عدد سكانها يقارب 35 ألف نسمة بعد استقبال المرحلين

نقص الوعاء العقاري يرهن المشاريع التنموية بتسالة المرجة

نقص الوعاء العقاري يرهن المشاريع التنموية بتسالة المرجة
  • القراءات: 1357
تتميز بلدية تسالة المرجة الواقعة على بعد 28 كلم جنوب الجزائر العاصمة، بأنها واحدة من بين أكبر البلديات التي احتضنت مشاريع سكنية موجهة للقضاء على السكن الهش بالعاصمة خلال سنة 2010، إلا أنها تواجه اليوم مشكل نقص الوعاء العقاري الذي عطل إنجاز مشاريع تنموية جديدة، وأثر على تجسيد العديد من المشاريع التي يتطلع إليها قاطنو البلدية في قطاعات مختلفة، لاسيما ما تعلق منها بقطاع التربية والشباب والرياضة.
سجلت تسالة المرجة بعد سنة 2010 تاريخ تسليم مشروع 1.310 وحدة سكنية اجتماعية، رحل إليها قاطنو عدد من الأحياء القصديرية الواقعة ببلديات حيدرة، اسطاوالي وسيدي أمحمد، زيادة معتبرة في عدد سكانها الذي يناهز اليوم 35.000 نسمة، حسب تقديرات مسؤولين محليين.
اكتظاظ كبير في الأقسام ولا هياكل جديدة قيد الإنجاز
تسببت هذه الزيادة في خلق ضغط على بعض المرافق العمومية في عدد من القطاعات، لاسيما ما تعلق بقطاع التربية، حيث تشهد المؤسسات التعليمية، خاصة في الطور الابتدائي والمتوسط، اكتظاظا محسوسا للتلاميذ عبر الأقسام، إذ يتراوح عددهم في الطور الابتدائي بين 45 و50 تلميذا في القسم الواحد، عبر جميع الابتدائيات التي تضمها بلدية تسالة المرجة البالغ عددها 9 مؤسسات، علما أنه لا يوجد حاليا أي مشروع قيد الإنجاز لهياكل جديدة في هذا الطور.
نفس الوضع يسجل في الطور المتوسط الذي أثر بالخصوص على التلاميذ القاطنين بمركزي سيدي عباد 1 و2، حيث يضطرون إلى قطع مسافة 4 كلم يوميا للالتحاق بمدارسهم، في ظل عدم توفر متوسطة قريبة من هذه التجمعات السكانية، رغم أن 50 بالمائة من ساكني البلدية يقطنون بهذين المركزين.
ومن بين المشاريع التي لم يتم تجسيدها أيضا بسبب غياب الوعاء العقاري بتسالة المرجة؛ ملعب جواري يضاف إلى الملعب الوحيد المتوفر لفائدة شباب البلدية و سوق جوارية ومحطة لحافلات نقل المسافرين.
وأوضح السيد عبد المجيد دقيش، نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي، بخصوص مشكل العقار، أن البلدية تعرف بطابعها الفلاحي ومعظم أراضيها عبارة عن مستثمرات فلاحية جماعية وفردية أو تابعة للخواص، وهو ما عطل سير التنمية المحلية، من خلال إنجاز مرافق عمومية جديدة بما فيها المتعلقة بقطاع التربية.
وسخرت البلدية - كما قال - من أجل مواجهة مشكل تنقل تلاميذ المزارع والأحياء البعيدة عن مركز المدينة إلى مدارسهم 7حافلات، من بينهم 600 تلميذ يقطنون بمركزي سيدي عباد 1 و2، غير أن هذا العدد من الحافلات يبقى غير كاف لاستيعاب كل هؤلاء الذين يضاف إليهم تلاميذ مزارع وأحياء أخرى بعيدة عن وسط المدينة، من بينها حي الطيب الجغلالي ورقيق ومحمد بن محمد وغيرها.
وهناك حاجة ملحة لإنجاز متوسطة بمحيط حيي سيدي عباد، علما أن دراسة وضعت لهذا المشروع، حسب نفس المسؤول، إلا أن غياب وعاء عقاري لاحتضان هذا الهيكل يبقى عائقا أمام تجسيده.
