مركز الردم التقني للنفايات المنزلية حميسي بالعاصمة

نموذجٌ رائد في الرسكلة والحفاظ على البيئة

نموذجٌ رائد في الرسكلة والحفاظ على البيئة
  • القراءات: 4405
❊ روبورتاج: رشيد كعبوب ❊ روبورتاج: رشيد كعبوب

تُعدّ المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية بولاية الجزائر "جيسيتال" الواقعة بمنطقة حميسي ببلدية المحالمة غرب العاصمة، من المؤسسات الرائدة في الحفاظ على البيئة وتثمين كمّ هائل من المواد القابلة للرسكلة والتدوير. وتشهد "جيسيتال" من سنة إلى أخرى، إقبالا كبيرا من طرف المصنّعين، الذين وجدوا ضالتهم في هذه المؤسسة التي توفّر لهم مواد مسترجعة، تساهم في تخفيف أعباء استيراد العديد من المواد الأولية؛ كالبلاستيك والورق والألمنيوم من الخارج بالعملة الصعبة.

تقوم مؤسسة "جيسيتال" ـ وهي مؤسسة عمومية بطابع صناعي وتجاري تابعة لولاية الجزائر، حسب المكلف بالإعلام ياسين أونيسي، فضلا عن الخدمة العمومية ـ باستقبال آلاف الأطنان يوميا من النفايات التي تأتي بها مؤسستا "ناتكوم" و«إكسترانات"، حيث تقصد المكان 450 شاحنة يوميا، لتفرّغ حمولاتها بمركز حميسي مقابل دفعها حقوق التفريغ، إلى جانب بيع المواد المسترجعة، وتحسين وارداتها، والمساهمة في توفير مواد يحتاجها المصنّعون في إعادة تدويرها، واستغلالها كمواد أولوية في إنتاج شتى السلع، مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات صارت تقتني احتياجاتها من المواد من "جيسيتال"، التي تُعدّ رائدة في هذا المجال بولاية الجزائر وعلى المستوى الوطني.

95 هكتارا جاهزة للردم وآلاتٌ حديثة للفرز

قال المصدر إن المؤسسة تتربع على 95 هكتارا من الأراضي الواقعة بمنخفض تحيط به روابٍ خضراء، بعضها آهل بالسكان، وتطلّ على المكان مدينة القليعة الواقعة شمال غرب المركز، وتستقبل يوميا بين 3 آلاف و3400 طن من النفايات المنزلية والهامدة بعد استرجاع العديد من النفايات التي يمكن تدويرها؛ مثل البلاستيك، الكرتون، الورق، الحديد، الألمنيوم، والزجاج، ليتم توجيه باقي النفايات العضوية والأتربة ومخلّفات البناء، إلى حقل المَردَم عبر الشاحنات، حيث يستقبل المركز يوميا 450 شاحنة من 40 بلدية بولاية الجزائر من أصل 57 بلدية، على أن توجّه البقية نفاياتها إلى مركز الردم بقورصو بولاية بومرداس محمَّلة بشتى أنواع النفايات.

ويقوم بهذه المهمة النبيلة 230 عاملا، موزّعين على 3فرق تعمل على مدار الساعة تقريبا، ومزوَّدين بألبسة واقية وقفازات وكمامات لتفادي استنشاق الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات المتعفّنة. ويحظىا لعمال بفحص طبي دوري لمعرفة مدى تأثرهم بالمحيط. ويتم تلقيحهم مرتين في السنة ضد الأمراض.

وتفاديا لتأثير الروائح الكريهة على السكان المجاورين، تعاقدت "جيسيتال" مع شركات مختصة لإزالة الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات المتعفنة عن طريق رش مواد خاصة.

مناقصات شهرية لبيع المواد المسترجَعة

يتم، حسب مسؤول الإعلام بـ "جيسيتال"، شهريا، الإعلان عن بيع المواد المسترجعة في المزاد العلني، وفق دفتر شروط يسحبه المهتمون باقتناء البلاستيك والكرتون والورق والحديد والألمنيوم، واسترجاع بين 80 و100 طن من البلاستيك الرقيق (نوع بوليتان)، و15 و20 طنا من البلاستيك الخشن (بي أش دي)، وأكوام ضخمة من الكرتون والورق والجرائد.

