تراوحت بين 1500دج و1900دج للكيلوغرام
وفرة في سمك التونة الحمراء وتوقع انخفاض الأسعار

- 200

❊ التونة تزاحم اللحوم الأخرى بإقبال المواطن عليها
❊ انخفاض أسعار مختلف أنواع الأسماك
❊ مطالب بتسقيف أسعار السردين
❊ "حماية المستهلك" تدعو لاقتناء التونة من الأسواق النظامية
تشهد موانئ الصيد بالواجهة البحرية بالعاصمة وضواحيها إنزالا كبيرا لسمك التونة الحمراء العملاقة، التي يتراوح وزنها بما بين 200 و 300 كلغ، ونظرا للوفرة، أصبحت تباع بالمسمكات والأحياء الشعبية. وبالمقابل، دعت جمعيات حماية المستهلك إلى ضرورة اقتناء سمك التونة من الأسواق النظامية، لضمان شروط النظافة والعرض والتخزين، حيث حذرت المستهلكين من اقتنائها من نقاط البيع الفوضوية، وعلى حافة الأرصفة والطرقات، لكونها تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم، وتتسبب في تسجيل حالات تسمم لبعض المواطنين، بسبب سرعة تعفن هذه المادة الغذائية سريعة التلف.
تشهد طاولات بيع الأسماك هذه الأيام، بمختلف أحياء العاصمة، توافدا كبيرا وتسابقا للمواطنين، من أجل اقتناء سمك التونة، الذي أصبح حديث العام والخاص، بعد ما عرف سعره تدحرجا تدريجيا، أضحى في متناول شريحة معتبرة من المستهلكين، الذين اغتنموا الفرصة لاستبدال اللحوم الحمراء والبيضاء التي تشهد أسعارها ارتفاعا محسوسا منذ أشهر.
أسعار التونة ما بين 1500دج و1900دج
وأنت تمر بطرقات العاصمة على غرار براقي والحراش يشد انتباهك أحجام كبيرة من أسماك التونة معروضة على طاولات هنا وهناك، وجموع من المواطنين متجمعين حول البائع، منهم من يصطف للشراء وآخرون للتمتع بطريقة التقطيع التي يتفنن بعض الباعة في استخدامها أثناء التعامل مع السمكة الكبيرة، التي تبقى "عنيدة " حتى وهي ميتة، بتقطيعها إلى شرائح، حسب الطلب مثل ما يتكرر على الألسن.
ولاحظت "المساء"، العروض الكثيرة لشباب استغلوا فرصة فترة صيد التونة ووفرتها لإنعاش نشاطهم، ومنهم من طلّق البطالة خلال هذه الفترة لبيع التونة، من خلال تنصيب طاولات في كل الأماكن لإيصال لحومها إلى اكبر شريحة. وحسب معاينة "المساء" الميدانية، فإن سعر الكيلوغرام من شرائح التونة، يتراوح ما بين 1500 دج و1900 دج، حيث تشبه عملية تسويقها بيع لحم البقر لحجمها الكبير، وتتطلب مهارات وعتادا خاصا لتقطيعها.
وأكد أحد تُجار السمك، أن الأسعار ستتهاوى في الأيام القليلة القادمة ما دون 1500 دج، نظرا لزيادة حجم الصيد يوما بعد يوم في هذه الفترة، كما أن أسعار اللحوم الحمراء المستوردة المنخفضة، ستؤثر على ثمن التونة الحمراء، وتساهم في نزوله أكثر في فترة ذروة الصيد. وبميناء "لابيشري" بالعاصمة، أوضح بعض الصيادين، أن التونة الحمراء دخلت بقوة المياه الإقليمية مبكرا على غير العادة، حيث تزيد أعدادها وأسرابها مع نهاية شهر ماي إلى غاية جوان، وفي هذا العام، كان دخولها قبل الوقت.
للإشارة تستوطن سمكة التونة في مياه البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، قبل أن تهاجر إلى النرويج وخليج المكسيك، لتستقر في خليج سرت بليبيا من أجل التكاثر هناك شهر أفريل إلى منتصف ماي، ثم يبدأ نشاطها شهر جوان إلى غاية جويلية موعد انطلاق حملة الصيد، حيث تعد السواحل الجزائرية منطقة عبور لها قادمة من ليبيا مرورا بتونس.
