أنجزت فوق مستثمرات فلاحية في اعتداء صارخ على العقار

هدم 12 بناية فوضوية بالخرايسية

هدم 12 بناية فوضوية بالخرايسية
  • القراءات: 2077
استطلاع/زهية. ش استطلاع/زهية. ش
أقدمت السلطات الولائية والمحلية بحر الأسبوع الفارط، على هدم عدد من البنايات الفوضوية التي أنجزت فوق أراض فلاحية ببلدية الخرايسية الواقعة غرب العاصمة، حيث شيد أشخاص عدة سكنات فوق أراضي مستثمرات فلاحية دون حصولهم على رخص بناء أو وثائق رسمية وحوّلوا حقولا لأشجار مثمرة إلى مجمعات سكنية، باستعمال عقود وقرارات استفادة مزورة، بتواطؤ مع بعض الأطراف و”مافيا العقار”، التي استنزفت آلاف الهكتارات ببلدية الخرايسية والعديد من البلديات ذات الطابع الفلاحي.
وكشفت الجولة الاستطلاعية التي قامت بها ”المساء” نهاية الأسبوع الفارط، إلى حي بوعلام شرشالي ببلدية الخرايسية عن تحويل أراض فلاحية هامة عن نشاطها الحقيقي واستغلالها في بناء فيلات وسكنات فردية دون الأخذ بعين الاعتبار نوعية هذه الأراضي التي تتميز- كما لاحظناه بعين المكان- بخصوبتها، إذ يلاحظ الزائر لهذه المنطقة حجم الخسائر المسجلة على حساب العقار الفلاحي وأشجار الخوخ التي اقتلع عدد منها وتعويضها بأعمدة الخرسانة في عزّ فصل قطف ثمار هذه الفاكهة التي تتميز بها حقول الخرايسية، مما جعل السلطات المعنية وعلى رأسها والي الجزائر، السيد عبد القادر زوخ، تقدم على هدم 12بناية في طور الإنجاز بعضها أتم أصحابها بناء الطابق الثاني وبعضها الآخر شرع أصحابه في وضع أساساتها التي تم هدمها في بداياتها، عكس البعض الآخر الذي أتم أصحابها نسبة كبيرة من الإنجاز وخسروا أموالا طائلة رغم تحذيرات مصالح البلدية ومنعهم من البناء فوق الأراضي الفلاحية المتواجدة بمزرعة ”ب-ا” ومزرعة ”ر-م” ومزرعة ”ا-ط”.
”مجزرة” في حق أشجار الخوخ والمشمش
وحسب المعلومات التي تحوزها”المساء”، فإن عملية الهدم ستتواصل في الأيام القليلة المقبلة، لتمس العديد من الفيلات والبنايات الفوضوية التي استحوذ أصحابها على مساحات هامة من الأراضي، مرتكبين بذلك ”مجزرة حقيقية” في حق أشجار الخوخ والمشمش المتواجدة على الخصوص بحي”بوماريكا” التي يتمتع زائرها بمنظرها الطبيعي الخلاب ويتأسف لا محالة للاعتداء عليها، وبتواطؤ من طرف منتخبين محليين سابقين وبعض الموظفين الإداريين باستعمال قرارات استفادة مزورة يتم نسخها بطريقة جد دقيقة لإيهام ضحاياهم بأنها قانونية في غياب الرقابة، فضلا عن وجود سماسرة العقار الذين قاموا باقتناء هكتارات من الأراضي الفلاحية من أصحاب المستثمرات وإعادة بيعها لأشخاص آخرين، حيث اقتنى البعض-حسب مصادرنا- عدة هكتارات وأنجزوا عدة فيلات تصل إلى 3 للشخص الواحد، وذلك دون الأخذ بعين الاعتبار عدم قانونية ما يقومون به، خاصة أن البعض شرع مؤخرا في البناء واقتلع الأشجار المثمرة لوضع أعمدة سكنه -مثلما لاحظنا- بينما يقوم البعض بإتمام سكنه في جنح الظلام حتى لا يكتشف أمره، حيث تمادوا في اعتدائهم الصارخ على القانون، رغم أن رئيس البلدية نبههم، كما أكد لنا بعض سكان الخرايسية الذين عبروا عن أسفهم لما آلت إليه الأوضاع ببلديتهم التي حرمت من العديد من المشاريع التنموية بسبب مشكل العقار، في الوقت الذي يستنزف هذا الأخير من قبل ”مافيا” استغلت لهفة البعض وسذاجة البعض الآخر وحاجتهم الملحة لبناء سكن للتلاعب بالأراضي الفلاحية.
