مستشفى البويرة
نشاط مصلحة الأشعة يتعثر مرة أخرى
- 2428
ع. ف. الزهراء
تعثر نشاط مصلحة الأشعة بمستشفى ”محمد بوضياف” بمدينة البويرة، مرة أخرى، بعد محاولة إعادة بعثه خلال السنة المنصرمة تحت إشراف طاقم طبي يضم 3 أخصائيين، قبل أن تصبح الاستفادة من خدمات السكانير من سابع المستحيلات بهذه المصلحة، حيث أحيل الجهاز على عطلة مفتوحة بسبب نقص الأخصائيين القائمين عليه، في الوقت الذي تتوفر الولاية على 3 أجهزة للسكانير بمستشفيات البويرة والأخضرية وسور الغزلان، غير أنّها لاتزال تعاني من نقص الأخصائيين في الأشعة.
باتت الاستفادة من خدمات جهاز السكانير بمستشفى ”محمد بوضياف” بمدينة البويرة، مؤخرا، صعبة المنال في ظل غياب الأخصائيين بعد مغادرة الطبيب الأخصائي المستشفى على غرار باقي الأخصائيين المستقدمين إلى الولاية، التي يتّخذونها نقطة تحوّل وعبور نحو اختياراتهم، وهو ما انعكس سلبا على مرضى الولاية، وزاد من معاناتهم في ظل غياب البديل رغم توفّر الولاية على 3 أجهزة أخرى، كان من المفروض أن تساهم في التقليل من معاناة المرضى الذين تأجلت مواعيدهم إلى تاريخ غير محدّد، ليتبخر حلم إعادة بعث نشاط المصلحة من جديد بداية سنة 2018، بعد إصلاح العطب المسجّل، والتأكد من جاهزية السكانير للاستغلال، مع تأكيد الطاقم الطبي المتكوّن من 3 أطباء أخصائيين في الأشعة، استعدادهم لتقديم خدمات السكانير لفائدة ما يزيد عن 20 مريضا يوميا، بعد أن طال انتظار مرضى الولاية الاستفادة من خدمات هذا الجهاز الذي أثقلت مصاريفه كاهل أغلبهم.
وكان المرضى يأملون أن تدوم فرحة دخول جهاز السكانير حيز الخدمة، وأن تكون إحدى المحاولات الناجحة بعد عدّة محاولات فاشلة لاستغلاله، آخرها في جويلية 2016، حيث باشرت المصلحة عملها تحت إشراف طبيبين أخصائيين وطاقم شبه طبي يعمل طوال أيام الأسبوع، حسب مسؤول المصلحة في انتظار اعتماد المناوبة الليلية، وهو ما ينتظره سكان الولاية وحتى المناطق المجاورة لها خاصة خلال الفترة الليلية، إذ تكثر الحالات الاستعجالية بسبب حوادث المرور الخطيرة، بالإضافة إلى تأزّم حالات المرضى المقيمين بجناح الطب الداخلي، في انتظار تشغيل أجهزة السكانير عبر مستشفيات الأخضرية وعين بسام وسور الغزلان.
من جهته، أكد مدير مستشفى ”محمد بوضياف”، أن مصلحة الأشعة يتم حاليا تسييرها من طرف طبيب واحد مناوب يعمل بمستشفى سور الغزلان، ويضمن تقديم خدمات المصلحة ليوم واحد في الأسبوع، قبل أن يستفيد من العطلة، وهو الوضع الذي كان وراء طوابير وقوائم عديدة للانتظار، استلزمت تسطير برنامج بعد الاتصال بمصالح الصحة بالولاية؛ لضمان الحد الأدنى من الخدمة بهذه المصلحة التي تتوفر على جهاز سكانير وجهاز ماموغرافي وجهاز إيكوغرافي تنتظر من يسيّرها. كما كشف المدير عن ضمان المصلحة تقديم 2500 سكانير لمدة سنتين، منها 300 فحص خاص بجهاز ماموغرافيا.
كما أكّد رئيس مصلحة الهياكل والنشاط الصحي بمديرية الصحة بالولاية، أنّ مستشفيات الأخضرية وسور الغزلان والبويرة تتوفر على أجهزة السكانير، غير أنّها تعاني من مشكل نقص الأخصائيين، ففي الوقت الذي يغيب الأخصائي عن مصلحة الأشعة بمستشفى البويرة، يحاول طبيبان أخصائيان بالأخضرية ضمان تقديم خدمات هذا الجهاز، وهو ما يعرفه مستشفى سور الغزلان، الذي تشرف طبيبة أخصائية التحقت مؤخرا، على تسييره، وتضمن المناوبة بمستشفى البويرة إلى غاية استقدام أخصائي.
تجدر الإشارة إلى أنّ ولاية البويرة تحصي منذ سنة 2013، أزيد من 700 حالة إصابة بالسرطان، منها قرابة 200 حالة منذ 2015، خاصة سرطان الثدي عند النساء، وهي الشريحة التي تشكو قلة الإمكانيات بمصلحة الأورام السرطانية بمستشفى البويرة، سيما ما يتعلق بنقص الأطباء الأخصائيين، ونقص بأعوان شبه الطبي والتجهيزات وكذا الأدوية التي تجد المصلحة صعوبة في توفيرها في ظل الاستهلاك الكبير بسبب الإقبال المتزايد يوميا، وهو ما يستدعي توسيع المصلحة لضمان تكفّل أكبر وتقديم خدمات أحسن لهذه الشريحة التي تعاني في صمت وتتشبث بحبال الشفاء. ويبقى أنّ المصلحة ساهمت إلى حدّ ما، في التقليل من معاناة تنقلاتهم الدائمة نحو مستشفيات أخرى بالوطن رغم التوقف المتكررة منذ تاريخ استحداث المصلحة سنة 2008، بتكلفة مالية فاقت 230 مليون دج.