الشاعر حسين سليمان لـ"المساء":

الأدب الشعبي شائع وهادف لكنه مهمّش

الأدب الشعبي شائع وهادف لكنه مهمّش
  • القراءات: 3573
حاورته: وردة زرقين حاورته: وردة زرقين
يميّز الأدب الشعبي في المغرب العربي عن باقي البلدان العربية، إذ يعتبر أساسا من روافد الذاكرة الفنية منذ قرون، بإيقاعات خاصة ومواويل أصيلة تعبّر عما يخالج الإنسان من مشاعر، يتّخذ من اللهجة العامية أداته ومن مضامين اللغة الفصحى شعره، ونثره مادته، حيث تكون مواضيع الأدب الشعبي بألوان المدائح الدينية من العشق، السلام والرثاء وكذا الشعر المسرحي الذي يعالج مواضيع اجتماعية كثيرة عن طريق الرسائل التي تحملها الكلمة المعبرة وأيضا الشعر الفكاهي وغيره من الأشعار.. "المساء" التقت أحد شعراء الأدب الشعبي في دار الثقافة "عبد المجيد الشافعي" بقالمة وكانت هذه الدردشة.
^ من هو الشاعر حسين سليمان؟
^^ أنا من مواليد 14 فيفري 1947 ببوهمدان في قالمة، كنت معلما، ثم مديرا لمدرسة لعدّة سنوات، ثم تقاعدت، شاعر، ناظم كلمات أغاني العديد من الفنانين وعضو في اتّحاد الكتاب الجزائريين ورئيس فرع الرابطة الوطنية للأدب الشعبي بقالمة.
^ كيف جاءت الموهبة الشعرية؟
^^ جاءتني نتيجة صدمة عاطفية في الستينات، بالضبط في سنة 1966، لكن بعد نجاحي في امتحان التوظيف في التعليم تركت الشعر وتفرّغت للتربية والتعليم وأغلقت باب الشعر، وبعد التقاعد منذ 5 سنوات، رجعت لي الملكة الشعرية وأنا بصدد وضع العديد من القصائد في الأدب الشعبي.
^ لماذا اتّجهت إلى الشعر الشعبي بالتحديد؟
^^ في البداية، لما جاءتني الملكة الشعرية بدأت في تأليف القصائد بالعربية الفصحى، لكنّني وجدت أنّ الشعب الجزائري في ذلك الوقت يتذوّق الشعر الشعبي أكثر من الفصيح، ففضّلت حينها الأدب الشعبي.
^ ما هي المواضيع التي تعالجها؟
^^ العديد من المواضيع خاصة في الشعر الثوري، ففي حوزتي قصائد عديدة منها 8 ماي 45، قالمة بلاد الثوار، ملحمة مرمورة وغيرها، وفيما يخص الغزل فحدّث ولا حرج، كذلك لي قصائد عديدة في الشعر المسرحي تعالج خاصة الآفات الاجتماعية، المدائح الدينية وغيرها، وهذه القصائد ألّفتها بين الستينات والتسعينات.
^ وكم هو عدد القصائد الشعرية التي نظمتها؟
^^ أزيد من 100 قصيدة شعرية بين القصائد الثورية، الغزل، المدائح، القصائد المسرحية وغيرها.
^ مجموعة كبيرة ما شاء الله. لماذا لم تقم بطبعها في دواوين؟
^^ عندي مخطوطات وأقول لك بصراحة إنّ الظروف المادية لم تسمح لي بذلك، لكن إن شاء الله في القريب العاجل سيتم طبع الدواوين ونشرها.. هناك مشاريع في طريق الإنجاز.
^ بمن تأثّرت؟
^^ كنت متأثرا بخليفي أحمد، رابح درياسة، رحاب الطاهر، وكنت أتصل بالفنان رابح درياسة في السابق عن طريق برنامج "شعر وشعراء" الذي كان يبث على قناة الإذاعة الوطنية، كنت أتابع البرنامج بدقة وأراسل رابح درياسة عن طريق الرسائل التي كان يقرأها على المباشر.
^ كيف تقيّم الشعر الشعبي حاليا؟
^^ أستطيع القول بأنّ الأدب الشعبي بصفة عامة هادف وأكثر انضباطا لكنه مهمّش، بالرغم من أنّ هناك ناس يهتمون به كثيرا، فهو شائع حتى في تونس والمغرب وكذا ليبيا لما له من قيمة كبيرة، فالشعر الشعبي نابع من الشعور من أعماق القلب ويعبّر عن مشاعر الناس، لكن للأسف هناك فئة معّينة تحاول تهميش الأدب الشعبي، ونحن بصدد الوقوف لهؤلاء بفرض أنفسنا.
^ وهل هناك خطوات؟
^^ لقد تمّ تنصيب فروع خاصة بالأدب الشعبي في مختلف الولايات، منها تنصيب فرع قالمة مؤخّرا، ومن أهداف الفروع جمع شمل الشعراء والأدباء وجعلها عائلة واحدة لكلّ شعراء الأدب الشعبي بالولاية، وكذا اكتشاف المواهب في الأدب الشعبي، إلى جانب القيام بأمسيات شعرية شعبية باللغة المحلية المهذبة والنظيفة ومد يد المساعدة للمبتدئين في الشعر الشعبي.
^ هل تم الاتصال بك من طرف فنانين؟
^^ تمّ الاتصال بي من طرف العديد من الفنانين والمسرحيين، فأنا لست شاعرا فقط وإنّما ناظم كلمات أغاني العديد من الفنانين، من بينهم الشاب الطيب المقيم في فرنسا وهو من أصل قالمي، له عدة ألبومات من نوع السطايفي وهي في السوق، كذلك قدمت قصائد للفنان كمال القالمي خاصة في الألبوم الجديد وكذا الشاب قلال، إلى جانب هذا قصيدة شعرية من 100 بيت شعري مسرحي هي الآن في محل وضع الرتوشات الأخيرة عليها بمسرح قالمة.
^ هل شاركت في مهرجانات خاصة بالشعر الشعبي؟
^^ شاركت مؤخّرا في مهرجان ببسكرة، هو الملتقى الوطني الأوّل للشيخ العرجاني وكانت تظاهرة ثقافية ناجحة جدا، كذلك شاركت في ملتقى وطني لشعر الشباب بسطيف، كما أشارك في كلّ تظاهرة ثقافية تقام بقالمة.
^ وبم نختم؟
^^ أقول لـ"المساء"؛ دامت جريدة ناجحة وشكرا كثيرا على المجهودات المبذولة من أجل توضيح الرؤية ورفع المستوى كما ألفناها، وشكرا مرة أخرى.