مدير الصحة والسكان بقالمة نصر الدين شيبة لـ"المساء":
وسائل متطورة بالمستشفيات في غياب الاستثمار الخاص وقلة المختصين

- 347

❊ تجهيزات حديثة لتحسين الخدمات الصحية
❊ توفير كل الظروف لاستقدام الأطباء المختصين
❊ برنامج واسع لتأهيل العيادات متعددة الخدمات
أكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بقالمة، الدكتور نصر الدين شيبة، أن الولاية تسجّل غيابا شبه كلي للقطاع الخاص من حيث الاستثمارات الثقيلة؛ كالمستشفيات والعيادات الخاصة، إذ تتوفر الولاية على عيادة واحدة، ما يجعل العبء على القطاع العام. كما تعرف مشاريع الاستثمار تأخرا كبيرا في الانجاز. وقال مسؤول القطاع إن الانشغال الحالي منصبّ حول توفير الكفاءات في التخصصات الطبية اللازمة.
أوضح الدكتور نصر الدين شيبة لـ«المساء"، أن قطاع الصحة يتم تقييمه من خلال القطاع العام والخاص، والقدرات الصحية للولاية. والتقييم الكمّي والنوعي لقطاع الصحة بولاية قالمة، يرتكز على التعداد والأداء. فبالنسبة للتغطية الصحية قال إنه تم تسجيل تحسن ملحوظ بمراكز التشخيص، والأطباء الأخصائيين، حيث لا تختلف الولاية عن المعدلات الوطنية. فمن حيث الهياكل وعدد الأسرّة وقاعات العلاج والخدمات المقدّمة، حسب عدد سكان الولاية ومقارنتها بالمعدل الوطني، قالمة في تعداد الولايات الأولى؛ إذ تسجّل عيادة لكل 21 ألف ساكن، بينما النسبة الوطنية تتمثل في عيادة لكل 25872 ساكن. والمعدل الوطني من حيث الأسرّة 1.70، بينما تسجل الولاية 1.62. ومن حيث العيادات متعددّة الخدمات، تتوفر الولاية على 27 عيادة.
وأردف المتحدث قائلا إن ولاية قالمة تسجّل نقصا كبيرا في بعض الاختصاصات، وبالدرجة الأولى في تخصص طب النساء والتوليد والأشعة، وبصفة أقل الرضوض والصدمات. أما الاختصاصات الأخرى فقال إنها تسجّل "رقما مقبولا"، مشيرا إلى أنه تم إعلام الوزارة الوصيّة بالنقص المسجّل من أجل إيجاد حل، وتوفير كل ما يلزم الأطباء الأخصائيين للقيام بعملهم على أحسن وجه، خاصة في ما يتعلّق بالتجهيزات التي تم اقتناؤها مؤخرا، والتي تُعد دقيقة، وباهظة الثمن؛ لتدعيم المؤسسات الاستشفائية.
وأضاف مدير قطاع الصحة أن التجهيزات متوفرة، لكن يُسجّل نقص في الأطباء الأخصائيين رغم تقديم التسهيلات؛ على غرار توفر السكن الوظيفي لهم، فيما يُسجّل مجهود كبير لتحسين الخدمة العمومية.
وفي شقّ الاستثمار، عبّر المدير عن امتعاضه لعزوف المستثمرين الخواص في قطاع الصحة بالولاية، موضحا أنه تم تقديم كل التسهيلات للإسراع في إنجاز مشاريعهم مع المرافقة، حيث انطلق مشروعان بعاصمة الولاية قالمة، الأول بحي "مخانشة عبد اللطيف" في التشخيص والأشعة والمخابر، والثاني عبارة عن مستشفى خاص بحي "قهدور الطاهر".
