الفنانة إلهام شاهين لـ"المساء":

أرفض ربط الدين بالسياسة

أرفض ربط الدين بالسياسة
  • القراءات: 1260
حاورها: زبير. ز حاورها: زبير. ز
أثارت مواقفها السياسية موجة غضب عارمة داخل مصر وخارجها، حيث اتّهمت بموالاة السلطة وأدرجت ضمن قائمة فنانات البلاط، كما أثارت أفلامها جدلا كبيرا في وسط المجتمع المصري بين مؤيّد ومعارض، فبينما تراها شريحة من المصريين فنانة كبيرة ورمزا للفن المصري، ترى شريحة أخرى أنها فنانة إغراء ولقطاتها خادشة للحياء في السينما، ترى أنّ الإسلام بعيد عن المغالاة والتطرّف وتتّهم التيارات السياسية الدينية بأنها وراء الإرهاب وأعمال العنف، هي الفنانة إلهام شاهين التي أبت إلّا أن تشارك في إحياء الذكرى الثالثة لرحيل وردة الجزائرية التي لها مكانة كبيرة في قلبها، وكان لـ"المساء" هذه الدردشة معها...
- أولا، كلمة عن مشاركتك في حفل الذكرى الثالثة لرحيل وردة الجزائرية؟
— وردة هي التي دعتني أوّل مرة لأزور الجزائر وهي التي حبّبتني في الجزائر كبلد وفي شعبها، من رأيي إنّ الفنانة وردة لم ترحل وهي معنا من خلال فنها، لأنّ الفن الأصيل يعيش لكلّ الأجيال وإلى مدى الحياة. وردة مصرية مثلما هي جزائرية وقد أسعدت الأمة العربية كلها، وتستحق أن تكون فى القمة دائما، أنا شخصيا أحفظ كلّ أغانيها التي أجد فيها الجمال والرومانسية، المشاعر والسمو، الله يرحمها.. وفي الذكرى الثالثة لرحيلها سنستقبلها بالابتسامة وبالفرحة وبأغانيها.
- هل تظنين أنّ وردة ساهمت في تعزيز العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري؟
— وردة تجمع كلّ الشعوب العربية في حبها، فهي كلّ مرة تقرّب مصر والجزائر من بعضهما البعض، وأنا أوّل مرة جئت إلى الجزائر كنت بصحبتها وكرّمت وقتها من طرف الرئيس الجزائري بوتفليقة، ومن ذلك الوقت وأنا صديقة للشعب الجزائري.
- ذكرى رحيل وردة هذه السنة كانت مميزة، كونها تزامنت مع احتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، كيف استقبلتم كفنانين احتضان الجزائر لهذه التظاهرة؟
— استقبلناها بكلّ فرح، لاحترامنا للجزائر ولشعب الجزائر التي طلعت منها الفنون والثقافة وكلّ الأشياء الجميلة، نحن نسعد أنّ الجزائر التي أحبها والتي كرّمتني واهتمّت بي وقضيت بها أوقات سعيدة كثيرة ولديّ صداقات كثيرة وإخوة أحبهم كثيرا وأفرح لهم لاحتضانهم هذه الفعاليات، وعلى أساس هذا نحن في الجزائر نحتفل بهذه التظاهرة ونحتفل بوردة التي جذورها جزائرية وتنتمي لكلّ العرب.
- المنطقة العربية تعيش ظروفا صعبة، فهل تشعرون كفنانين بمسؤولية المساهمة في تحسين الأوضاع؟
— (يا خبر...)، نحن لنا دور كبير، منذ 5 سنوات ونحن في مصر نكافح ضدّ الإرهاب ومن يريد تفتيت المنطقة العربية، الذين يريدون العيش في رعب ودماء، هي أشياء بعيدة عن حياتنا وعن أخلاقنا وعن ديننا، نحن في حرب مستمرة والحمد لله انتصرنا في مصر وسنكمل إلى آخر المحطة مع كلّ المنطقة العربية، سوريا، ليبيا، اليمن والعراق وكلّ بلاد يحدث فيها ولن نسكت وسنهاجم كلّ من يدمّر الدول العربية، فمصر هي الأم التي تحتضن العالم العربي ونحن نحسّ بمسؤوليتنا الكبيرة تجاه كلّ الوطن العربي.
