العاصميون ينتظرون تسليم المشاريع المبرمجة للحد منه
هاجس الاختناق المروري يتجدد مع الدخول الاجتماعي

- 280

تشهد الجزائر العاصمة، منذ الدخول الاجتماعي، اختناقا مروريا فظيعا، خاصة في أوقات الذروة، ونهاية ساعات العمل، ما يسبب إزعاجا كبيرا، ومعاناة لا متناهية لمستعملي الطرق، حيث تحولت هذه الوضعية إلى هاجس حقيقي بالنسبة إليهم، خاصة وأن أغلب المحاور والمسالك، تعرف حركة مرورية كثيفة منذ الدخول المدرسي، سواء خلال الفترات الصباحية أو المسائية، وهو ما انعكس سلبا على الطلبة والعمال، وجل المواطنين الذين يقضون ساعات طويلة في الطرقات، قبل الوصول إلى مقاصدهم.
تجدد مشكل الاختناق المروري، منذ عودة التلاميذ والطلبة إلى مقاعد الدراسة، ليتحول إلى كابوس بالنسبة لمستعملي طرق ومحاور العاصمة، التي تعرف مداخلها ومخارجها هذه الأيام، حركة مرورية كثيفة، جعلت المواطنين، خاصة العمال والطلبة، في حيرة من أمرهم، إذ يقضون ساعات طويلة بالطرق، ما يجعلهم يغيرون مسارهم، في محاولة للإفلات من توقف حركة السير، التي غالبا ما تكون متشابهة في أغلب الطرق.
وحسب ما لاحظته "المساء" بطرق العاصمة، فإن متاعب المواطنين استُؤنفت مع بداية الدخول المدرسي، حيث يعرف الطريق السريع، الرابط بين شرق العاصمة وغربها، من الدار البيضاء مرورا ببلدية بن عكنون، وصولا إلى زرالدة والبلديات الغربية، ازدحاما كبيرا، يقضي فيه مستعملوه ساعات طويلة ذهابا وإيابا، خاصة مع بداية الأسبوع ونهايته، وعلى مستوى بعض الطرق الرئيسة، والمسالك التي خفت بها الحركة خلال العطلة الصيفية.
ومن بين هذه المحاور، الطريق الرابط بين برج البحري والرويبة والدار البيضاء، إلى غاية الطريق السريع "شرق - غرب"، الذي تعبره أعداد هائلة من المركبات، التي تأتي من بلديات العاصمة، وحتى من البلديات المجاورة لولاية بومرداس، وكذا ولاية تيزي وزو، وغيرها، كما تعرف الناحية الغربية للعاصمة نفس المشكل، خاصة في وقت الذروة، على مستوى محور بئر توتة إلى غاية بابا علي، جنان سفاري والسحاولة، تقصرايين، الشراقة، عين البنيان، بن عكنون والدويرة، وغيرها من بلديات ولاية الجزائر.
ورغم مساهمة بعض المحاور الطرقية، التي تم فتحها في تسهيل حركة المرور في بعض النقاط، غير أنها تبقى غير كافية، لاستيعاب التدفق اليومي للمركبات على طرق العاصمة، خاصة في أوقات الذروة، حيث لا يزال المشكل قائما، ويتجدد مع كل دخول مدرسي واجتماعي، على غرار طريق الحميز الذي يُعد نقطة سوداء، كونه منطقة تجارية وتعبره شاحنات الوزن الثقيل المتجهة نحو الميناء الجاف بالحميز، ما يستدعي حلا مستعجلا لهذه الوضعية التي أصبحت لا تطاق.
ولا يقتصر الأمر على هذه المنطقة فقط، بل تجددت المعاناة أيضا، على مستوى موقف الحافلات تحت الجسر بباب الزوار، الذي يتسبب في فوضى عارمة وسط الطريق، وكذلك محاور طرق أخرى، التي يعاني بها المواطنون، الذين يفضل الكثير منهم الخروج باكرا كل يوم، لتفادي الوقوع في الزحمة، خاصة وأن وسائل النقل تبقى غير كافية، رغم تدعيم مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري "إيتوزا" بخطوط جديدة.
من جهتهم، يتساءل مستعملو الطرق، عن بعض المشاريع التي تدخل ضمن النظرة الاستراتيجية للمخطط الأزرق، التي أولتها ولاية الجزائر أهمية كبيرة، من أجل فك الخناق عن بعض المحاور، على غرار مشروع الطريق الساحلي برج البحري نحو برج الكيفان، الذي يزيد طوله عن 1.5 كلم، والذي يعرف تأخرا في الإنجاز ولم يتم تسليمه بعد، فيما يعرف هذا المحور ازدحاما طول السنة، ومن شأن المشروع تخفيف الضغط المروري بشكل كبير على هذه الجهة، ويقلل من معاناة المواطنين، إلى جانب مشاريع أخرى، سبق للوزير والي العاصمة عبد النور رابحي، أن عاين سير الأشغال بها، وأعطى تعليمات بالإسراع في إتمام إنجازها، لتخفيف حدة الاختناق المروري، خاصة مع التقلبات الجوية المرتقبة، وتساقط أمطار الخريف الأولى، التي تعمق المشكل أكثر، إذا لم يتم تدارك النقائص من قبل الجهات الوصية.