وأشار بعض الذين تحدثنا إليهم من السكان القدامى بالخرايسية إلى أن الكثير من الذين اقتنوا أراضي فلاحية وأنجزوا سكنات من خارج العاصمة ومن ولايات مختلفة، حيث استغل هؤلاء الأسعار المنخفضة التي تباع بها القطع الأرضية لاقتنائها، بعدما أهملها وتنازل عنها بطريقة غير شرعية الفلاحون الذين سلمت لهم في إطار المستثمرات الفلاحية التي توبع العديد منهم قضائيا ببلديات مختلفة من العاصمة جراء التجاوزات التي تتنافى مع القانون الخاص باستغلال الأراضي الفلاحية الصادر في سنة 1987، لاسيما تحويل الطابع الفلاحي للأراضي الفلاحية والمضاربة في عقاراتها، واستغلالها في تشييد البنايات الفوضوية وتحويلها للصالح الخاص على حساب النشاط الفلاحي.
رئيس البلدية..عملية الهدم ستتواصل
وما يثير التساؤل في هذا الملف هو وجود بنايات مزودة بالكهرباء والماء رغم عدم امتلاك أصحابها لوثائق رسمية، في حين تم ربط بعض السكنات بالكهرباء عن طريق القرصنة، مثلما لاحظناه، في عين المكان، حيث أكدت مصادرنا أن والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، زار المكان خفية للاطلاع على الوضع وحجم الخسائر التي لحقت بالعقار الفلاحي بالخرايسية التي عجز منتخبوها السابقون عن حل هذا المشكل العويص الذي كان سيقضي على ما تبقى من الأراضي لولا تدخل السلطات المعنية التي تصر على وضع حد لسماسرة العقار بالمنطقة أو البلديات الأخرى، مثلما أكد عليه المسؤول الأول عن ولاية الجزائر في آخر اجتماع للمجلس الشعبي الولائي، حيث ألح على ضرورة تبليغ رؤساء البلديات بحالات البنايات الفوضوية التي أدى التهاون واللامبالاة والتواطؤ إلى تسجيل 72 ألف حالة، معتبرا أنه من مسؤولية رئيس البلدية وضع حد لهذه الظاهرة، من خلال القوة العمومية التي تسخرها له السلطات الولائية التي قامت حسب زوخ بالقضاء على400 حالة خلال 6 أشهر الأخيرة، وستتواصل عملية الهدم ببلدية الخرايسية، مثلما أكد رئيسها السيد ماكري عبد الرحمن لـ”المساء”، مشيرا إلى أن 12 حالة تعرضت للهدم الأسبوع الماضي وأن العملية ستمس حالات أخرى أنجزت فوق المستثمرات الفلاحية التي يبلغ عددها 5 مستثمرات، مضيفا في هذا الصدد أن هناك لجنة مختصة في مراقبة البنايات الفوضوية على مستوى البلدية سوف لن تتوانى في محاربة هذه الظاهرة التي تفشت في السنوات الأخيرة.
من جهتهم، عبر العديد من سكان الخرايسية لـ”المساء” عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذتها السلطات المعنية بخصوص هدم البنايات الفوضوية التي أنجزت فوق أراض فلاحية في بلديتهم، التي تعتبر حزاما أخضر، كوّنها تضم حقولا هامة من الأشجار المثمرة التي تعرض عدد منها للاعتداء من طرف انتهازيين، حيث ستكون لا محالة عبرة لكل من يعتدي على الأراضي الفلاحية.