الكاتبة الشابة آمال بسمة عريف لـ"المساء":

الكاتب الذي يغرد خَارج السرب ليس بكاتب

الكاتب الذي يغرد خَارج السرب ليس بكاتب
الكاتبة الشابة آمال بسمة عريف
  • القراءات: 2041
حاورتها: لطيفة داريب حاورتها: لطيفة داريب

آمال بسمة عريف، كاتبة شابة، تخصصت في كتابة القصة القصيرة، وظفرت من خلالها بعدة جوائز في كل من الجزائر، مصر، المغرب، تونس والعراق، علاوة على تتويجها في مجالات المطالعة، الخاطرة، المسرح والرياضة..."المساء" اتصلت بالكاتبة آمال بسمة عريف، للتعرف على إبداعها ونشاطها الدؤوب في شتى المجالات، فكان هذا الحوار.

هل لك أن تعرفي بنفسك لقراء "المساء"؟

** بداية، تحية من قَلب الوتين لكل المتابعين الأوفياء، وتحية لكم طاقم جريدة "المساء" والأستاذة "لطيفة" خاصة، ليس من السهل أن يتحدث الكاتبُ عن نفسه، لكن إن أرَدت الحديث عن "بسمة"، سَأقول هي "فتاةٌ لا تعشق إلا حرفًا ولا تبدع إلا بقلمْ"، قارئة متوَّجة ولائيا بجائزة أحسَن بطاقة قراءة، لاعِبة كرة سلة وقائدة فريق الولاية إناث، ناشِطة ثقافية وجَمعوية، طالبة جامعية تخصُّص علوم البيئة... كَاتبة آمنَت بأن الحرف الجَميل يُسافر لوحده، ويَصنع لنفسه حضورا بين الأقلام المُبدعة، حَرفي نابض بالحياة وعابق بالآمال والقيم الفاضلة، أمتلك في رصيدي تسعَ تتويجات دولية بكل من مصر، المغرب، تونس والعراق.

حدثينا عن هذه التتويجات؟

❊❊ لحمد لله، أن تُكرَّم على عمَل فهذا دافِع لتحقيق الأفَضل منه... بالنسبة لآمال بسمة عريف، لي أكَثر من 13 مشَاركة وطنية وتتويجٍ في كل من مَجال الكتابة الإبداعية، التنْشيط، التمثيِل المسرحي. مشاركة في 32 كتابا جامِعا عربيا، في رصيدي 9 تتويجات عربية ووطنية، متوجة بدرعِ ملتقَى ابن النيل الأدبي المقام بمصر في كل من صنف النثر الشاعر عن نص "واختفى أبو القاسم" وصنف القصة القصيرة عن قصة "ريشة حلم وألم"، أيضا نالت قصتي "لابُد من شروق الشمس" المرتبة الثالثَة في مُلتقى الهايكو والوَمضة بتونس، وتوجت بجائزة أحسن قصة إبداعية في مسابقة الإبداع، المنظمة من طرف الدكتورة خولة حمدي بقصة "خلود في منْفى القلم"، كمَا كنت الجزائرية الوحِيدة المتوجة بجائزة "دار الأدِيب" الدولية عن قصة "ريشةِ حُلم وألم"، ونفسها القِصة التي توِّجت بها بالدرع العراقي للقصة القصيرة، ثم قصتي "أفْيون مغشوش" توجت بها بالمرتبة الأولى في المُسابقة السنوية للقصة القصيرة الدُولية، والمرتبة الأولى عن مسابقة شغَف الدولية، وأخِيرا قصة "حنين معتقل" المتأهلة إلى نهائي دورة القصة القصيرة العربية المقامة في المغرب، بالتعاون مع وزارة الثقافة سوسة، أما وَطنيا، فكنت قد توّجت بالمرتبة الأولى في العديد من المسابقات الوطنية صنف القصة القصيرة، منها مسابقة المكتب الوطني للشباب المثقف جيجل، كما كنت قد توجت بالمرتبة الثانية في المسَابقة الوطنية الجزائرية للخَاطرة، عن نص "أنا الحَرف وأشياء أخرى" .

بالنسبَة لتتوِيجاتي في ميدان المطالعة، الحمد لله، توجت ولائيا بجائزة أحَسن بطاقة قراءة لكتاب العربي الأخير. أما عن تتويجاتي في المجال الرياضي، فالحمد لله، متوجة ببطولات ولائية بكل من رياضة كرة السلة، الملاكمة، الكراتي دو، أما التنشيط والتمثيل المسرحي، فَكُرمت فيها من طرف مدير الشباب والرياضة لولاية سطيف.

