وزيـر الشبـاب والـرياضة في حـديث لـ ”المسـاء”:

الـدولـة لـن تـدعّم الأنـديـة الاحترافية بعد 2018

الـدولـة لـن تـدعّم الأنـديـة الاحترافية بعد 2018
  • القراءات: 2257
حاوره: ع.اسماعيل وطارق.ب حاوره: ع.اسماعيل وطارق.ب
يؤكد وزير الشباب والرياضة محمد تهمي، خلال هذا الحوار، بأن الدولة سترفع يدها عن تدعيم الأندية المحترفة في 2018، بعد أن أكد بأنها سترافق هذه الأخيرة في تجسيد مشروع الاحتراف. تهمي يعود إلى البرامج المنجَزة من قبل قطاعه منذ سنة 2000، والعراقيل التي حالت دون تجسيد أخرى، كاشفا عن عدة أشياء متعلقة بالرياضة في الجزائر.

 شرعتم خلال السنوات الأخيرة في تبنّي سياسة إنجاز منشآت رياضية وتدعيم أخرى لازالت في طور الإنجاز، فكيف تقيّمون الوضعية الحالية لكل هذه المشاريع؟

البرنامح الخاص بهذه المنشآت ضخم جدا، ففي الثمانينيات وحتى بعد التسعينيات  كان هناك نقص كبير في هذا الجانب، ووجدت الوزارة نفسها مضطرة لبعث مشاريع جديدة من أجل تدعيم ما تم إنجازه في السابق، وقد بدأنا في تجسيد هذه المشاريع ميدانيا انطلاقا من سنة 2000.

 أين وصلت نسبة إنجاز هذه المشاريع؟

البرامج عرفت بعض التأخر لأسباب مختلفة، لكنها شهدت فيما بعد انتعاشا حقيقيا بعد توفر الأموال التي خُصصت للقطاع؛ إذ تراوحت نسبة تقدم المشاريع بين 35 و40 في المائة في الفترة الممتدة من 2000 إلى 2012، وبلغت إلى غاية نهاية سنة 2013، نسبة 85 في المائة.

يعني أنه بقي أمامكم إنجاز نسبة 15 في المائة من معظم المشاريع المبرمجة في هذا المجال؟

أُعلمكم أن أغلبية المشاريع في بعض الولايات انتهت أشغالها أو توشك على الانتهاء باستثناء تلك التي تنجَز على مستوى ولاية الجزائر، التي لم يتعد فيها الإنجاز نسبة 47 في المائة لأسباب عديدة، مثل نقص العقار والعراقيل الإدارية والتقنية. كما لا بد لنا من التقيد باحترام آجال الإنجاز المحددة بـ ٤ سنوات. لكن الواقع يؤكد أنه من المستحيل إتمام بعض المشاريع قبل ٧ أو ٨ سنوات، فتوفر الأموال لا يُعد العامل الوحيد الذي يساعد على الإسراع في وتيرة الأشغال بقدر ما يتعين إخضاع هذه الأخيرة لتسيير راشد، وهو الجانب الذي عادة ما يخلق التأخر في الإنجاز.

 لقد شرعتم في تشييد ملاعب كبيرة عبر الوطن، لكن إنجازاتها تعرف بعض التأخر، فما هو السبب؟

نحن بصدد تشييد ملاعب ضخمة، ومن المستحيل استلامها في ظرف زمني قصير؛ فملعب الدويرة مثلا، اضطررنا لتغيير موقع إنجازه لأمور تقنية، وتَسبب ذلك في تأخر انطلاق أشغاله، فضلا عن أن المؤسسة الصينية المكلفة بهذا المشروع، طلبت إعادة تقييم تكلفته التي وجدناها باهظة جدا، ودفع بنا الأمر إلى الاستنجاد بمخبر متخصص في البناء من أجل إعادة النظر في هذه الكلفة.

 ملعب تيزي وزو يعرف أيضا تأخرا في الإنجاز، فهل سُوّيت وضعيته؟

ملعب تيزي وزو لم يعد يطرح مشاكل عويصة، فالأشغال جارية على قدم وساق، لكنها تسير ببطء. وقد برمجت عقد اجتماع مع مسؤولي المؤسسات المكلفة بإنجازه، من أجل دفع عجلة الانشغال.

 إلى أين وصلت عملية تطبيق قانون الرياضة الجديد، المخصَّص لتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية؟

لقد تم اعتماده من طرف البرلمان، وتجري حاليا دراسة 75 نصا يتضمنها هذا القانون، الذي اطّلعت على محتوياته الأندية المحترفة والهاوية والرابطات والجمعيات الرياضية، ونفس الأمر يتعلق بلجنة اكتشاف المواهب الشابة التي يترأسها رابح ماجر.

