شاطئ "بوشغال" بوادي قوسين
وجهة مفضلة لعشاق البحر

- 134

بين أحضان الطبيعة وسحر البحر الأزرق يطل شاطئ "بوشغال" بولاية الشلف، كواحد من أروع الوجهات السياحية التي تجمع بين الصفاء والجمال. يأتيه عشاقه وزواره من كل مكان من الشلف، وحتى من الولايات المجاورة، حيث تلتقي زرقة الفضاء الأزرق بخضرة الغابات المحيطة. ويجد الزائر نفسه أمام لوحة طبيعية لا تحتاج إلى أي رتوشات، لأنها، وبكل بساطة، من إبداع الخالق.
يقع شاطئ "بوشغال" في بلدية وادي قوسين. ويتميز بخليج ساحر، تحيط به صخور طبيعية، تمنح المكان خصوصية وهدوءاً بعيدا عن ضوضاء وضجيج المدن. فرماله ومياهه الصافية التي تعكس أشعة الشمس، تجعل منه ملاذا مثاليا للعائلات ومحبي الاسترخاء، بل قصص أخرى ترويها النسوة وهن يتوافدن على الشاطئ مشيا على الأقدام ويرافقهن صغارهن، حيث يتبادلن أطراف الحديث عن يومياتهن، وانشغالاتهن التي لا تنتهي.
وحتى كل من تطأ قدماه الشاطئ له حكايات خاصة. وللشباب وهواة القفز من أعلى الصخور في عالم المغامرة الشيقة، متعة وروعة. لكن شاطئ "بوشغال" لا يكتفي بجماله الطبيعي فحسب، بل يمنح زواره خيارات متعددة لقضاء يوم كامل من المتعة، حيث تنتشر مخيمات عائلية من أجل قضاء أيام في أحضان هذا الشاطئ؛ لما يوفره من أماكن للراحة تتخللها سهرات ليلية بين الطرب والنكت والحكايات من نسج أفراد العائلات. وأماكن أخرى تستهوي الوافدين عليه، من أجل ممارسة العديد من الأنشطة، مثل السباحة وحتى الرياضة.
أما عشاق المغامرة فيجدون في الصخور المحيطة بالشاطئ، فرصة للقفز في المياه، أو اكتشاف أماكن على شكل خلجان صغيرة قريبة منه؛ إنه، بحق، لؤلؤة مخفية على الساحل الشلفي، وخاصة الجهة الشرقية. ولا يكتمل اكتشاف جمال ولاية الشلف دون زيارة هذا الشاطئ الفريد من نوعه؛ فهو ليس مجرد مكان للسباحة فقط، بل تجربة ساحرة، تترك في القلب رغبة دائمة في العودة إليه مرة أخرى.
ويحتفظ المكان أيضا بروح الحياة التقليدية، حيث لايزال الصيادون المحليون يمارسون عملهم منذ الفجر باستخدام قوارب خشبية صغيرة، تراها تبتعد عن الشاطئ متجهة الى أبعد نقطة، ما يضفي على المشهد لمسة أصيلة، تذكّر الزائر بعراقة الساحل الجزائري. كما تجد هناك من يعانق صنارته بحثا عن صيد ثمين لأكلة شواء في جلسة حميمية بين الأحباب والأصحاب وحتى العائلات.
وحين تبدأ الشمس في الغروب نحو الأفق البعيد، يتغير وجه شاطئ "بوشغال" إلى لوحة فنية مبهرة، تمتد خيوطها الذهبية على صفحة البحر، فتلمع الموجات؛ وكأنها مرصعة بالياقوت والذهب. وتتدرج السماء من الأزرق الصافي إلى البرتقالي الدافئ، ثم تتحول شيئا فشيئا إلى ألوان أرجوانية قانية، تعانق قمم الغابات المحيطة، والصخور الصامتة على الشاطئ، لتكتسي بظلٍ برونزي. ويحمل النسيم البحري العليل معه رائحة الملح، وصوت الأمواج وهي تهمس بحكايات البحر. وفي الأفق تلمع جزيرة "بوشغال" الصغيرة مثل حارس وفيّ يودّع النهار. إنه مشهد لا يُنسى، ولحظة سكون تتوقف فيها عقارب الساعة. ويغدو الغروب في "بوشغال" واعداً بلقاء جديد مع الجمال، في يوم آخر من أيام موسم الاصطياف.