وفرة التونة سبب في تراجع أسعار الأسماك الأخرى
جولة "المساء" بمسمكة العاصمة، جعلها تلاحظ انخفاضا في أسعار باقي أنواع السمك، خاصة بالنسبة للسردين الذي انخفض سعره بشكل غير متوقع، ووصل إلى 250 و350 دج بالنسبة لسمك "بوقة" الصغيرة وما بين 500دج و600دج للسردين العادي، وما بين 500دج و700دج بالنسبة لسمك "ساورين روايال". علما أن سعر سمك السردين وصل في بداية ماي الجاري إلى 1500 دج للكيلوغرام الواحد، كما تراجعت أسعار باقي أنواع السمك، وحتى الجمبري انخفض سعره من 8 آلاف دينار للكيلوغرام إلى 3 آلاف دينار، ببعض نقاط البيع، كما بلغ سعر "الميرلون" 1800 دج، والروجي 1800 دج، والسيپيا 1500 دج، و"الإسبادون" 2500 دج، وكلب البحر 1400دج.
وفسر الباعة تراجع أسعار السمك لسببين، الأول وهو الأهم، ويتمثل في تحسن الأحوال الجوية وسهولة الصيد، إلى جانب تأثير توفّر التونة بشكل كبير، وذلك في ظل إقبال المستهلكين على اقتناء التونة والعزوف عن باقي أنواع الأسماك، التي باتت تخضع هي الأخرى للتخفيضات، حسبهم، نظرا لبقائها حبيسة صناديق الباعة طيلة يوم كامل، دون التمكن من بيعها، مثلما كان يحدث سابقا، كما رفع بعض محبي وعشاق السمك، مطالب بتسقيف سعر السردين الذي اعتبروه من بين الأسماك الاكثر طلبا.
وأكد الباعة الذين تحدثت إليهم "المساء"، عن الوقت المحدد لتصريف سمكة واحدة بوزن قنطار، أن ذلك أمرا سهلا هذا الموسم، فزيادة الإقبال ينهي بيع سمكة واحدة في وقت قياسي، بعد أن كان تصريفها يتطلب في مواسم سابقة، يومين أو أكثر، ضف إلى ذلك، أن هذه الوفرة ساهمت في وصول التونة إلى العديد من المدن الداخلية، أين تباع بنفس أسعار المدن الساحلية تقريبا. وأجمع باعة السمك وبعض الصيادين، على تسجيل وفرة أكبر في سمك التونة خلال الأيام القادمة، مع انخفاض أكثر في الأسعار يقولون أنها قد تصل إلى عتبة 1000 إلى 900 دينار للكيلوغرام الواحد.
التونة تحجب النظر عن اللحوم البيضاء والحمراء
الوفرة الكبيرة لسمك التونة جعل المواطن يغض البصر عن باقي أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء التي تستهوي الزبائن هذه الأيام، خاصة على مستوى المدن الساحلية، وهي حقيقة أكدها بعض المواطنين، وبعض أصحاب محلات القصابة.
وقال بعض المواطنين إن توفر التونة بأسعار، وصفوها بـ"المعقولة"، شجعهم على شرائها، عوض باقي اللحوم الأخرى، خاصة في ظل ارتفاع أسعارها التي تبقى أغلى من التونة، في حين أن فوائد السمك أكثر منها، وأكد مواطن آخر، أنه يقتني بشكل شبه يومي هذا النوع من الأسماك، و يحرص على تناوله طازجا مع باقي أفراد أسرته، في محاولة منه لاستغلال فرصة توفره والاستفادة منه قدر الإمكان.
وأكد أحد المستهلكين للتونة، أنه قد خصص مبلغ مليون سنتيم لشراء التونة هذا الموسم، مضيفا أنه يحرص على حفظ وتجميد أجزاء منها، لتناولها عندما يشتهيها بعد انقضاء موسمها. وأكدت إحدى السيدات، أن موسم بيع التونة سيسمح لها بشراء كمية معتبرة منها والاحتفاظ بها وتصبيرها في الثلاجة وتناولها طيلة السنة.
وبدورهم، أكد باعة التونة أن استهلاك الجزائريين لهذا النوع من الأسماك، فاق كل التوقعات هذا الموسم، في ظل وجود عدد كبير من عشاق السمك من جهة، وتزايد الوعي بفوائده من جهة ثانية، خاصة في ظل الأسعار التي يراهن المواطنون على انخفاضها بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.
وقد ساهم توفر التونة هذا الموسم، في فتح مجال الإبداع والتفنن في طهيها، فمن الشوي إلى القلي، ومن الفرن إلى التصبير، إلى طرق أخرى يحاول الجزائريون استحداثها لتغيير طريقة طهي التونة، وهو ما يسجل بقوة في مختلف حصص الطبخ عبر مختلف القنوات التلفزيونية، وكذا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فايسبوك"، حيث تعرض ربات البيوت والمختصات في الطبخ مختلف الوصفات الجديدة، التي يتم تحضيرها بلحم سمك التونة.