طباعة هذه الصفحة

سفير الجزائر ببلغراد عبد الحميد شبشوب لـ”المساء”:

اتفاقيات عديدة على طاولة اللجنة المشتركة قبل نهاية السنة

اتفاقيات عديدة على طاولة اللجنة المشتركة قبل نهاية السنة
  • القراءات: 4050
حاورته في بلغراد: دليلة مالك حاورته في بلغراد: دليلة مالك

أكد سفير الجزائر بالعاصمة الصربية بلغراد عبد الحميد شبشوب، في حديث خص به «المساء» سعيه غير المنقطع لجعل الجزائر محل اهتمام الصربيين ووجهة سياحية بامتياز، مع العمل على توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث يرى في هذا الإطار أن المستثمر الجزائري بإمكانه خلق سوق تنافسية في مجال تصدير التمور ذات الجودة العالية، مغتنما فرصة لقائنا به في مكتبه لإبراز جهود الخارجية الجزائرية بخصوص مسألة «الحراقة»، على اعتبار أن صربيا تعد مركز عبور نحو أوروبا الغربية.

❊ المساء / أنتم تشغلون منصب سفير الجزائر ببلغراد منذ 4 سنوات، هل يمكنكم تقديم حصيلة لهذه الفترة؟

❊❊ السيد شبشوب : منذ وصولي إلى صربيا، عملنا جاهدين على توطيد العلاقات بين البلدين، مع العلم أن علاقات الصداقة قائمة بين البلدين منذ عهد يوغسلافيا سابقا، من خلال دعم هذه الأخيرة لحرب التحرير الوطنية، وتطابق مواقف البلدين في إطار حركة عدم الانحياز، حيث تبقى قواعد هذه الحركة رغم كونها لم تعد بنفس القوة التي كانت عليه في سنوات السبعينيات، أساس السياسة الخارجية والدبلوماسية بين البلدين.

وقد حاولنا في البداية تكثيف الزيارات وربط علاقات قوية بين الدولتين في إطار إحياء التعاون بين القادة السياسيين في البلدين، وتمكنت في هذا الإطار من تنظيم زيارة رسمية في 2016 للرئيس الصربي التي كانت زيارة تاريخية، كونها الأولى من نوعها منذ عهد الرئيس تيتو.

كما تم خلال هذه الفترة أيضا إبرام اتفاقيات ووضع اللمسات الأخيرة عليها أبرزها اتفاقية حول العلاقات بين المعاهد الدبلوماسية في البلدين، واتفاقيات حول الشباب والرياضة.

وباعتبار أن الاتفاقيات السابقة مع دولة يوغسلافيا، لم تعد سارية المفعول كان لا بد علبنا مراجعتها، والتوصل إلى اتفاقيات أخرى تم الانتهاء منها بواسطة عمليات التبادل، وكان يفترض عقد لجنة مشتركة في الجزائر العاصمة في عام 2017، لكن للأسف تم تأجيلها عدة مرات لأسباب تتعلق بالأجندة..

ومن المزمع تنظيم هذا الاجتماع قبل نهاية هذا العام، إذا سمحت الظروف بذلك، لأن العديد من الاتفاقيات جاهزة بالفعل في عدة مجالات، على غرار تكنولوجيا الاتصالات، والتعاون القضائي والمساعدة القانونية المتبادلة، فضلا عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهذه الاتفاقيات تم الانتهاء منها تنتظر فقط موعد عقد اللجنة المشتركة للتوقيع عليها.

وعلى المستوى التجاري حاولنا دوما ربط علاقات بين المتعاملين الجزائريين والصربيين، لا سيما منها من أجل تمكين الجزائر من تصدير مواد مثل التمور أو أخرى إلى صربيا، لكن للأسف لم يكن هناك تجاوب من قبل المتعاملين الجزائريين الذين يعتبرون صربيا سوقا صغيرة جدا، فضلا عن غياب خط جوي مباشر بين الجزائر العاصمة وبلغراد، الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع تكاليف النقل..