مشاريع تنموية هامّة في قطاع الصحة
كشف مدير الصحة بقالمة عن استفادة الولاية من عدة مشاريع قيد الإنجاز لعيادات متعدّدة الخدمات بالأحياء الجديدة، والمدن الجديدة، والأحياء المدمجة، مع تسجيل مشاريع جديدة من حيث الاقتناء، أو رد الاعتبار، أو الإنجاز. وأوضح أن الأشغال تجري بالمدينة الجديدة بجبل العنصل ببلدية وادي الزناتي، لإنجاز عيادة متعدّدة الخدمات. ومن المرتقب تسليم مشروع إنجاز عيادة متعدّدة الخدمات بالمدينة الجديدة "حجر منقوب" ببلدية بلخير في نهاية السنة الجارية أو بداية سنة 2026.
وببلدية بوشقوف، تجري أشغال رد الاعتبار للمؤسسة الاستشفائية "براهمية مسعود"، التي استفادت من جهاز "سكانير"، ومشروع آخر قيد الإنجاز للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، لتخفيف الضغط عن المستشفى.
ومن المرتقب إطلاق مشروع آخر رُفع عنه التجميد لإنجاز قاعدة متعدّدة الخدمات. وبنفس البلدية، تم، مؤخرا، تسليم مركز تصفية الدم من إنجاز مديرية التجهيزات العمومية. ويعرف المركز، حاليا، مرحلة التجهيز. ومن شأنه تخفيف الضغط عن مركز قالمة. ويُرتقب أن يدخل حيّز الخدمة في غضون الأسابيع القليلة القادمة. أما ببلدية وادي الزناتي، فتعرف أشغال رد الاعتبار وتهيئة المؤسسة الاستشفائية "الأمير عبد القادر"، تقدّما كبيرا، حيث سُلمت حصص من المشروع الخاصة بالاستعجالات والمخبر، فيما بقيت الحصة الأخيرة.
وبخصوص مستشفى 60 سريرا ببلدية حمام الدباغ، أكد نصر الدين شيبة أن المشروع ضخم، وبحجم كبير، وفيه تفاصيل تقنية. ويتطلب مرافقة حثيثة. ومن المرتقب دخوله حيّز الخدمة أواخر السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة، مضيفا أنه تمت المطالبة برد الاعتبار لمستشفى "الحكيم عقبي" ببلدية قالمة، مع اقتناء تجهيزات من بينها جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي "إيارام"، إضافة إلى مشروع آخر بحي "جيرودان" ببلدية قالمة، رُفع التجميد عنه. وتمت إعادة تقييمه. وسيتم مع بداية السنة المقبلة، الانطلاق في إنجاز القاعة متعدّدة الخدمات. كما استفادت المؤسسة الاستشفائية "بركاني بولعراس" ببلدية عين العربي، الأسبوع المنقضي، من جهاز "سكانير".
وفي إطار إعادة الهيكلة وترقية قاعات العلاج إلى مراكز صحية، أحصت مديرية الصحة والسكان بقالمة، ما يقارب 10 قاعات علاج على مستوى الولاية، تحتاج إلى ترقيتها إلى مراكز صحية، ما يحسّن من التكفل بالخدمات الصحية والتغطية الشاملة، تقريبا، في كل بلديات الولاية. وفي السياق، تعرف القاعات متعدّدة الخدمات في قالمة ووادي الزناتي وبوعاتي وبوشقوف وتاملوكة وعين احساينية، رد الاعتبار في وقت تجري أشغال الإنجاز في كل من بلديات بلخير وهيليوبوليس ووادي الزناتي وبوشقوف وقالمة (أومدور بحي عين الدفلة)، إلى جانب تسليم مشروع قاعة متعدّدة الخدمات ببلدية لخزارة، جزئيا، بعدما تم رد الاعتبار لها. وفي سياق حديثه، أكد المدير أن التغطية لقاعات العلاج بولاية قالمة، تسجّل تقريبا ضعف المعدل الوطني، إذ تسجّل قالمة قاعة علاج لـ3900 ساكن، بينما المعدل الوطني قاعة علاج لـ7300 ساكن.
