لا زال الربط بشبكة الغاز الطبيعي، حلما يراود العائلات القاطنة بقريتي أولاد يحيى وأولاد الخميس، ببلدية سوق الخميس الواقعة غرب البويرة، ومطلبا يتجدّد مع كلّ بداية شتاء، آملا في ضم هاتين القريتين إلى قائمة المناطق المعنية بالاستفادة من هذه المادة الحيوية، تجسيدا لجملة الوعود المقطوعة من طرف الجهات المسؤولة التي أكّدت أنّ جميع قرى ومداشر بلديتي المقراني وسوق الخميس ستستفيد من الربط بالغاز، بعد تأخّر ربط هاتين المنطقتين لأزيد من 6 سنوات.

تساءلت العائلات القاطنة بقرية أولاد يحيى وأولاد الخميس ببلدية سوق الخميس، عن الأسباب التي وقفت في وجه عدم ربط سكنات القريتين بالغاز، بعد وصول القنوات إلى عديد القرى المجاورة، خاصة بالنسبة لقرية أولاد يحيى التي تقع بالمدخل الشمالي للمدينة، التي تعتبر، حسب السكان، أقرب تجمع سكاني إلى البلدية مركز، ولا تبعد عنها إلا بكيلومترين مع وقوعها على حافة الطريق الولائي نحو عين بسام، ما اعتبره السكان عوامل مساعدة على برمجة القرية ضمن أولى المناطق المعنية بمشروع الربط التوسيعي بالغاز الطبيعي، خاصة وأنّ الجهات المسؤولة كانت قد وعدت بذلك قبل أشهر عديدة بناء على إلحاح سكان المنطقة المعروفة بقساوة شتائها وصعوبة تضاريسها، وذلك عقب عدد كبير من المراسلات والشكاوى طلبا لتجسيد وعود ربط القرية بشبكة الغاز الطبيعي، ومنه إنهاء معاناة طال أمدها وقارورة غاز البوتان، وهي المعاناة التي لا تختلف عما يعيشه سكان قرية أولاد الخميس التي تنتظر العائلات القاطنة بها ربط سكناتها بشبكة الغاز الطبيعي على أحر من الجمر، كما كان المشكل وراء عدة احتجاجات عبّر خلالها السكان عن رفضهم لما وصفوه بـ«الإقصاء".

وتجدر الإشارة إلى أنّ الجهات المسؤولة كانت قد كشفت عن أنّ جلّ القرى والمداشر ببلديتي سوق الخميس والمقراني، ستكون معنية بالربط بشبكتي المياه والغاز الطبيعي، بعد تأخّر انطلاق المشروع، حيث كانت البلديتان من بين 11 بلدية معنية بالربط بالغاز الطبيعي، ضمن البرنامج الضخم الذي أطلقته سنة 2011، إلاّ أنّ ربط دائرة سوق الخميس شابه الغموض وغاب عن الأنظار إلى غاية 2014، ليكون أكثر شمولا ويدعمه البرنامج التكميلي الذي من المنتظر أن لا يستثني أيّ قرية من الاستفادة من الغاز الطبيعي، وهو ما يبقى رهن قدرة المقاولة الجديدة على تجاوز التأخّر المسجل على مستوى مركز البلدية لتعميم الاستفادة على باقي المعنيين بعد دخول الغاز حيّز التشغيل على مستوى قرية أولاد قلمام، التي تنضم جزء من أصل 2700 عائلة معنية بالاستفادة بهذه البلدية ضمن البرنامج المتأخر 2010/ 2014.

وفي رده على الانشغال، أكّد رئيس بلدية سوق الخميس أنّ ربط قريتي أولاد الخميس وأولاد يحي بالغاز الطبيعي، مسجّل غير أنّه مجمّد، ومن المنتظر أن تنطلق به الأشغال خلال السداسي الأوّل من السنة القادمة 2019، حسب الوعود المقدمة من طرف الجهات المركزية، على أن يمس أزيد من 300 منزل بالإضافة إلى حوالي 10 منازل بقرية المباراة المجاورة، كما أكّد رئيس البلدية أنّ إمكانيات البلدية غير كافية لإطلاق المشروع الذي لا تقل تكلفته عن 9 ملايير سنتيم، فيما طمأن باقي القرى غير المستفيدة بشأن انتهاء الدراسة المتواجدة على مستوى مديرية الطاقة قصد تسهيل استفادتها من الربط فور وجود إمكانية لذلك.