في المقابل نحن بصدد دراسة كل الإمكانيات المتاحة لدعم التعاون والشراكة، وقد تمت المبادرة باطلاق عمليات أولى للتصدير من الطرف الصربي نحو الجزائر في المجال الزراعي، حيث يعرف هذا البلد تقدما في هذا المجال. وقد تم تسجيل بعض العمليات رغم أنها ليست ذات حجم كبير.

وفي مجال التبادل البرلماني زار عدد من النواب الجزائريين بلغراد والتقوا بنظرائهم الصربيين، كما زار نواب صربيون الجزائر، حيث عملت من جهتي على تنظيم زيارة لرئيسة المجلس الوطني الصربي مايا غويوسوفيتش إلى الجزائر، وهناك أيضا مجموعة صداقة أنشأت بالمجلسين الوطنيين للبلدين ويتواجد أعضاءها على اتصال مستمر.

كما هناك تعاون وثيق بين وزارتي الدفاع للبلدين لكن ما يزال الكثير لإتمام الإطار العام الذي ينظم التعاون بين متعاملينا، إذ يجب أن نهتم بهذا البلد الذي يمكن أن يفتح لنا مجالا متعددا للاهتمام بكل منطقة البلقان، صحيح أن السوق في صربيا ليس مهما ذلك أن عدد سكانها يقارب 7 ملايين مواطن، لكن على المتعاملين الجزائريين أن يرو أكبر من ذلك ويوجهون اهتمامهم إلى المنطقة ككل.

استقبلنا زيارة وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، في مارس 2018، من أجل التنسيق وتحقيق انسجام في عدد من المواقف حول عدة قضايا. وكانت زيارة سياسية هامة لأنه لم يكن هناك اتصال لفترة طويلة، لدينا أيضا مشاريع استشارية سياسية بين وزارتي الخارجية للنظر في القضايا الدولية.

في الجانب الثقافي، نظمنا أسبوعًا ثقافيًا العام الماضي، أظهرنا خلاله ثقافتنا للصربيين، مثل السينما والموسيقى الأندلسية، ولاقى هذا الأخير استقبالا حسنا من طرف الجمهور الصربي.

ولا يزال هذا النوع من التظاهرات يقام في العاصمة الصربية، لكنني سعيت إلى نقله إلى المناطق الداخلية من البلاد، حتى يكتشف أكبر عدد ممكن من الصربيين الجزائر.

وقد قام نور الدين سعودي، مدير أوبرا الجزائر بزيارة إلى بلغراد في نهاية ماي المنصرم، حيث أشرف على إبرام اتفاق مع مسرح بلغراد الوطني لتبادل الخبرات وتنظيم العروض والتدريب.

❊س / توقف الخط الجوي بين الجزائر وبلغراد منذ ثلاث سنوات، ما انعكاسات ذلك على العلاقات بين البلدين؟

❊❊ج/ أعتقد أنه بإمكان للجزائر أن تكون وجهة سياحية بامتياز للصربيين، مثلما هو الحال بالنسبة لتونس ومصر اللتين يربطهما خطين جويين مباشرين مع هذا البلد، وقد حاولت في هذا المجال أن أثير اهتمام الصربيين بالوجهة الجزائرية، وتنظيم يوم للسياحة والكشف عن كل الإمكانات التي تزخر بها الجزائر، لكن غياب الخط المباشر الذي يسهل التبادلات في هذا السياق يبقى عائقا لتطور هذا المجال.

وقد اتصلت بمجرد وصولي لصربيا بالخطوط الجوية الجزائرية، من أجل إعادة فتح الخط المباشر، الذي أعتقد أنه يمكن أن يكون مربحًا، لكن بالطبع شركات الطيران لديها قيود أخرى، طلبت منهم إ دراسة جدوى فتح الهط من الجديد ولو بجعل بلغراد مجرد محطة توقف نحو وجهة أخرى، واقترحت أن يكون خطًا يربط الجزائر ببلغراد ثم مدريد، على اعتبار أنه لا يوجد خط مباشر بين بلغراد ومدريد.. وهي فرصة للاستغلال.

