❊ جمع 150 صورة تخص فترة الثورة التحريرية

❊ تصوير فيلم وثائقي حول فظائع التعذيب بـ"حوش غوتييه"

كشفت مدير المجاهدين لبومرداس، السعيد شيخي، عن جمع أزيد من 150 صورة تعود لفترة الثورة التحريرية، ضمن عملية أطلقتها مؤخرا، تخص جمع وثائق وصور وملابس وأوان، وحتى أسلحة غير مستعملة، تعود كلها للحقبة الاستعمارية؛ تحضيرا لوضعها، مستقبلا، في متحف المجاهد.. الذي يُنتظر أن يوضع حجر أساس لإنجازه، بتاريخ 5 جويلية المقبل، في سياق الاحتفالات المخلدة لعيدي  الاستقلال والشباب. وهي نفس المناسبة التي ستشهد العرض الشرفي لفيلم وثائقي يجري إنجازه حاليا، حول فظائع التعذيب بـ"حوش غوتييه".

وجّه شيخي في هذا الصدد، نداء عبر "المساء"، إلى ساكنة بومرداس ممن تحمل خزائنهم الشخصية، صورا أو وثائق أرشيفية عن الثورة التحريرية، أو حتى ألبسة لبعض مجاهدي أو شهداء العائلة، إلى جانب أوان... وغيرها من المقتنيات التي تعود لنفس الفترة التاريخية بالمنطقة، للتقدم والتبرع بها لمصالح المديرية؛ من أجل وضعها، مستقبلا، في متحف المجاهد بالولاية، مؤكدا أن مصالحه سجلت، مؤخرا، تفاعلا من المواطنين بعد نداء سابق بُث عبر الإذاعة المحلية؛ مما سمح بجمع أزيد من 150 صورة، وبعض الوثائق، وحتى أوان وأسلحة غير مستعمَلة.

كما أشار المدير إلى أن عملية جمع مثل هذه المقتنيات، مستمرة. وسيتم عرضها بمتحف المجاهد؛ كذاكرة حية، تروي فصول حقبة تاريخية مهمة بمنطقة بومرداس، التي تنتمي، على التوالي، للمنطقتين التاريخيتين الثالثة والرابعة. وفي هذا السياق، لفت المسؤول إلى أن مشروع إنجاز متحف المجاهد بالولاية، قد رُفع عنه التجميد مؤخرا. ويُنتظر أن يوضع حجر الأساس لإنجازه، في الخامس جويلية القادم، ضمن الاحتفالات المخلدة لعيدي الاستقلال والشباب، علما أن هذا المشروع الذي انتهت الدراسة الخاصة به، سيتم إنجازه بمحاذاة المعلم التاريخي بساحة "5 جويلية" وسط مدينة بومرداس، وهو عبارة عن بناية من 3 طوابق.

وكان وزير القطاع العيد ربيقة، قدّم بعض الملاحظات بشأنه في آخر زيارته للولاية؛ إذ يُنتظر أن يضم قاعة للمحاضرات تتسع لـ250 مقعد، إضافة إلى قاعة عرض، ومكتبة رقمية، وقاعة أنترنت؛ تماشيا مع متطلبات العصر الحديث. وحسب نفس المسؤول، فقد خُصص غلاف مالي للمشروع يقارب 26 مليار سنتيم، ويُنتظر أن يكون صرحا تاريخيا هاما، يعكس الموروث التاريخي لمنطقة بومرداس، التي تحصي أزيد من 5 آلاف شهيد، يضيف المدير شيخي.

ومن جهة أخرى، كشف محدث "المساء" عن شروع مديرية المجاهدين في تصوير فيلم وثائقي حول مركز التعذيب "حوش غوتييه" الكائن ببلدية سوق الـحد. وقال إن العرض الشرفي لهذا الفيلم مرتقب في الخامس جويلية القادم، وهو فيلم يوثق فظائع المستدمر الفرنسي، وأساليب التعذيب القاسية والممنهجة التي كانت تمارَس ضد مجاهدي الثورة والشعب الجزائري؛ أسوة بوثائقي خاص أُنجز، مؤخرا، حول "معركة وادي هلال" ببغلية.

للإشارة، اتفقت مديرية المجاهدين ـ يضيف المتحدث ـ مع مصالح بلدية بغلية، على إنجاز معلم تذكاري يخلّد معركة وادي هلال 1954 التي تُعد أول معركة كبرى بعد انطلاق شرارة الثورة؛ حيث سيضم المعلم أسماء شهداء المنطقة، وعلى رأسهم القائد الشهيد "محمد قالمي". كما تحدّث، في المقابل، عن مساعي السلطات الولائية في سبيل ترحيل الأسر التي تقطن بهذا المركز، ومن ثم إطلاق عمليات ترميم؛ حتى يفتَح أمام الجمهور كمعلم تاريخي حيّ، يروي فظاعة ووحشية المستدمر الفرنسي إبان الثورة.

وبالموازاة مع ذلك، تحدّث المدير عن عمل آخر مماثل، يخص ترميم وإعادة تهيئة مركز التعذيب "جرمان" ببلدية لقاطة؛ لفتحه أمام الجمهور؛ كمعلم تاريخي، مبديا، في السياق، رغبته في أن تفتح جامعة بومرداس، مستقبلا، معهدا خاصا بالتاريخ؛ حتى يساهم في دراسة وتوثيق مختلف الحقب التاريخية لمنطقة بومرداس، وعلى رأسها حقبة الثورة التحريرية، متحدثا عن امتلاك مصالحه أزيد من 66 ساعة من أرشيف الذاكرة الوطنية؛ من خلال تسجيل شهادات حية لمجاهدين عبر عمل خاص تقوم به لجنة الذاكرة على مستوى المديرية بصفة يومية.