العازف عثماني بن قايد علي لـ"المساء":

أتمنى مساعدتي لفتح مدرسة العزف على آلة البزق

أتمنى مساعدتي لفتح مدرسة العزف على آلة البزق
  • القراءات: 2009
حاوره: زبير. ز حاوره: زبير. ز
يعزف على آلة غريبة عن المحيط الفني الجزائري، هي آلة البزق التي يعتبرها موروثا ثقافيا لمرحلة الحكم العثماني في الجزائر، أثار إعجاب الجمهور خلال افتتاح الأسبوع الثقافي لولاية المدية بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، هو العازف عثماني بن قايد علي، الذي التقت به "المساء" في الكواليس، مباشرة بعد نهاية فقرته الفنية بقاعة الحفلات الصغرى التابعة لقاعة العروض "أحمد باي"، فكانت معه هذه الدردشة.
- كيف تصف مشاركتك في هذه التظاهرة؟
— أولا أريد أن أثمن المجهودات التي بذلتها مديرية الثقافة بولاية المدية، فقد وقفنا على التنظيم المحكم والجيد بالنسبة للمؤطرين والمشرفين على تحضير السفرية من المدية إلى قسنطينة، بصورة عامة مشاركتنا كانت جيدة بالنظر إلى تنوّع الطبوع الفنية التي حملناها معنا والتي لاقت تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور.
- قدّمت معزوفات تركية بآلة غريبة، هل تقدم لنا لمحة عن هذه الآلة؟
— هي آلة البزق أو البلامة أو أيضا السالبلاما، وهي تركية المنشأ وبالتحديد من منطقة الأناضول، هي آلة موسيقية وترية خشبية تشبه العود، ذات عنق طويل وجسم أصغر من العود، كانت تسمى عند العرب قديما باسم "الطنبور"، وهي شبيهة بالساز التركي والبوزوكي اليوناني لكنها تختلف عنهما.
- ألم تجد صعوبة في التأقلم مع هذه الآلة؟
— ربما هي ثقافة جديدة في الجزائر ولم أجد صعوبة كبيرة، في السابق كنت عازفا على آلة الكمان، ودرست الموسيقى الكلاسيكية الشرقية والغربية، لدي 5 سنوات خبرة على آلة البزق وأظن أنني أوّل عازف في الجزائر على هذه الآلة.
- ولماذا هذا الاهتمام بهذه الآلة بالتحديد؟
— أظن أن مرحلة التواجد العثماني في الجزائر كانت مرحلة مهمة، وعرفت مدينة المدية خلالها ازدهارا كبيرا وانتشرت الفنون بعاصمة التيطري، أردنا العودة إلى هذا التراث الثقافي، على غرار ما تمّ استرجاعه في فن الطبخ، وأردنا إبراز تلك الفترة التي تمازجت فيها الدماء الجزائرية البربرية بالدماء التركية العثمانية، والتي نتج عنه جيل يدعى بالكراغلة.
- هل قيّمت مستواك مقارنة بالأتراك المختصين في هذه الآلة؟
— لم أقيّم بعد مستواي الفني مع الأتراك في العزف على هذه الآلة ولم يكن لي أيّ احتكاك مباشر معهم، إلا أنّني أتبادل المعلومات مع بعض الفنانين من تركيا المختصين في هذا المجال، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولديّ العديد من الأصدقاء ونحاول في كلّ مرة تبادل المعلومات والخبرة.  
- هل فكرت في نقل التجربة إلى الأجيال القادمة؟
— أنا فنان شاب، ولم أفكر بعد في هذه التجربة، لكن أظنّ أنّ فتح مدرسة لتعليم الأطفال العزف على آلة البزق جيدة وأتمنى من السلطات المعنية مساعدتي على تجسيد هذا المشروع.
- في الأخير، كيف ترى احتضان قسنطينة لمثل هذا الحدث الثقافي الكبير؟
— أظن أن احتضان قسنطينة لهذه التظاهر هو فخر للجزائر وكلّ الجزائريين وقسنطينة، تستحق أكثر من هذا، فالمرور بتاريخ الجزائر لا يمكن أن يكون إلا بالمرور على تاريخ قسنطينة مدينة العلم والعلماء، مدينة الجسور والأصالة.