جامعة "أحمد زبانة" بغليزان
نقاش حول آفاق استغلال المياه المصفّاة في الري الفلاحي
- 137
ن. واضح
احتضنت جامعة "أحمد زبانة" بغليزان يوما إعلاميا تحسيسيا، خُصّص لموضوع استغلال المياه المستعملة المصفّاة في الري الفلاحي، بمشاركة ممثلي مختلف القطاعات؛ من باحثين وأكاديميين وإطارات بمديرية الري والموارد المائية، إلى جانب حضور ممثل والي غليزان، وإطارات من المجتمع المدني، والمهتمين بالشأن البيئي والفلاحي.
أكد مدير الجامعة أحمد بحري في هذا الصدد، على أهمية احتضان المؤسسة هذا النوع من الفعاليات العلمية، نظرا لحساسيتها في سياق التحديات المائية التي تعرفها البلاد عامة، ومنطقة غليزان خاصة، مشيرا الى أن الجامعة باعتبارها فضاءً لإنتاج المعرفة ونشر الوعي العلمي، تسعى إلى مرافقة جهود الدولة في ترقية أساليب التسيير المستديم للموارد الطبيعية، وفي مقدمتها المياه التي تُعدّ عنصرا حيويا في التنمية الزراعية والاقتصادية.
ومن جانبه، شدّد رئيس الديوان ممثّلًا لوالي الولاية، على أنّ تنظيم هذا اليوم التحسيسي يأتي في ظرف عالمي وإقليمي، يتسم بتزايد آثار التغيرات المناخية، وهو ما يفرض ضرورة التوجه نحو حلول بديلة وابتكارية لضمان الأمن المائي والغذائي، معتبرا أن استعمال المياه المستعملة المصفّاة في الري الفلاحي، أصبح خيارا استراتيجيا تتبنّاه العديد من الدول؛ لما يوفره من بديل فعّال، يُخفّف الضغط عن الموارد المائية التقليدية، ويحافظ على المخزون الجوفي.
وفي مداخلته التقنية، قدّم مدير الري والموارد المائية حوصلة شاملة حول وضعية احتياطي الولاية من المياه، مبرزا حجم الاستهلاك السنوي، واحتياجات القطاع الفلاحي الذي يظلّ المستهلك الأكبر للمورد المائي. كما تطرّق للمشاريع الجاري إنجازها، والمتعلقة بمحطات معالجة المياه المستعملة، مؤكّدا أن غليزان تتوفر على قدرات واعدة في هذا المجال، يمكن أن تساهم في تلبية جزء من الطلب الفلاحي إذا ما تم استغلال هذه المياه وفق المعايير البيئية والصحية المطلوبة.
وقد توزعت أشغال اليوم الإعلامي بين عروض علمية ونقاشات ثرية، ركزت جميعها على الآفاق التقنية والاقتصادية لاستعمال المياه المصفّاة، إضافة إلى الضوابط والمعايير المعمول بها لضمان جودة هذه المياه، وعدم تأثيرها على صحة المستهلك أو خصوبة التربة. كما تمّ التطرق للتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، وإمكانية توظيفها في مشاريع محلية، تتماشى مع خصوصيات المنطقة.
واختُتمت الفعالية بتوصيات، أبرزها ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعة والقطاعات المعنية، وتشجيع البحوث التطبيقية في مجال المعالجة وإعادة الاستعمال، إلى جانب ضرورة إدماج الفلاحين في برامج التوعية حول أهمية هذا المورد البديل، بما يضمن انتقالًا تدريجيا نحو نماذج زراعية أكثر استدامة وقدرة على مواجهة التحديات المناخية المقبلة.
...وانطلاق أسبوع المقاولاتية
كما احتضنت جامعة "أحمد زبانة" فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية 2025، في حفل رسمي نُظم تحت الرعاية السامية للوزير الأول، بالتنسيق بين مختلف هياكل الجامعة؛ على غرار مركز تطوير المقاولاتية، ومكتب الربط بين المؤسسات والجامعة، وحاضنة الأعمال، ومركز الطبع والسمعي البصري، إضافة إلى الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية NESDA فرع غليزان، وبمشاركة واسعة من الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين.
وأشرف على افتتاح التظاهرة حمدي فوزي، رئيس ديوان الوالي نيابة عن الوالي، رفقة مدير الجامعة أحمد بحريت، ومدير الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية قريش سفيان. كما حضرت الفعالية الدكتورة قصاص فتيحة عضو اللجنة الوطنية التنسيقية للابتكار وريادة الأعمال الجامعية والواجهات، إلى جانب الأمين العام للجامعة بوزار رشيد، وعميد كلية علوم الطبيعة والحياة الدكتور بغدادي جيلالي، وعدد من المديرين التنفيذيين والمسؤولين والأساتذة والطلبة.
وقد شهدت أشغال هذه الفعالية مداخلات متعددة لخبراء ومختصين في ريادة الأعمال والابتكار، فضلاً عن ممثلي الهيئات الاقتصادية والاجتماعية ومديري وكالات الدعم، الذين قدّموا عروضا حول آليات إنشاء المؤسسات الناشئة، ودور الجامعة في تمكين رواد الأعمال الشباب. كما احتضنت الكلية معرضا خاصا بالمشاريع والمؤسسات الناشئة، عرف مشاركة قوية من الطلبة حاملي المشاريع، إلى جانب مختلف هيئات المرافقة والدعم.
