ليلى وأبراج المراقبة".

^ ماذا عن مشاريعك المستقبلية في مجال الكتابة؟

— ^^ الانتهاء من كتابة رواية "لالاهم"، وجمع قصصي القصيرة في مجموعة قصصية ونشرها مستقبلا.

^ وماذا عن نشر روايتك الفائزة بمهرجان همسة ؟

^^— الرواية ستنشرها هيئة مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون وهي مشكورة وهذا أوّل الغيث إن شاء الله.

^ الكثير من الروائيين أصبحوا يفضلون النشر الإلكتروني، فما السبب في رأيك؟

—^^ تكاليف النشر هي السبب الأوّل، فليس كلّ كاتب مرتاح ماديا بالضرورة، إضافة إلى ذلك يوفّر النشر الالكتروني - الذي جرّبته أنا شخصيا برغم ما يحمله من مخاطر، واحتمال تعرض ما ننشره للسرقة -، تجربة تمكّن الكاتب من ربط علاقات صداقة مع كتاب آخرين، نقّاد ومثقفين يقيّمون مستوى كتاباتك.

^ متى ستذهبين إلى مصر لتسلم جائزتك ؟

—^^ الحفل سيكون مع نهاية شهر أوت، وسأحضره إن شاء الله.

^ ولمن تهدين هذا التتويج؟

—^^ التتويج أهديه لوهران المدينة التي احتضنت صباي وطفولتي، فهي حلمي الأبدي، وإلى وطني الجزائر، وكلّ الذين شجّعوني للمضي قدما على درب الكتابة والإبداع من زملاء في مهنة المتاعب وأصدقاء وأهل.