نحو إطلاق مشروع لإنجاز مدرسة تكوين في شبه الطبي
ستنجَز مدرسة التكوين في شبه الطبي بمقاييس عصرية بالمدينة الجديدة (شغل الأراضي جنوبا) ببلدية قالمة، حسبما كشف عنه مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأوضح المتحدث أن المشروع يعرف عملية إعادة التقييم والدراسة (الطرق والشبكات المختلفة)؛ لإعادة إطلاقه في الثلاثي الأول من السنة المقبلة.
وتتوفر ولاية ڨالمة على معهد وطني للتكوين في شبه الطبي بعاصمة الولاية، أنشئ بموجب المرسوم رفم 40-75 في 16 صفر عام 1395 الموافق لـ27 فبراير سنة 1975. ويتضمّن تتميم المرسوم رقم 37-97 المؤرخ في 4 جمادى الأولى عام 1393 الموافق لـ 5 يونيو سنة 1973، والمتضمّن إحداث مدارس التكوين لشبه الطبي، حيث تم إنشاء على مستوى الولايات المحدثة بموجب الأمر رقم 74-69 المؤرخ في 12 جمادى الثانية عام 1394 الموافق لـ 2 جويلية 1974، والمتعلق بإصلاح التنظيم الإقليمي للولايات، مدارس للتكوين شبه الطبي.
وعرف المعهد الوطني للتكوين شبه الطبي منذ نشأته، توافد الدارسين من كلا الجنسين عليه. وأصبحت قالمة قِبلة للذين اختاروا مهنة شبه الطبي، حيث تابعوا الدراسة نظريا وتطبيقيا لمدة ثلاثة سنوات، وتخرّجوا بشهادة قابلات، ومشغّلي أجهزة التصوير (ممّن تحصّلوا على شهادة البكالوريا). ومنذ صدور المرسوم 11/319 أصبح المعهد يقدّم تكوينا لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي في تخصّصات مساعد التمريض في الصحة العمومية، ومساعد جراحة أسنان في الصحة العمومية، وعون رعاية أطفال لمدة عامين (دراسة نظرية وتطبيقية).
ومنذ سنة 2011 يضم المعهد 8 ولايات كملحقات، وهي عنابة، وسوق أهراس، والطارف، وميلة، وقسنطينة، وجيجل، وسكيكدة وقالمة. تجدر الإشارة إلى أن مقر المعهد الوطني للتكوين شبه الطبي الحالي، كان سابقا مقرا لمدرسة تسمّى "سكولة الغرقة".
مشروع مستشفى متخصّص في الرأس والرقبة
أعلن مدير الصحة والسكان بقالمة عن استفادة الولاية من مشروع مؤسسة استشفائية متخصّصة في أمراض الرأس والرقبة، تمت الموافقة عليه من قبل وزارة الصحة السكان وإصلاح المستشفيات في شهر جانفي الفارط.
وأوضح المتحدث لـ«المساء" أن قطاعه طالب بعملية الإنجاز. ومن المقرّر توطين المشروع بأعالي مدينة قالمة، بالمدينة الجديدة (شغل الأراضي جنوبا). ويُعد هذا الصرح الطبي مكسبا هاما، وإضافة لسكان قالمة، مضيفا أن الحظيرة الصحية بالولاية تدعّمت بمشروع إنجاز مستشفى 120 سرير بحي "شكروبة" ببلدية قالمة. والدراسة منتهية. ومن شأن هذه الهياكل الصحية تخفيف العبء عن مواطني قالمة، وإنهاء معاناة تنقّلهم إلى الولايات المجاورة.
وفي ما يتعلق بمشروع المستشفى الجامعي بما أن جامعة 8 ماي 1945 بقالمة فتحت هذا الموسم تخصّصا في الطب، أكد المدير أن لجنة تفتيش وزارية من التعليم العالي قدمت إلى قالمة، وتوصّلت إلى أن الولاية لها إمكانيات ومؤسسات استشفائية قادرة على تقديم التربّص التطبيقي للطلبة، حيث قامت اللجنة بزيارة 3 مستشفيات.
وتم التأكد من تربّص الطلبة. كما تمّت الموافقة على مرافقتهم، فيما يبقى التأطير والتعليم النظري من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. أما التطبيقي فيكون في المؤسسات الاستشفائية بقالمة، في انتظار فتح مستشفى جامعي.