وشهد المعرض إقبالاً لافتا من ممثلي الهيئات المشاركة والفاعلين في الوسط الجامعي، وهو ما أتاح فرصة للتواصل، والتعارف، وبناء جسور تعاون بين الطلبة والشركاء الاقتصاديين. ويهدف الأسبوع العالمي للمقاولاتية الذي بات موعدا سنويا ثابتا، إلى تعزيز ثقافة المبادرة، وتكوين جيل جديد من رواد الأعمال، من خلال توفير فضاءات للنقاش، وتبادل الخبرات، وعرض المشاريع المبتكرة؛ دعماً للمساعي الوطنية، الرامية إلى ترسيخ اقتصاد متنوع ومستديم.
ارتفاع مقلق في قيمة الفواتير غير المسدَّدة
"سونلغاز" غليزان تطالب زبائنها بـ1.8 مليار دينار
تواصل شركة توزيع الكهرباء والغاز بغليزان حملتها التحسيسية، الهادفة إلى تحصيل مستحقاتها المالية المتأخرة لدى الزبائن، في ظل الارتفاع المقلق لحجم الديون غير المسدّدة، والتي باتت - حسب الشركة - تهدد ديمومة الخدمة العمومية، وجودتها. وكشفت الشركة أن ديونها المتراكمة بلغت رقما ثقيلًا تجاوز 1.8 مليار دينار، وهو ما وصفته بالوضع الحرج الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا.
وفي هذا السياق، وجّهت مديرية التوزيع نداءً للمواطنين، داعية إياهم إلى التحلّي بروح المسؤولية، واحترام قيم المواطنة؛ من خلال الإسراع في تسديد فواتير استهلاك الكهرباء والغاز ضمن الآجال القانونية. حيث أكدت أن استمرار تراكم الديون من شأنه التأثير مباشرة على قدراتها في تمويل عمليات الصيانة، وتطوير الشبكات، وضمان تزويد مستمر وآمن بالطاقة. وتحرص الشركة، وفق بيانها، على الحفاظ على ديمومة الخدمة العمومية التي تستلزم موارد مالية كافية لضمان الاستغلال الأمثل للشبكات، وتلبية احتياجات الزبائن دون انقطاع.
ولتبسيط عملية الدفع وتخفيف الأعباء عن المواطنين، أعلنت المديرية عن توفير مجموعة واسعة من قنوات الدفع المرنة والآمنة، من بينها الوكالات التجارية، والدفع نقدا أو عبر البطاقة البنكية (CIB) أو البطاقة الذهبية، في أي وكالة على المستوى الوطني، الى جانب مكاتب بريد الجزائر من خلال التسديد المباشر أو باستخدام تطبيق "بريدي موب "، والدفع الإلكتروني عن بُعد بتسديد الفواتير عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ "سونلغاز" باستعمال البطاقتين البنكية أو الذهبية، في إطار مسعى الشركة لتعزيز الخدمات الرقمية، وتقريبها من المواطنين. وتأمل مديرية توزيع الكهرباء والغاز بغليزان عبر هذه الحملة التحسيسية والميدانية، في استرجاع جزء معتبر من ديونها؛ ضماناً لاستمرارية خدماتها الحيوية، وتحسين نوعيتها عبر مختلف مناطق الوطن.
لضمان وصول دعم الدولة للفلاحين والمربين
لجنة ولائية لتسيير ومتابعة توزيع "النخالة"
عُقد اجتماع تنسيقي في إطار جهود تعزيز القطاع الفلاحي، ودعم المربين في ولاية غليزان، ترأّسه مدير المصالح الفلاحية للولاية لتطبيق المنشور الوزاري رقم 1 المؤرخ في 5 نوفمبر 2025، الخاص بتسيير مادة النخالة.
ويهدف هذا الاجتماع الذي حضره ممثلون عن مديرية الصناعة والتجارة ومديرو تعاونيات الحبوب والبقول الجافة والمنسق الولائي للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ومدير المصالح الجهوية للغرب بالديوان الجزائري المهني للحبوب بوهران، إلى تنصيب اللجنة الولائية لتسيير ومتابعة توزيع النخالة، ووضع ضوابط وآليات واضحة لضمان التوزيع العادل، وشفافية العملية. وتأتي هذه المبادرة استجابة للحاجة الملحّة لدعم المربين في المنطقة الفلاحية لولاية غليزان، التي تعتمد، بشكل كبير، على نشاط تربية الماشية والأغنام والأبقار. حيث تُعد مادة النخالة أحد الأعلاف الأساسية لضمان تغذية الحيوانات بشكل متوازن، وتحسين جودة الإنتاج الحيواني.
وأكد ممثل الغرفة الفلاحية خلال الاجتماع، على تعزيز العمل التنسيقي بين مختلف القطاعات والهيئات المهنية، الذي يساهم في تحسين سلسلة القيمة الخاصة بشعبة الأعلاف. ويتيح توفير الدعم الكافي للمربين في الوقت المناسب، بما يعزز الإنتاج الوطني، ويخفف من الضغوط الاقتصادية عن الفلاحين. يُذكر أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سلسلة من التدابير التي تعتمدها السلطات المحلية، لضمان استقرار السوق الزراعي، وتوفير المواد الأساسية للإنتاج الحيواني، مع التركيز على تلبية احتياجات المربين، وتحسين مردودية الثروة الحيوانية بالولاية.