سكان حي بومعزة "2" بالمقرية يستعجلون الترحيل ويؤكدون:

هشاشة البنايات وانفجار قنوات الصرف يهددان حياتنا

هشاشة البنايات وانفجار قنوات الصرف يهددان حياتنا
  • القراءات: 411
 رشيد كعبوب رشيد كعبوب

دق سكان حي بومعزة "2" ببلدية المقرية بحسين داي، ناقوس الخطر، إزاء الانفجارات المتكررة لقنوات الصرف الصحي تحت منازلهم، متسببة في كوارث بيئية، وإفساد لأثاث العائلات، وتعقيد لوضعيتهم الاجتماعية والصحية، مطالبين والي العاصمة بتعجيل ترحيلهم إلى سكنات لائقة وآمنة، قبل أن تقع السكنات الهشة التي يقطنونها منذ الاستقلال، على رؤوسهم.

اطّلعت "المساء" على العديد من مقاطع الفيديو التي صورها أصحابها، والتي تبرز حجم الحياة الصعبة، والمعاناة التي تعيشها مئات العائلات، خاصة خلال السنوات الأخيرة، التي ازدادت فيها درجة الهشاشة، وانفجار قنوات الصرف الصحي التي زادت الأمور تعقيدا، وأصبحت هاجسا يؤرق يومياتهم.

وذكر أحد المسنين تسربت المياه الملوثة إلى داخل بيته الهش في بداية رمضان المنقضي، أنه لم يعد يصبر على وضعيته الكارثية، مؤكدا أنه مريض ومصاب بالأمراض المزمنة وزوجته، ومتسائلا وهو يحمل بعض الأفرشة المبللة بمياه التطهير: " إننا نموت ببطء!.. ماذا عسانا أن نفعل؟!… ماذا تنتظرون أيها المسؤولون؟!.. هل تنتظرون أن نموت هنا وسط المياه الملوثة والروائح الكريهة؟! "

أما المواطن الثاني الذي تسربت مياه الصرف الصحي من سقف منزله (القبو) في 22 فيفري المنصرم، فذكر أنه في ورطة حقيقية جراء ما لحقهم من تلوث، وأنهم يعيشون منذ ستين سنة، في سكنات لم تعد صالحة للإيواء، ليضيف مواطن آخر بالعمارة (ج10) في فيديو مصور، أن زوجته وابنه المريضين لم يتحملا وضعية السكن داخل بيت تتسرب إليه مياه التطهير، فاضطر لتركهما عند أهل الزوجة، مناشدا والي العاصمة بالقول: " يا سيدي الوالي، نحن في خطر، اِرحمونا، اُعطونا الحل" .

وحسب رئيس "جمعية جيل شباب حي بومعزة"، إبراهيم سلماني، فإن هذه الوضعية ازدادت بشكل محسوس خلال الأعوام الأخيرة، مشيرا إلى أنه تم تسجيل أكثر من 70  نقطة تسرب، وانفجار قنوات الصرف الصحي خلال العام الماضي. كما أكد أن العائلات لم تعد تتحمل أكثر، موضحا أنه سيوجه رسالة تذكير للوالي المنتدب، يدق من خلالها ناقوس الخطر في هذا الحي المتهالك، الذي زادت سكناته هشاشة جراء الانفجارات المتكررة لقنوات الصرف داخل المنازل، وتسبُّبها في انهيار التربة تحت البيوت؛ ما يرشحها للسقوط، وتهديد حياة السكان، مضيفا أن قائمة السكنات الاجتماعية التي أُفرج عنها ببلدية المقرية مؤخرا، لم تستفد منها ولو عائلة من حي بومعزة "2".

للإشارة، كانت مصالح المراقبة التقنية للبناء "سي تسي سي" دقت، منذ أسابيع، ناقوس الخطر إزاء الوضعية السكنية التي تعيشها قرابة 500 عائلة تقطن مساكن قديمة بحي بومعزة "2"، وصنفتها هذه الهيئة المختصة في "الخانة الحمراء"، مؤكدة أن هذه المساكن لم تعد آمنة، وهي غير صالحة للاستغلال؛ لكون مدة صلاحيتها انتهت منذ سنوات طويلة؛ ما يستوجب ترحيل قاطنيها قبل أن تقع على رؤوسهم في أي لحظة، وبدون سابق إنذار.