- من خلال مواقفك خاصة السياسية منها، تمّ مهاجمتك، ما تعليقك؟
— أظن أنّ هذا الأمر فيه كثير من الغباء، فأنا مصرية مسلمة فكيف أهاجم ديني، هذا غير معقول، إلّا إذا كنت أعاني من مرض السكيزوفرينا (انفصام في الشخصية، أو مضطربة نفسيا أو مجنونة، أنا أفرّق بين الإسلام كدين وبين الذين يستعملون الإسلام للوصول إلى أغراض سياسية، بالنسبة لي السياسة لها رجالها ويجب فصل الدين عن السياسة لأنّ السياسة لها في بعض الأحيان طرق منحرفة، بينما الدين هو سمو وإنسانية وقرب من الله، لا نقبل أن ترتبط السياسة بالدين.
- بعيدا عن السياسة وأمورها، كجيل قديم خلف الجيل الذهبي للسينما، كيف تجد إلهام شاهين الجيل الجديد في التمثيل؟
— هو جيل جميل ومتحمّس وشاطر، وممكن أن يكون أحسن منا، أنا متفائلة به، فهو متفتّح على العالم في ظلّ الثورة التكنولوجية الهائلة التي تمكّنك وأنت تتحكّم في جهاز صغير من الإطلاع على كافة دول العالم وكل ما يحدث فيها من أخبار و أحداث وتشاهد كلّ الأفلام التي تعرض عبر مختلف أنحاء العالم، نحن كنا نرى الأفلام غير المصرية، من خلال مشاركتنا في المهرجانات الدولية فقط، أما الآن، فيمكنك الاطلاع على أي نوع من الفنون وأي نوع من الأفلام وأنت جالس في مكانك عبر الانترنت.
- ما هي أهم مشاريع الفنانة إلهام شاهين هذه السنة؟
— هذه السنة كانت سنة سينمائية مهمة في حياتي، لأنّه تمّ عرض فليمين لي، الأوّل بعنوان "ريجاتا" من إخراج محمد سامي وشاركني في البطولة كلّ من فتحي عبد الوهاب وعمرو سعد وكذا محمود حميدة، بالإضافة إلى رانيا يوسف، هو فيلم إثارة وتشويق تدور أحداثه بأحد الأحياء الشعبية بالقاهرة ويصوّر قضية من يريد السيطرة على الآخر ومن يقبل بالخنوع. أمّا الفيلم الثاني، فهو بعنوان "هزّ وسط البلد" من تأليف وإخراج وحيد أبو سيف ويشاركني في البطولة العديد من الفنانين على غرار فتحي عبد الوهاب، زينة وحرية فرغلي، وتدور أحداث الفيلم في منطقة بوسط القاهرة ويروي يوميات ومشاكل المجتمع من بطالة وغلاء متزايد وغيرها من الهموم التي يستغلها البعض ويستثمر في مشاكل الفقراء، وبعد رمضان إن شاء الله، سأواصل تصوير فيلم "يوم للستات" من إخراج كاملة أبو ذكرى، وهو فيلم تدور أحداثه في 7 أيام، حيث تحاول بعض الستات خلال يوم واحد التحرّر من قيود المجتمع.
- كيف وجدت الفنانة إلهام شاهين مدينة قسنطينة؟
— هي مدينة جميلة ومن أوّل ما دخلت قسنطينة، شعرت بطاقة إيجابية موجودة بهذا المكان، هذا الأمر جعلني أشعر بالراحة، مدينة وهران أيضا أعجبتني كثيرا، فخلال زيارتي لها مرتين للمشاركة في مهرجانات أو كعضو تحكيم، أحمل لها ذكريات جميلة.
- كلمة لعشاق إلهام شاهين بمناسبة شهر رمضان الذي تفصلنا عنه أيام قليلة.
— أحمل رسالة حب وخير وسلام لكلّ الأقطار العربية والإسلامية، وأطلب من الله أن يحفظ أوطاننا ودماءنا وأن يتوقّف القتل والإرهاب في مجتمعاتنا، هذه ليست أخلاقنا وليست من ديننا الإسلامي الحنيف، هناك شيطان يزرع الشر في نفوس البشر.