وهل سجلتم احترازات فيما يتعلق باعتماد هذا القانون؟

لم نسجل أي اعتراض؛ لكون جميع الفاعلين في الرياضة تم إشراكهم في بلورة هذا القانون، واطّلعوا على نصوصه التطبيقية التي انطلقت مختلف اللجان في دراستها، وهي، في نظري، تُعتبر أحسن وسيلة لتحديد مجال تسيير الفرق والأندية المحترفة.

على ذكر الأندية المحترفة، الكثير منها تطالب بإخضاعها لقانون خاص يسيّرها كمؤسسات رياضية وليست تجارية، فما موقف الوزارة من هذا المطلب؟

يجب الرجوع في هذه الحالة إلى النصوص التطبيقية الخاصة باعتماد الاحتراف في بلدنا، والتي تؤكد على أن الأندية المحترفة تخضع للقانون التجاري.

قررتم مع الفاف مرافقة هذه الأندية ماديا مع توفير الإمكانات، متى تتوقفون عن القيام بهذه العملية؟

الدولة ملزمة بالوقوف إلى جانب هذه الأندية إلى غاية شعور هذه الأخيرة بقدرتها على التأقلم مع سياسة الاحتراف. ومن المفروض أن ينتهي تدعيم الدولة في 2018.

وكيف سيكون مستقبل الأندية التي تفشل في الاحتراف؟

جميع الأندية على علم بالفترة الزمنية التي ينتهي فيها تدعيم الدولة للمشروع الاحترافي؛ لهذا يتعين عليها الاستعداد لمرحلة ما بعد تدعيم الدولة من خلال الاعتماد على نفسها.

الاحتراف يعيش سنته الثالثة، ألا تعتقدون أنه يسير بوتيرة بطيئة؟

الاحتراف في الجزائر في طور تعلّم الاحترافية، لكن النقطة السلبية في هذا المجال هي انطلاق البطولة الاحترافية بـ ٣٢ فريقا، وهذا العدد مبالَغ فيه، مع أنني متأكد أن كثيرا من الأندية ستتكيف في المستقبل مع هذا النمط من التسيير الرياضي.

هل أنتم مع من يقولون بأنه من الأفضل اللعب بـ 16 فريقا؟

الاحتراف في بلادنا يتواجد في مرحلة انتقالية. ولقد قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتخيير أندية الرابطة الثانية بين البقاء في الاحتراف أو الرجوع إلى نظام الهواة.

 من بين المشاكل التي تعاني منها الأندية افتقارها لملعب خاص بها...

لا يمكن للدولة أن تشيّد لكل فريق ملعبا خاصا به. ومثلما تعرفون، فإن كثيرا من الملاعب التي تحتضن مباريات البطولة مسيَّرة من طرف البلديات، فعلى الأندية التي تريد البقاء في الاحتراف أن تتدبر أمورها بنفسها دون الاعتماد كلية على مساعدات الدولة، التي أدرجت في برنامجها إنجاز 11 ملعبا عبر الوطن.

بعض الملاعب تشكل خطرا على المتفرجين، على غرار ملعب أول نوفمبر بالمحمدية وبولوغين!

لن يتم فتح أي ملعب أمام الجمهور في حال أكدت تقارير مصلحة المراقبة التقنية، بأن هذه الملاعب تشكل خطرا على المتفرجين. أما فيما يتعلق بملعب المحمدية، فهذا الأخير عرف عملية توسيع وتهيئة لبعض مرافقه. ونحن نفكر في الطريقة التي يمكن أن نساعد بها البلدية للإسراع في الأشغال.

ملعب 5 جويلية أُغلق لإعادة تهيئته بعد حادثة المناصرَين اللذين فقدا حياتهما في مباراة مولودية الجزائر واتحاد العاصمة. إلى أي مدى بلغت الأشغال في هذا الملعب الكبير؟

لقد وضعت المؤسسة المكلفة بالعملية قاعدة حياتها على مستوى هذا الملعب منذ قرابة شهر من الآن، وهي تشرع في عملية تغيير الأجزاء من المدرجات المخصصة للجمهور، لتعويضها بأخرى حديثة باستعمال وسائل متطورة. ومن المقرر أن تنتهي الأشغال على مستوى ملعب 5 جويلية بعد 11 شهرا. كما أننا أنجزنا دراسة تقنية من أجل إمكانية توسيع المدرجات الخاصة بالمشعل، وتغطية كامل الملعب باستعمال مواد معدنية في الإنشاء. وبالإضافة إلى إعادة تهيئة هذا الملعب الأولمبي، نحن بصدد إنجاز مشاريع أخرى لبناء ملاعب في قسنطينة وسطيف وعين الفكرون. كما سيتم استلام ملعب وهران نهاية السنة الجارية.