ما موضوع قصة "ريشة حلم وألم" التي نلت بها درعِ ملتقَى ابن النيل الأدبي بمصر؟

❊❊ "ريشة حلم وألم" بالنسبة لقصتي، فدائما أكتب عن عاداتنا القديمة، وهي قصة حقيقية معروفة عند الجزائريين، قصة تحكي القصة عن جميلة التي تزوجت رغما عنها، بشخص آخر غير الجمعي، ومعاناة هذا الأخير، ثم موته على يد أخ البطلة، صراحة هي قصة كثيرا ما كانت تقصها لي أمي، لكن أنا تناولتها بأسلوبي وغيرت بها الكثير، مع الاحتفاظ بنفس النهاية. بالمختصر، هي تعالج ظاهرة جرائم الشرف التي كانت مباحة في وقت سابق قريب. وهي قصة من التراث الجزائري القديم، معروفة باسم "الجمعي وخدوج"، أنا أخذت النهاية نفسها وتناولت القصة بأسلوبي، فغيرت الشخصيات مع البقاء على الشخصيتين الرئيسيتين. القصة تعالج موضوع اضطهاد المرأة وسيطرة العائلة المتشددة على الفتاة الجزائرية قديما، فعالجت مشكل تزويج الفتاة رغما عنها، وكل ما كان يقال في القديم، بأن الفتاة وصمة عار على الرجال، أردت أن أوضح من خلال قصتي، بأن بعض عاداتنا القديمة هي مجرد تقاليد بالية، وجب تغييرها أو اقتلاعها من جذورها، هكذا فقط سنتغير إلى الأحسن والأفضل.

أي المواضيع تستهويك لكتابة قصصك؟

❊❊ صراحَة، لطالما كنت أنثى تعشق رُوحها الدَّفاتر والأقلام، أنثى يكْتبها الحَرف عندما يُربك روحها القلق لتمْتهن حياكة شال الأبجدية.."آمال بسمة عريف" تكتب بألوَان بين السطور، تتسلق الحرُوف تباعا وصولا إلى الجلْجلة.

بالنِّسبة لي، الكاتب الذي يغرد خَارج السرب ليس بكاتب، ولا يَحمل قدرا من الإنسَانية حق الوَطن والمجتمع، هو جُملَة من المشاعر لأنه ابن بيئته، لذا فَإن الكتابة جواز سَفر للعقولِ والقلوبِ معا، والكاتبُ سفير يحْمل هُموم أهله، قضَاياهم وثقافَتهم، أغلبُ إنْ لم أقل كل قصَصي ونصوصي أقدمها بقالب اجتماعي بَحت، رغم أنني شُمولية وأخُوض في كل المواضيع، إلا أنني أكْتب دائما لأُمثل قضَايا مُجتمعي وثقَافاته.

لماذا اخترت مجال القصة القصيرة في مسيرتك الكتابية؟

❊❊ تجْربتي في مجال الكتابة ربيع مُزهر مزدَان بألوان قوسِ قزح السبعة، بقدرِ بسَاطتها، بقدر تمَيزها، كونها ولِدت من مَخاض الصدفة، لأنني لا أزَال قارِئة لا كاتبة، فلقب الكاتب أَجَل وأكبر من أن ألقب نفْسي به على الأَقل الآن، لكِن سَأكون بإذن الله، اخترت التوَجُّه لصنْف القصة القصيرة، لأنَّني وجَدت فيها ضَالتي، طالمَا عشقْت الحَرف وغموضَه، فانتقى قلمِي القصة للبَوح بالأبجَدية تامة، فن القصة القَصيرة يُغمد في سَيفا من المشَاعر ويحصرني في بُوتقة التأمل وَالإبداع.

ماذا عن مشروعك المتمثل في تأسيس مجلة ثقافية "بسمات القوافي"؟

❊❊ "بسمات القوافي" لقب حفر أريجَه في رُوحي منذ الصغر، لهذا أردت أن يَكون منَارة يهتَدي بها من ضلت به السبل في بداياتِ، وُلُوجه عالم الأدب، فكرة المجلة هي تقْديم محتوى أدبي داعِم لكل كَاتب مبدع أولا تعريفا بالطاقات الشَّبابية، وإبْرار مواهبِها في الكتابة الإبداعيّة، وثانيا لخَلق مُتنفس حر يجدونه بمثابة ملاَذ لحُروفهم، بعيدا عن المشَاريع الأدبيَّة الربحية التي نرَاها الآن.