ارتفاع حجم المبيعات يُنعش "جيسيتال"

أفاد محدّثنا الذي استقبلنا بمقر المؤسسة القريب من مركز الفرز والردم، بأن مبيعات المؤسسة في ارتفاع، ومجموع ما تم بيعه بين 2013 و2017 للزبائن من شركات ووحدات صناعية يزيد عن 100 مليون دينار بدون حساب حصيلة 2018 التي سيتمّ الكشف عنها قريبا، فضلا عن الأموال التي يتم تحصيلها من البلديات والمؤسسات الأخرى نظير تفريغهم نفاياتهم بالمَردم. وكانت 2016 السنة الأكثر إدرارا للأموال، حيث بلغت مبيعات المؤسسة أكثر من 36 مليون دينار، وفي 2015 حققت أزيد من 33.7 مليون دينار.

ووضعت"جيسيتال" أسعارا مدروسة لتفريغ النفايات في متناول كل الفئات، منها البلديات والمؤسسات العمومية التي تعرض عليها سعر 1000 دج للطن الواحد، والمؤسّسات الخاصة بـ 1200 دج. أما المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التابعة لولاية الجزائر مثل "ناتكوم" و«إسكترانات" و«أوديفال" وغيرها، فحدّدت السعر بـ 800دج.

وبالنسبة للنفايات الهامدة التي بدأت "جيسيتال" تستقبلها ابتداء من 2017، فقد حُدّد سعر تفريغ الطن الواحد بـ 100 دج، ومثلها بالنسبة للنفايات الخضراء، التي ذكر بشأنها محدّثنا أن المؤسسة ستقوم مستقبلا باقتناء آلة ضخمة لطحن النفايات الخضراء من أغصان الأشجار والنباتات وإنتاج الأسمدة الطبيعية، التي يحتاجها الفلاحون في تحسين منتجاتهم الفلاحية.

أسعار المواد المسترجَعة الموجهة للبيع

تباع المواد المسترجعة عن طريق مناقصة، إذ يتم بداية كل شهر الإعلان عن الحصص الموجودة من المواد المسترجعة، مع توفير دفتر شروط لتمكين الزبائن من المشاركة، حيث تقوم لجنة فتح الأظرفة وتقييم العروض بالاختيار. وذكر المسؤول المكلف بالبيع بالمؤسسة لـ "المساء"، أنّ "جيسيتال" تعرض سعر البلاستيك الرقيق (نوع بوليتان)، بـ 38 دج/كلغ والبلاستيك الخشن بـ 42 دج/كلغ، وكذا الحديد الخشن بـ 12 دج/كلغ والخفيف بـ 16 دج. أما مسترجعات ألمنيوم القنينات فيُعرض بـ 45 دج، وألمنيوم القدر بـ 140 دج، فيما حُدد سعر الكرتون بـ 10 دج/كلغ، والجرائد بـ 17 دج، والورق بـ 8 دج، إلى جانب خراطيش الآلات الطابعة بـ 30 دج.

التحسيس بغرس ثقافة بيئية..

لا تنحصر مهمة "جيسيتال" في تثمين النفايات وتسييرها، فحسب، بل تساهم أيضا في الجانب التوعوي، حيث تقوم بعمليات تحسيس بحماية البيئة. وحسب المكّلف بالإعلام فإنّ "جيسيتال" تفتح أبوابها للمتمدرسين من مختلف الأطوار، خاصة مساء كل ثلاثاء وخلال العطل، بمعدل 40 مؤسّسة سنويا، حيث تمكّنهم من زيارة المركز، وتُطلعهم على المراحل التي تمر بها عملية معالجة النفايات وفرزها قبل توجيهها إلى المردم، وتزوّدهم بمطويات بها معلومات عن أهمية فرز النفايات على مستوى الأحياء لتسهيل فرزها في المركز، وغرس ثقافة حماية البيئة عند الناشئة. كما تستهدف عملية التحسيس أطفال المخيّمات خلال موسم الاصطياف. كما تشارك "جيسيتال" في الأبواب المفتوحة التي تنظمها جمعيات حماية البيئة.