وأضاف أن قطاع التربية يعرف حاليا إنجاز ثانوية، فيما توجد اثنتان قيد الدراسة، مقابل متوسطتين تعرفان ضغطا كبيرا، بينما توجد 3 منها قيد الإنجاز، من بينها متوسطة جديدة بحي 1310 مساكن اجتماعية.
مركز سيدي عباد بحاجة إلى مرافق
يعول على هذه المشاريع لامتصاص الضغط الحاصل على الهياكل الموجودة، إلا أنها تبقى غير كافية، حسب المصدر، في ظل تزايد عدد السكان في البلدية، حيث لا يزال مشكل العقار يطرح بحيي سيدي عباد 1 و2. كما يعرف هذان التجمعان تعطل مشروع إنجاز قاعة متعددة الرياضات يطالب بها شباب المنطقة الذين يضطرون إلى التنقل إلى البلديات المجاورة لممارسة هوايتهم، علما أن مشروعا في الأفق وهو في طور الإنجاز، يكمن في قاعة للرياضات بحي 1310 مساكن، مثلما أضاف المصدر الذي أوضح أنه ستنطلق قريبا أشغال تهيئة الملعب البلدي الوحيد من خلال تجديد أرضيته وتزويدها بالعشب الطبيعي. علما أن هذا المرفق يبقى غير كاف ولا يلبي حاجيات بلدية تضاعف عدد قاطنيها من 15.000 نسمة قبل سنة 2010 ليصل اليوم إلى أزيد من 35.00 نسمة.
وقال بأن ترحيل قاطني عدد من الأحياء الفوضوية، على غرار حي وادي الخروب وفروخي ووادي الثلاثة الواقعة بوسط المدينة، سيمكن البلدية من استرجاع أوعية عقارية هامة يمكن استغلالها في إقامة مرافق عمومية جديدة.
واعتبر أن عملية ترحيل قاطني هذه الأحياء تحتاج إلى وقت وهي مرتبطة بمصالح الولاية، علما أن تسالة المرجة تحصي ما لايقل عن 1.000 سكن هش؛ 400 منها موجودة في الأحياء المذكورة.
وفي هذا الخصوص، أشار إلى وجود أزيد من 3.000 طلب على السكن الاجتماعي من قبل المواطنين، مضيفا أن توزيع حصة 932 مسكنا اجتماعيا الجاري إنجازها في البلدية، ليس من صلاحيات السلطات المحلية، إنما تعنى به الولاية.
استلام مشروع حماية المدينة من الفيضانات قريبا
من جهة أخرى، ينتظر أن تستلم البلدية قريبا مشروع حماية المدينة من خطر الفيضانات، حيث وصلت نسبة أشغال المشروع إلى 90 بالمائة، علما أنه قطاعي وبلغت تكلفته المالية 17 مليار سنتيم.
كما تجري في البلدية عملية إتمام ربط الأحياء والمراكز بالشبكات التحتية، بما فيها تجديد قنوات المياه والصرف الصحي، علما أن هذه القنوات موجودة عبر كامل البلدية، حسب السيد قديش.
وفيما يتعلق باسترجاع مشروع 100 محل مهني الذي تم إهماله في وقت سابق، قال المصدر بأن عملية الصيانة والتهيئة وربط المحلات بالكهرباء وتزويدها بالشبكات التحتية تعرف تقدما ملحوظا، وستنتهي الأشغال بها قريبا، على أن يتم تسليمها إلى أصحابها في غضون شهرين، على أكثر تقدير.
تجدر الإشارة إلى أن بلدية تسالة المرجة تابعة لدائرة بئر التوتة، يعود تاريخ نشأتها إلى التقسيم الإداري لسنة 1984، تتربع على مساحة 20.50 كلم، تتميز بطابعها الفلاحي، إلى جانب احتوائها على منطقة صناعية ينشط فيها متعاملون خواص، لاسيما في الصناعات الغذائية، كما تساهم بشكل كبير في مدخول البلدية التي بلغت ميزانيتها سنة 2014 غلافا ماليا يقدر بـ 30 مليار سنتيم.  وبدأ يسجل هناك تحول في الطابع الفلاحي بهذه البلدية التي كانت تابعة لولاية البليدة قبل أن يتم إلحاقها بولاية الجزائر في التقسيم الإداري لسنة 1997، حيث أخذت المساحات العمرانية في التوسع التدريجي على حساب الأراضي الفلاحية.