وفق آخر الإحصائيات
3 آلاف مصاب بالسرطان
قال مسؤول قطاع الصحة بقالمة إن الولاية تسجّل أزيد من 3 آلاف مصاب بمرض السرطان، وهي بذلك لا تختلف عن باقي الولايات بخصوص هذا المرض الذي يُسجَّل في صدارة الأمراض.
وأوضح المسؤول أن عدد المصابين بـ«مرض العصر"، في تزايد. وفي هذا الصدّد تم تسطير برنامج ولائي لتسريع عملية التكفل بالمرضى، لأن قائمة الانتظار كانت طويلة، حيث يتم التكفل بهم تكفلا شاملا من حيث التكفل الطبي أو الكيميائي على مستوى مصلحة السرطان بمستشفى "ابن زهر"، وعلى مستوى قاعة متعددة الخدمات يتم العلاج الكيميائي حسب الحصص المبرمجة. كما يتم التكفل بالمرضى على عدة مراحل، من تلقي العلاج والمراقبة (سكانير) والتحاليل، مضيفا أنه تم تسجيل عدد كبير في مرضى سرطان الثدي، يليه الرحم، ثم القولون، والبروستات، والصدر. وأشار شيبة إلى أن ولاية قالمة تتوفر على 4 أجهزة "سكانير" في كل من بلديات قالمة ووادي الزناتي وبوشقوف وعين العربي. وتمت المطالبة بجهاز الرنين المغناطيسي "إيارام" في انتظار استكمال الملف.
وفي السياق أشار المتحدث إلى القيام بأزيد من 1200 عملية ختان خلال شهر رمضان الفضيل، على مستوى مستشفيات الولاية بكل من مستشفى "الحكيم عقبي"، ومستشفى "الأمومة والطفل"، والمؤسسة الاستشفائية "الأمير عبد القادر" بوادي الزناتي، ومستشفى "مسعود براهمية" ببوشقوف، حيث تم تسجيل هذا العام أكبر عملية ختان. وإلى جانب ذلك تم القيام بعمليات التبرّع بالدم في 3 أيام، وتنظيم 26 خرج، تم من خلالها جمع ما يزيد عن 300 لتر من الدم.
في إطار اتفاقيات توأمة
إجراء عمليات جراحية معقّدة
يستفيد مرضى ولاية قالمة في كل عام، من إجراء عمليات جراحية تحت إشراف أساتذة وأطباء جرّاحين من المستشفيات المتخصّصة؛ كبن عكنون بالعاصمة ووهران، في إطار التوأمة بين المؤسسات الصحية والمؤسسة العمومية الاستشفائية "الحكيم عقبي" بقالمة، ومؤسستي وادي الزناتي وبوشقوف حسب الاختصاصات المرغوبة، إذ يتم التكفل بكل المرضى في قائمة الانتظار. وهي عمليات مكثفة في طب العيون، والجراحة العامة، والرضوض، والصدمات، والأعصاب، والمسالك البولية... وغيرها.
وحسب مدير الصحة والسكان بقالمة، فقد أجريت عمليات جراحية نوعية وناجحة بكل من المؤسسة العمومية الاستشفائية "الحكيم عقبي" بقالمة، والمؤسسة الاستشفائية "الأمير عبد القادر" بوادي الزناتي، والمؤسسة الاستشفائية "مسعود براهمية" ببوشقوف، تحت إشراف أطباء جرّاحين متمكنين.
وتم في مدة أسبوع خلال شهر جانفي الفارط، إجراء 17 عملية نوعية وعالية الاختصاص بمستشفى "الحكيم عقبي"، و22 عملية جراحية معقدة بمستشفى "الأمير عبد القادر" بوادي الزناتي. وهي عمليات ذات اختصاص دقيق في الرضوض والصدمات. كما تم إلى غاية 31 ديسمبر 2024 إجراء عمليات جراحية لفائدة 46 مريضا على مستوى مستشفى "الحكيم عقبي" بقالمة.