❊س / على المستوى الاقتصادي تحدثتم عن وجود إمكانيات بين البلدين لتكثيف التبادلات، برأيكم ما هي المجالات التي يمكن تشجيعها؟

❊❊ج /أعتقد أن للجزائر إمكانيات هامة، فهي تتمتع بمناخ قاري وفصل شتاء شديد، ولدينا منتوجات يمكن أن تكون متوفرة على مدار السنة، في حين أن هذه المنتوجات تعرف ندرة في صربيا، والجزائر يمكنها أن تصدر عبر صربيا إلى كل دول المنطقة. لدينا في المقام الأول التمور الجزائرية التي حققت نجاحًا كبيرًا في الوطن، لكن لسوء الحظ، أصبحت باهظة الثمن ولا يمكن للمستهلكين الوصول إليها، في وقت تتواجد فيه في السوق الصربية التمور التونسية والإيرانية لكن بجودة أقل من التمور الجزائرية.

❊ س / ما هي المواعيد الثقافية المبرمجة من قبل السفارة الجزائرية ببلغراد قريبا؟

❊❊ج / نحاول تنظيم أكبر عدد ممكن من المواعيد الثقافية، ولكن في حدود الإمكانيات المتاحة، كون الوسائل المالية ليست كبيرة. فخلال الأسبوع الثقافي الذي نظمناه مؤخرا، كانت وزارة الثقافة الجزائرية هي التي اهتمت بنقل الفنانين، وهنا الطرف الصربي الذي قام بالواجب، وذلك من خلال التعاون القائم بين البلدين.

نخطط الآن لتنظيم أسبوع الفيلم الجزائري في مدن صربية، مع تسجيل مشاركة صربيا في مهرجان الجزائر الدولي للسينما، وفي أيام الفيلم الملتزم، وبهذا الصدد تتواجد محافظة المهرجان زهيرة ياحي، حاليًا في صربيا لتنظيم الأمور المتعلقة بهذه المشاركة.

❊س / بخصوص موضوع الحراقة الجزائريين الموجودين في صربيا، ما هي الإجراءات التي تقوم بها السفارة الجزائرية لمتابعة ملفهم؟

❊❊ج / ليس لدى الناس فكرة عما يحدث بالضبط، يحكمون علينا أننا لا نرفع إصبعا ولا نفعل شيئًا حيال ذلك..في كل مرة يكون لدينا «حراقة» هنا نعتني بهم، فمنذ قدومي إلى صربيا، أعدنا الجزائريين إلى وطنهم، وأحيانًا على نفقة الدولة، التي تتكفل أيضا بنقل الرفات، في حال الوفاة، مع ربط التواصل الدائم مع العائلات المعنية، لكن لسوء الحظ، هناك أشخاص يستغلون الوضع ويبلغون عن معلومات كاذبة في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع..

قناعتي أنه من الضروري أولاً أن أتمكن من مساعدة الجزائريين الموجودين على هذه الأرض سواء كانوا حراقة أم لا،.. ونحن نفعل ذلك بوسائلنا الخاصة. أما بالنسبة لأولئك الذين ارتكبوا جريمة وحكمت المحاكم عليهم بعقوبات، فنقوم بزيارتهم في السجن ونتابع حالتهم، ونطلب من أهاليهم تزويدنا بوثائق اللازمة. لكن هناك إجراءات في البلاد يجب أن نحترمها، فعلى سبيل المثال، كان لدينا حالة وفاة لرعية جزائري هذا الأسبوع، حيث توفي شاب من براقي في سجن بصربيا، ونحن نتكفل الآن بتسوية الإجراءات لنقله إلى الجزائر.

وبلغة الأرقام فقد سجلت السفارة الجزائرية إلى غاية تاريخ 19 جوان الجاري، 9 نزلاء في السجون وإصدار 15 تصريحا بالإقامة، فيما تعمل السفارة حاليا أيضا على استكمال إجراءات نقل جثمان الرعية الذي توفي في السجن.