بلدية عين الريش بالمسيلة

نموذج للحرمان والمعاناة

نموذج للحرمان والمعاناة
  • القراءات: 1392
جمال ميزي جمال ميزي

لاتزال المعاناة تميز المواطن ببلدية عين الريش أكثر من 135 كم إلى جنوب عاصمة ولاية المسيلة ذات الطابع الفلاحي الرعوي، والتي تضم أكثر من 23 ألف نسمة، موزعين بين قرى ومداشر وتجمعات سكانية، كراس العين والجنة وقمره قاسمهم، والتي تشترك في المعاناة، خاصة في ظل افتقار البلدية لمظاهر التمدن بداية من نقص التغطية الصحية إلى حلم غاز المدينة، الذي يسير بوتيرة ثقيلة جدا، إلى قلة المرافق الترفيهية، وشباب تنهش أجسامهم البطالة، كل هذا صنع لوحة من لوحات المعاناة، عنوانها مواطنو عين الريش يطالبون بحقهم في التنمية.

النقص في التغطية الصحية يزيد من معاناة السكان  

يشتكي المواطن بهذه البقعة الجغرافية من نقص التغطية الصحية على الرغم من توفر البلدية على عيادة متعددة الخدمات، إلا أنها لا ترقى لمستوى طموحات وتطلعات السكان خاصة أنه، حسبهم، وقت تدشينها كانت هناك تجهيزات تخص طب الأسنان وأجهزة تخص التحاليل وحتى قاعة للولادة، إلا أن نقص التأطير بها جعل المواطن ببلدية عين الريش يلجأ للبلديات المجاورة قصد تلقّي العلاج، حيث ناشدوا في هذا الإطار السلطات ضرورة فتح قاعة للولادة لتفادي تنقّل الحوامل إلى مستشفى عين الملح أو بوسعادة. وأكد الكثير منهم أن هناك حالات كادت أن تودي بحياة صاحبتهن بعد أن عانين آلام المخاض وهن في الطريق إلى المستشفى ولولا العناية الإلهية لكن في عداد الميتات، ليبقى أمل سكان البلدية تجهيز العيادة بكل ما يلزم لتغطية العجز المسجل في هذا الجانب مع ضرورة تجهيز قاعة الولادة، خاصة، يضيف المواطنون، أن الهيكل الصحي موجود ولا ينقص سوى تجهيزه بالوسائل الضرورية، وهو المطلب الذي ظلوا يرفعونه إلى الجهات الوصية التي، حسبهم، لم تحرك ساكنا، الأمر الذي أدى بهم إلى إغلاق المركز الصحي مرات ومرات.

شباب أسرى المقاهي

أما الشباب بهذه "البلدية المغبونة" التي يحلو لشبابها تسميتها، فلم يكونوا بمنأى عن الغبن والتهميش الذي طال البلدية  ليختصروا انشغالاتهم في جملة واحدة، عنوانها "هنا يفقد الطموح طموحه"، خاصة إذا علمنا أن البلدية من البلديات التي حظيت بعدة مشاريع تخص قطاع الشباب كماتيكو ومركز ثقافي ودار للشباب. ولكن، حسب العديد من الشباب، تبقى لا تلبي حاجيات شباب البلدية، وهو ما جعل الشباب في دوامة من أمره بين مرافق موجودة ولا تلبي حاجياته بالنظر إلى افتقاره للوسائل والتجهيزات، وبين بطالة خانقة، أجبرت العديد منهم على البحث عن عمل في أماكن أخرى، خاصة أن نسبة البطالة إذا ما استثنينا عمال البلدية، تكاد تقارب 100/، في حين اختار آخرون المقاهي وسرد الحكايا بعد أن وجدوا أنفسهم أسرى للمقاهي إن لم يفكر في أشياء أخرى. كما ثمّن المولعون بالكرة المستديرة الخطوة التي أقدم عليها جمع من الشباب بعد أن انخرطوا بفريق كرة قدم، لبعثه من جديد خلال الموسم الرياضي الماضي.

الحطب للطهو والتدفئة بديل للغاز 

كما لم ينس المواطنون طرح المزيد من الانشغالات خاصة ما تعلّق بمطلبهم القديم الجديد، والخاص ببعث مشروع غاز المدينة، الذي، حسبهم، أوقفت المقاولة المسندة إليها عملية الإنجاز منذ شهرين لأسباب يجهلها المواطن؛ قصد ربط سكناتهم بهذا المرفق الهام، وبالتالي الانتهاء من رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان التي يزداد الطلب عليها في فصل الشتاء، ويتضاعف سعرها مرات ومرات بالنظر إلى حاجة المواطن إلى هذه المادة الحيوية، خاصة أن المنطقة تُعرف ببرودتها شتاء، كيف لا وهي المنطقة المتاخمة لولاية الجلفة، في حين يلجأ آخرون لاستعمال مادة الحطب للطهو والتدفئة، لذلك يعلّق المعنيون الكثير في بعث المشروع.