استجابة لانشغالات سكان علي منجلي حول الاختناق المروري
وزارة النقل تعد بتحيين المخطط في قانون المالية 2026

- 225

رفع سكان المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، عبر النائب البرلماني عن حزب المستقبل، العايب مولود، انشغالاتهم بشأن الأزمة المرورية الخانقة، التي تحولت إلى هاجس يومي، يثقل حياتهم ويعرقل نشاطاتهم.
أكد النائب في مراسلته الموجهة لوزارة النقل، أن الوضع المروري في علي منجلي أصبح لا يطاق، إذ تشهد المدينة ازدحاما شديدا، خلال ساعات الذروة، ما يعطل الحركة التجارية والاجتماعية، ويؤثر سلبا على راحة المواطنين، رغم توفر وسائل النقل العمومية، حيث طالب ممثل الولاية بضرورة التدخل العاجل، من أجل وضع مخطط مروري شامل، يعيد الانسيابية إلى حركة المركبات، ويضمن سلامة مستعملي الطرق.
وحسب شكاوى السكان والسائقين بالمدينة الجديدة، فإن بؤر الإزدحام تتوزع على محاور رئيسية بالمدينة، من بينها مدخل الوحدة الجوارية "20"، عبر طريق الوزن الثقيل، ومفترق الوحدة "17"، إضافة إلى محوري دوران "الترامواي" قرب محطة نقل المسافرين وعيادة "بن قادري"، فضلا عن النقاط المحاذية للوحدة الجوارية "16".
أما المدخل الغربي للمدينة عبر جامعة قسنطينة "3"، إلى غاية الوحدة الخامسة، فقد أصبحت معاناة يومية للسائقين عند الجسر الرابط بالطريق السيار، حيث تلتقي المركبات المتجهة ذهابا وإيابا في نقطة واحدة، الأمر الذي يدفع الكثير منهم إلى الالتفاف عبر عين سمارة، للوصول إلى المدينة، وأوضح المشتكون، أن هذا الجسر الذي تم إنجازه سنة 2016، لربط الطريق السيار بجامعة قسنطينة "3"، تحول مع الانفجار العمراني الذي عرفته علي منجلي، إلى محور رئيسي للمرور، خاصة بعد إنجاز الطريق المزدوج من معبر ماسينيسا إلى غاية الطريق السيار، غير أن تزايد الكثافة السكانية والمركبات، جعلا منه عقدة مرور تمتد آثارها إلى الأحياء القديمة بحي العيفور، الأمر الذي جعل المشتكين يطالبون بإنجاز ثاني جسر لتخفيف الضغط وتخصيصه للمركبات المتجهة نحو قسنطينة.
ولم تقتصر الانشغالات على المواطنين فقط، بل أثارتها أيضا لجنة الأشغال العمومية بالمجلس الشعبي الولائي، مؤخرا، حيث حذر أعضاء اللجنة من تواصل الاختناق المروري في شوارع المدينة الجديدة شرقا وغربا، كما دعت اللجنة إلى إعداد دراسات ومشاريع استعجالية، أبرزها تدعيم وازدواجية الجسر المتواجد بمدخل علي منجلي، عبر الطريق الاجتنابي المؤدي إلى جامعة قسنطينة "3"، إذ يبقى هذا الجسر أحادي المسلك، رغم أن الطريق في طرفيه مزدوج، ما جعله نقطة سوداء تتسبب يوميا في اختناقات حادة.
من جهته، وفي رد كتابي على هذه الانشغالات، أوضح وزير النقل، سعيد سعيود، أن المخطط المروري الحالي أصبح خارج الخدمة، ولا يستجيب للتغيرات التي تعرفها المدينة، مشيرا إلى أن علي منجلي استفادت سنة 2014، من دراسة أنجزها مكتب "بوتير"، غير أنها لم تعد صالحة للتطبيق، بعد التوسع العمراني الكبير واستحداث وحدات جوارية جديدة، وتمديد خط الترامواي نحو جامعة قسنطينة "2".
وأضاف بيان الوزير، أن مصالح مديرية النقل سلمت في أفريل 2025، نسخة من التقرير النهائي للدراسة السابقة إلى الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية، من أجل الشروع في وضع إشارات المرور العمودية والأفقية، خاصة إشارات الأضواء ثلاثية الألوان، التي تفرضها تقاطعات خط الترامواي، كما أكد أن مديرية النقل شكلت لجنة تقنية تضم مختلف الفاعلين، كلفت بإعداد دراسة جديدة عبر المكتب ذاته، على أن تراعي هذه المرة، الواقع المروري الحالي وأوقات الذروة، وكذا المشاريع الهيكلية المقبلة، وفي مقدمتها تمديد خط الترامواي إلى التوسعة الغربية للمدينة.
وختمت وزارة النقل ردها، بالتأكيد على أن تحيين المخطط المروري بات ضرورة قصوى، يجب إدراجها ضمن قانون المالية لسنة 2026، قصد تخصيص الغلاف المالي اللازم لتجسيد المشروع، وإنهاء حالة الاختناق التي باتت تخنق يوميات سكان علي منجلي.