مراكز التكوين التي انطلقتم في إنجازها تعرف هي الأخرى بعض التأخر، هل يمكن أن نعرف الأسباب التي أدت إلى ذلك؟

من المقرر أن نستلم مركز التحضير بالسويدانية بسعة 400 سرير في بداية الموسم الرياضي القادم. أما مركز فوكا بسعة 200 سرير، فسيكون تسلّمه في نهاية 2014. وفيما يخص المركز الأول، فقد عرف إنجازه مشاكل، سببها الرئيس نقص اليد العاملة، لكن الوزارة أخذت على عاتقها إنهاء المشروع في آجاله. لقد قمنا ببعث 12 ألف مشروع منذ سنة 2000.

هل تملك الوزارة مقاربة جديدة في مجال تسيير الاتحاديات؟

لم يحدث أي تغيير في هذا الجانب، فالاتحاديات ملزمة بتطبيق برنامج العمل الذي صادقت عليه جمعياتها العامة منذ سنة. الوزارة وفرت نفس الإمكانات المادية لكل الهيئات الفيدرالية التي تخضع من جانبها لعقد برنامج. وسيتم تغيير مسؤولي الاتحاديات في حال وجود تسيير سيئ أو إذا لم تتحقق الأهداف المسطرة، فالجمعيات العامة لكل الاتحاديات مسؤولة.

على ذكر الاتحاديات، هناك اتحادية الكاراتي التي أسالت الكثير من الحبر خلال الأيام الماضية، هل يمكن معرفة مجرى قضية هذه الهيئة؟

كانت تجاوزات وخروقات كبيرة للقوانين على مستوى هذه الاتحادية، فالبداية كانت بعلب سجائر، لنكتشف بعد ذلك بأن المشكل أكثر خطورة. والملف يوجد على مستوى العدالة رغم أنه كان بإمكان الوزارة فرض العقوبات التي ينص عليها القانون، إلا أننا فضّلنا ترك القضية للعدالة لتأخذ مجراها.

 وأين وصلت التحقيقات بشأن الرئيس السابق لاتحادية كرة اليد؟

المسؤولون عن كل ما حدث في هذه الاتحادية سيتحملون مسؤولياتهم كاملة. والأخطاء التي ارتُكبت عليهم أن يتحملوا تبعاتها.

رغم هذه المشاكل التي تعرفها بعض الاتحاديات إلا أن هناك اتحاديات أخرى تسيَّر بحكمة وتحقق نتائج إيجابية، أليس كذلك؟

لا يمكن أن ننكر ما تقدمه بعض الاتحاديات والرياضات التي حققت نتائج إيجابية، والتي من واجبنا تشجيعها، على غرار الملاكمة التي تحصلت على عدة ميداليات ذهبية، أو الكاراتي وألعاب القوى والفوفيتنام والمسايفة والمبارزة بالسيوف. إضافة إلى فوز منتخب كرة اليد بكأس إفريقيا، فقد منحنا لكل الاتحاديات والفرق كل الإمكانات من أجل تسجيل نتائج في المحافل الدولية. كما لا يفوتني أن أنوّه بالتسيير المحكم لاتحادية كرة القدم، التي لم يصلنا منها أي مشكل.

موظفو دور الشباب طالبوا بالزيادة في أجورهم، كيف ترون هذه المطالب؟

هؤلاء الموظفون يعملون في القطاع العمومي، ويطبَّق عليهم نفس ما يطبَّق على الوظيف العمومي، لهذا لا يمكنهم أن يشكلوا الاستثناء. الأمر المطروح فيما يخص هؤلاء الموظفين هو مشكل الإدماج.

الفريق الوطني الجزائري يستعد لكأس العالم، وقد لعب أول مبارياته التحضيرية ضد منتخب سلوفينيا وفاز بها. كيف تقيّم مردود الخضر في هذا اللقاء؟

هذه المباراة الأولى التي لعبها المنتخب الوطني، مرت في ظروف جيدة. وأنا مسرور بأن تحضيرات الخضر تسير في هدوء واستقرار، وهذا أمر مهم من أجل تحقيق نتائج إيجابية. أتمنى حظا موفقا للفريق الوطني في كأس العالم، الذي تدعَّم بعناصر جديدة ستعطيه دفعا آخر لتشريف الجزائر في المونديال.

ستشرفون على تنقّل 2000 مناصر إلى البرازيل لمؤازرة الفريق الوطني الجزائري، هل تؤكدون التكفل بهم في حال تأهل الخضر إلى الدور الثاني؟

أؤكد بأن الدولة لن تطلب أي سنتيم إضافي من المناصرين، الذين سيكونون في البرازيل لتشجيع المنتخب الوطني في حال تأهله إلى الدور الثاني من كأس العالم 2014. لقد قررنا أن نُقحم أنفسنا في هذه العملية، ولن نتراجع عن ذلك. الـ 2000 مناصر سيسافرون في ظروف جيدة، وسيكونون مرافَقين بمؤطرين. وأؤكد أيضا بأنه لن ينتقل أي مناصر إلى البرازيل مجانا. عملية بيع التذاكر انتهت منذ مدة، ومناصرونا سيكونون في أحسن الظروف.