هدد والي ولاية قسنطينة، حسين واضح، أول أمس مكاتب الدراسات ومؤسسات الإنجاز المتأخرة في إنشاء العديد من المشاريع الموكلة إليها في قطاعي الصحة العمومية والمالية، باتخاذ عدة إجراءات صارمة ضدها؛ أولها إقصاؤها من المشاريع مستقبلا، حيث أكد الوالي خلال زيارته التفقدية لعدد من المشاريع الجاري إنجازها بالولاية في قطاع المالية والصحة العمومية، أن مصالحه تعكف حاليا على إعداد تقييم شامل لمكاتب الدراسات ومؤسسات الإنجاز قصد أخذه بالحسبان في إسناد الصفقات العمومية مستقبلا، مشيرا في السياق إلى أن السبب وراء تأخر العديد من المشاريع الهامة بكل من قطاعي الصحة العمومية والمالية يرجع بالدرجة الأولى إلى قلة الخبرة لدى مكاتب الدراسات المكلفة بدراسة المشاريع وعدم الدقة في الدراسات. 

المسؤول الأول عن الولاية وخلال وقوفه على مشروع مقر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "ابن مهيدي" بحي بوالصوف، أبدى تحفظه من نوعية أشغال المشروع، حيث طالب المقاولة بالإسراع في إصلاح العيوب الظاهرة على مستواه، كما عبر عن استيائه الشديد من مكتب الدراسات الذي لم يأخذ بعين الاعتبار عددا من النقاط الهامة، على غرار توصيلات شبكة الأنترنت خلال دراسة المشروع.

كما وجه الوالي خلال نفس الزيارة تعليمات صارمة للقائمين على مشروع إنجاز عيادة متعددة الاختصاصات بحي سركينة، من أجل إيجاد الحلول للازمة لإتمام أشغال هذا المنجز الذي بلغت نسبتها 75 بالمائة ويرتقب تسلمه حسب تعهد المقاولة المكلفة بالإنجاز خلال شهرين، حيث وقف واضح على عدد من المشاكل وعلى رأسها شبكة الغاز التي لم تؤخذ بعين الاعتبار أثناء دراسة المشروع من قبل مكتب الدراسات، وهو الحال بالنسبة لمشروع ملحق المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، الذي شدد فيه على ضرورة تسليمه، خاصة أن الأمين العام للولاية وجه مسبقا إعذرا للمؤسسة المنجزة وفسخ العقد مع مكتب دراسات لم يكن في المستوى، بسب التأخر الكبير الذي يعرفه إنجاز هذا الملحق الذي كان من المنتظر أن يتم تسليمه خلال شهر جويلية الداخل.

وخلال وقوفه على مشروع العيادة متعددة الاختصاصات بجبل الوحش، وكذا مقر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "منتوري" بحي الدقسي، أبدى المسؤول ارتياحه لانتهاء الأشغال على مستواهما.

أما فيما يتعلق بمشروع "مركب الأم والطفل" الذي يسع لـ120 سريرا في علي منجلي، فقد أمر الوالي بعقد لقاء مع المكلفين به على مستوى الولاية لدراسة مقترح إعادة التقييم الذي رفعته المؤسسة المكلفة بالإنجاز والذي بلغ الـ60 مليار سنتيم، لإتمام المشروع الذي بلغت نسبة إنجازه 40 بالمائة، بغلاف مالي قدره مليارين و316 مليون دينار جزائري. 

من جهة أخرى، أمر والي الولاية خلال وقوفه على مشروع مركز الضرائب ببلدية الخروب المقاولة بتسريع وتيرة الإنجاز لتسليمه في نهاية شهر سبتمبر المقبل، حيث استغرب واضح التأخر الكبير الذي يعرفه المشروع والذي لم تتجاوز نسبة أشغاله الـ40 بالمائة، رغم أنه من المشاريع المسجلة خلال سنة 2009، وهي التعليمات التي أمر بتطبيقها على مشروع المركز الجواري للضرائب بحي زواغي سليمان والذي بلغت نسبة إنجازه 70 بالمائة.

أما مشروع إنجاز مركز عقاري بين البلديات في بلدية الخروب، فقد أبدى واضح ارتياحه لوتيرة الأشغال، بعد أن فاقت نسبة الإنجاز الـ 99 بالمائة، حيث طالب من القائمين على المشروع بضرورة الانتهاء من كامل التوصيلات اللازمة من غاز وكهرباء وماء وتسليمه في الـ5 جويلية المقبل.