أُفكر في جعل المجلة وَرقية بداية في جميع ولَايات الوطن، أقصِد الجزائر، بعدها سَأعمل على الاتفاق مع مطابِع بمصْر لتَوفير النُّسخة الإلِكترونية ورقيًا هناك بإذن الله، أي شَخص له مشروع مهما كان تطوعيا أو ربحيا له هَدف، وهو أن يصِل للعالمية، أظُن أن مجَلتي القادمة هي فكرة تستَحق الدعم والانتشار عربيا وعالميا، لأنها تطوعية بَحتة وتسْعى إلى الإضَافة للأدب.

هل عرفت مجموعتك القصصية، طريق النشر؟

❊❊ مجموعتي القصَصية "خلود في منفى القلم"، قِصص قصيرة اعتمدتُ فيها الوَاقع وغير الواقع، هي نقوشُ ثورة ناعمَة وانتفاضَة أيْضا تتطلع إلى بسمَة تشرقُ كي لا تبقَى أسِيرة الأوْهام والأحزان، مكاشِفة صرِيحة لخلجَات الروح التواقة للحق والحنَين، أنثُرها في قلُوب قرائي بكُلِّ ما تحْمله تجربتي الإبدَاعية من بكَارة، عفوية وانْطلاق.

بها حوالي 23 قصة قصيرة اخترتها تنَاسقا، والعنوان والقالب الذي أردت لمجموعتي القصصية أن تكون فيه، ومن بين العناوين التي سَتكون بها بإذن الله، قصة "ريشة حلم وألم، أفيون مغشوش، فاجِعة الملل القاتل، رمَاد البوح، حِجارة، لابد من شروق الشمس، بسمَات القوافي، وقِصة خلود في منفى القلم بجزأيها ...إلخ"

هي نصُوص وقَفتُ فيها على أَطلال الذكرى متأملة حينا ومتَألمة أحْيانا، أطْلقت فِيها العنان لأشواقي وهمَساتي، فأرسَلت عبر أريج صفحاتها تراتلي العذبة ونجوَاي، لتصل إلى وِجدان كل متلقي وكأنهَا شظايا رُوحي الباسِمة ومَرح يراعي الهائم.

تنتمين إلى عدة نوادي، ما دافعك إلى ذلك؟

❊❊ الفكرَة بالنسْبة لي كَانت قَديمة ومُتجددة، والسَّبب الرئيسِي وراءها؛ شَغفي بالقِراءة والكتابة وإيماني بدوْرهما الحيَوي في التنمية الشاملة والمستدامة، كما أنني من الهادفين إلى نشر رسالة العلمِ والثقافة وبناء الإنسان، أحسَست أنه حان الوقت لأرُد الجميل، وأساهم ولو بالقليل فِي إعادة بناء الحضارة العَربية الإسلامية التي لا يكل ولا يمل الواحد منا بالتغني بها والبُكاء على أطلالها، فأتتني الفرصة لأن أشعل شمعة العلم، وأنفض غبار الجهل عن أمتي التي تستحق مني عطاء وبذلا أكبر، آمنت بضرورة التَكافل في سَبيل تحقيق هدفي ونشر رِسالتي، فشاركت في تأسيس مجموعة من النوادي منها "نادي نجوم ستيفيس، نادي المواهب الصاعدة، نادي رؤية، جمعية ينابيع الثقافة..." بغية الاحتكاك مع غيري ومن سبقوني في مجال الثقافة والقِراءة، وإيجاد فضاء أوسع يحتضن طاقاتي وطاقات الشباب المبدع، وفتح الفرص لكل الموَاهب لإبرازها وتوجِيهها، خدمة للوطَن أولا، والولاية ثانيا، ونفسها ثالثا.

هل تؤمنين بدور المجتمع المدني في الدفع بعجلة الثقافة إلى الأمام؟

❊❊ المجتمع المَدني كثيرا ما يسْعى إلى خِدمة المجْتمع والوطَن بما ينفع لا مَا يضر، أؤمن بدَوره الفعال في ردْم الهوُّة المفتَعلة المتَوارثة بَين جوانب الثقافة التي باتَت عرجَاء، لا يَكاد يعْرف أحد أين تبدأ تلك الجوانب وأينَ تنتهي، كثِيرا ما نجد المجْتمع يدعم ويشَجع على النهوض بالعمل الثقافي، مبديا في نفْس الوقت مخاوفه من تحويل الثقافة إلى ضرب من الترفِيه، فوزارة الثقافة ليسَت هيئة ترفيه للعديد من الحفلات الغنائية، إنما هي رقي بالمسْتوى الثقافي المجْتمعي، أؤمن بشِدة بأن المجْتمع المدني يسَاهم ويَعمل من أجل توْفير أرضية أكْثر خصُوبة، لمزِيد مِن العطاء الثقَافي.