المطربة المتألقة لينا دوران لـ “المساء”:‏

التخلص من الحس الاستهلاكي ‏يدفع بالمطرب إلى العالمية

التخلص من الحس الاستهلاكي ‏يدفع بالمطرب إلى العالمية
  • القراءات: 1353

تعد المطربة الوهرانية الشابة لينا دوران، صاحبة رائعة “ألميريا” من الأصوات النسائية، التي استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة العالمية بأدائها المتميز لنوع جديد من الجاز الصوتي الشرقي.. من خلال هذا الحوار الذي خصت به “المساء” ، سنتعرف على هذه المطربة والنوع الغنائي الذي تقدمه، مشاريعها المستقبلية، ونظرتها للساحة الفنية الجزائرية.

المساء: من هي لينا دوران؟

لينا: فنانة جزائرية قلبا وقالبا من مواليد الباهية عروس الغرب الجزائري وهران، جامعية متخصصة في اللغات الأجنبية وترجمة دبلوماسية.

هل لك أن تحدثينا عن بدايتك الفنية؟

ولدت في الموسيقى والغناء منذ صغري مولعة بهما ولعا لا يمكن تصوره وأكثر من ذلك، أقول أنني وجدت نفسي مرتبطة ومربوطة بحبل سري للموسيقى، حتى أنني كنت أحاول أن أُمَوْسِقَ الحياة وكل ماحولي فأقرأ بالموسيقى وأراجع دروسي بها، أضحك وأمشي على الموسيقى، فالموسيقى حياتي وهوائي بكل ما فيها من قيم المحبة، الخير والتسامح.

هل لك أن تعرفي قراء “المساء” عن النوع الفني الذي تؤدينه؟

أغني الجاز الجديد، أي الجاز الصوتي الشرقي، وأحاول من خلال ذلك أن أمنحه نفسا جديدا، وأن أمدّنه وأن أعيد له في الوقت نفسه قوته ووحشيته الشعرية.

وبأي لغة تؤدين هذا النوع من الجاز؟

أغنيه بالعربية، الفرنسية، الإنجليزية وحتى بالإسبانية، وهي اللغات التي درستها طبعا في مساري التعليمي من المدرسة حتى الجامعة، علما أنني متخصصة في اللغات الأجنبية والترجمة الديبلوماسية.

ألا تعتقدين بالنوع الذي تؤدينه (الجاز الصوتي الشرقي) جديد على الجمهور الجزائري؟

أشتغل حاليا مع مجموعة من الموسيقيين على تطوير الجاز وإخراجه من الوضعية التي وصل إليها والتي أسميها “جاز المصاعد” (ascenceursjazz des)، إلى جاز يجمع ما بين النفس الإفريقي، الأمريكي والطابع الشرقي الديني الروحاني المدهش، وأكيد أن الجمهور الجزائري الذي يملك أذنا فنية سيتبناه بصيغته الجديدة، وحتى عالميا.

وماذا في رصيدك الآن؟

حتى الآن أنتجت ألبوما بعنوان “ألميريا” وأستعد للدخول في مشروع جديد آخر سيكون بعضه مع الموسيقار العالمي “ري ليما”، وسيكون مفاجأة للجمهور الذي يتابعني في الجزائر، العالم العربي، أوروبا وأمريكا.. كما أنني بصدد وضع اللمسات الأخيرة لأغنية بعنوان “غجرية”.

وعن جولاتك الفنية؟

أنا بصدد التحضير لجولة فنية في الجزائر وبعض الدول الأوروبية.

كيف تقيمين واقع الساحة الفنية الجزائرية خاصة بعد ظهور أصوات شبانية جديدة؟

أتابع بشغف تجارب الشباب والأصوات الجديدة، خاصة وأن هناك طاقات هائلة وإبداع متميز تعرفه الساحة الفنية الجزائرية، وأعتقد أن ما يحتاجه الشباب هو الذهاب إلى الاحترافية وفي كل هذا أبقى جد متفائلة لمستقبل بلدي من الناحية الفنية، وأسمح لي بالقول بأن الجزائر قد خسرت خلال سنوات المحنة التي عاشتها خيرة فنانيها من أمثال الشاب حسني، الشاب عزيز، رشيد بابا أحمد، علولة، مجوبي وغيرهم رحمهم الله، وأعتقد جزما أن جيلي لا يمكنه أن يتقدم إذا لم يأخذ بعين الاعتبار تجارب هذا الجيل من العمالقة، فكلما صعدت إلى منصة للغناء إلا وتذكرتهم.

في رأيك كيف تستطيع الأغنية الجزائرية الوصول إلى العالمية؟

الفن أولا وقبل أي شيء، هو ثقافة، تعب وجهد يومي، لذا فالفنان الذي يبحث عن الاحترافية والعالمية، عليه أن يتخلص من الحس الاستهلاكي، وشخصيا لا أومن بالحظ في النجاح لأن النجاح عمل، تعب واجتهاد، واحترام للمستمع وللموسيقى والغناء كرسالة حب وسلام وحلم.

وأنت هل وصلت إلى العالمية؟

في الفن لا بد من العمل المستمر، ومن يرى بأنه وصل فإن ذلك معناه إعلان عن نهايته، فالعالمية اجتهاد والموسيقى مفتوحة على الجديد كل يوم، لذا نقوم كل صباح ونحن نبحث عن شيىء مدهش في عالم الموسيقى ونقول إننا نبتدئ الآن .. نبتدئ اليوم فالبداية يومية ومستمرة ولا قناعة في الفن، وأعتقد بأن العالمية هي احترام الفنان للجمهور واحترام الجمهور للعمل الذي يؤديه الفنان.

من هم الفنانين الذين تأثرت بهم سواء على المستوى الوطني أو العالمي؟

من الفنانين الجزائريين؛ أحب من القدامى رينات الوهرانية، فضيلة الدزيرية وفي الراي الشاب حسني بكل ما أعطاه للأغنية الرايوية من حسّ رومانسي جميل، أما من العرب فقد تأثرت أساسا بالسيدة فيروز وتعجبني أيضا بعض أغاني عمرو دياب الأولى التي فيها نوع متميز من الموسيقى. أما في الموسيقى العالمية فأحب التركية ففيها الكثير من الثروات الإيقاعية وهذا بناء على دراستي للموسيقى في معهد متخصص بباريس، كما أحب عمالقة البلوز والجاز من أمثال لويس أرمسترون وإيللا فيدزجيغالد وريتا جامس، كما أن تجربة مايكل جاكسون اذهلتني من الناحية الموسيقية، لكن أيضا من ناحية الكلمات والدور الخيري والإنساني الذي كانت تحمله هذه الشخصية.

هل أنت من الذين يهتمون بالتراث الغنائي الجزائري خاصة من حيث الكلمات؟

سيلاحظ الجمهور من خلال ألبومي الجديد الذي أقوم بتحضيره، أن فيه عودة كبيرة للتراث الجزائري الأمازيغي والعربي، ومحاولة تزويجه بتراث الموسيقى العالمية “الأفرو/ أمريكة” وأقول لكم إننا نملك كنزا موسيقيا لايفنى من موروث إفريقي، متوسطي، عربي وأمازيغي.

كلمة أخيرة

أشكر يومية “المساء” التي أتاحت لي هذه الفرصة التي أعتز بها وأعد جمهوري بمفاجآت.

حاورها: بوجمعة ذيب