الشاعر المغربي نبيل منصر لـ ”المساء”:

الشعر المغاربي أعطى دفعا للشعر العربي

 الشعر المغاربي أعطى دفعا للشعر العربي
  • القراءات: 2779
حاوره: زبير. ز حاوره: زبير. ز
^كلمة عن مشاركتكم في هذه التظاهرة
^^ يسعدني أن أكون ضمن الوفد المغربي المشارك في هذه التظاهرة، قدّمت قراءات شعرية؛ فأنا من جيل التسعينيات لشعراء المغرب، وأمثل حساسية داخل الشعر المغربي؛ إذ أربط بين الشعر، الفكر والفلسفة بصيغة مركّبة تجنح نوعا ما إلى الغموض، وحاولت مع ذلك تقديم بعض القصائد لخلق نوع من التفاعل مع المستمع، ولاحظت أنه كان إنصات جميل لهذه المشاركة الرمزية، التي أتمنى أن تتكرر.
^لاحظنا خلال القصائد الشعرية الملقاة أنك تستعمل الحيوان في أشعارك، فلماذا هذا المدلول الرمزي؟
^^صحيح، هناك انفتاح على عالم الحيوان بطريقة رمزية، وحتى بطريقة أنثروبولوجية نسبيا، الدلالات الرمزية للحيوان في تقاطع مع التجربة الإنسانية، فعندما أستعمل السمكة في أشعاري فهي رمز للانسياب، الإيقاع، العلاقة الفاتنة بالماء، الحياة وحتى رمزية للمرأة، فتنة المؤنث، هو سياق شعري يتناسب مع الأدبيات العربية القديمة، مثل كليلة ودمنة، أستعملها في سياق شعري ليتجاوب مع التفلسف.
^لاحظنا أيضا من خلال الأشعار التي قرأتها، استعمال المدلول الزمني، مثل الشفق، الغسق وغيرهما، لماذا هذا الاختيار؟
^^هي استعارات مرتبطة بالزمن في تعاقب الليل والنهار، فغسق الغراب يرمز إلى الليل، وشفق اليمامة يرمز إلى الصبح؛ تعاقب الأزمنة له معان أيضا ميتافيزيقية؛ فالغسق يرمز أيضا للموت، بينما يرمز الشفق للحياة والتجربة الشعرية؛ في رأيي لا تنبني بعيدا عن هذا المتخيل الليلي والنهاري الذي يُعد أساس حياة الإنسان، فهذه القصائد لديها نفحة وجودية تحاول أن تجيب عن بعض الأسئلة الغامضة في الحياة وحتى الموت من خلال لغة الشعر، حاولت استلهام تجربة جميلة وجودية منها، تعطينا قوة الاستمرار في الحياة والعيش.
^هل كانت لديك خلفية لاختيار القصائد التي قرأتها على الجمهور خلال سهرة الافتتاح؟
^^ لم تكن خلفية معيّنة وإنما قرأت من ديوان شعري الأخير ”غسق الغرب، شفق اليمامة”، وأعترف بأن قصائدي يكتنفها نوع من الغموض؛ فهي تحصيل بحث في الشعر، وجاءت في سياق التجربة الشعرية العربية، ومنها الجزائرية، التي أنا مطّلع على بعضها، ربما كانت خلفية جمالية شعرية، تعطي فكرة عن الشعر المغربي وتطوراته وانفتاحه على الشعر العربي والعالم.
^كيف تقيّمون المشهد الشعري بالمملكة المغربية مقارنة بدول الجوار أو الدول العربية؟
^^ بصفة عامة، المشهد الشعري بالمغرب يشبه كثيرا المشهد بالجزائر أو تونس أو الشمال الإفريقي، هي دول متقاربة ولها تجربة مهمة، استطاعت ضم التجربة العربية القديمة والحديثة، واستطاعت أن تدفع بها إلى الأمام، خاصة أن هذا الفضاء الثقافي المغاربي هو فضاء متفتح على العديد من التجارب، على غرار التجارب الثقافية الفرنسية والإسبانية، وهي مرجعيات مهمة في الشعر؛ فهذا الاحتكاك غذّى التجربة الشعرية المغاربية، وجعلها تقدَّم إضافة إلى التجارب الشعرية العربية.
^هنالك مقولة مفادها بأن المثقف في المغرب العربي لا يحسن تسويق أعماله، ما رأيك؟
^^ هي مقولة صحيحة، والأمر معقَّد ولا يرتبط بالشاعر فقط أو الكاتب، وإنما هو مرتبط بالمؤسسة الإعلامية والثقافية العربية؛ لو كان هناك تعاون بين الطرفين لكان الأمر جيدا؛ لأن الكتاب المغاربي في مختلف المجالات مطلوب في السوق العربية.
^ولكن مع هذا الانفتاح التكنولوجي والانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، يسهل الأمر ولا يحتاج إلى مؤسسات أصلا!؟
^^ ربما، وسائل الإعلام الحديثة أعطتنا قارئا جديدا، هو القارئ الافتراضي أو القارئ الإلكتروني، الذي يتعامل مع المادة الأدبية بصفة مختلفة، حتى إنه أصبح يزاحم قارئ الكتاب الورقي، بل وسرق منه مجموعة كبيرة من القراء المداومين، الذين تحولوا للتفاعل مع الفضاء الافتراضي، وهذا الأمر أثر على الناشرين، الذين أصبحوا لا يغامرون في الأعمال الثقافية والأدبية، النثرية منها والشعرية، وبذلك يتأثر الإبداع، وهنا يبرز دور المؤسسات الثقافية في الحفاظ على قيمة الكتاب.
^ في ختام هذا الحوار، كلمة عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
^^ أظن أن هذه المدينة تستحق هذا العرس الثقافي، ونحن كمغاربة استقبلنا الحدث بفرح كبير، هناك وفود عربية كثيرة جاءت إلى الجزائر؛ تكريما لهذه المدينة وتكريما لشخصهم. عندما طُلب مني المشاركة في هذه التظاهرة قبلت بدون تردد؛ أنا أحب الجزائر. ولديّ أصدقاء كثيرون. مدينة قسنطينة لديها جاذبية خاصة، تاريخها عريق وجغرافية خاصة، وأنا أفكر في كتابة أشياء عن جمال وسحر هذا المكان.