محلات بيع الأعشاب والخلطات الطبيعية بالعاصمة

نشاط تجاري خارج التصنيف والمراقبة

نشاط تجاري خارج التصنيف والمراقبة
  • القراءات: 664
❊ استطلاع: رشيد كعبوب ❊ استطلاع: رشيد كعبوب

انتشرت في السنوات الأخيرة، الكثير من محلات العطارة المتخصصة في بيع الأعشاب الطبية والزيوت النباتية، والخلطات التجميلية والغذائية، وأصبحت تنافس الصيدليات، حيث يلجأ إليها المواطنون من المرضى وغير المرضى، هروبا من مضاعفات الأدوية الكيماوية، وآخرون بسبب العجز المالي عن اقتناء ما يستلزم من الأدوية.

دخلت المساء بعض المحلات بالعاصمة، لتقف على واقع هذه التجارة، حيث لاحظنا إقبالا كبيرا من طرف النساء، اللواتي يقصدن هذه المحلات لاقتناء مواد ومساحيق تجميلية بيولوجية، مثلما سجلناه في محل مشهور بشارع ديدوش مراد، الذي تخصص منذ أكثر من سنة، في بيع كل أنواع المستحضرات والمستخلصات النباتية، ويظهر، حسبما رأيناه في هذا المحل، أن أغلب المنتجات المعروضة مستوردة من الخارج، لاسيما الدول العربية، كمصر، سوريا، المغرب، ومن آسيا كالهند ماليزيا  بالخصوص، فيما بدأت بعض المنتجات المحلية تنتشر، ومنها إحدى المؤسسات الناشئة في ولاية البليدة، التي اختصت في صناعة الزيوت والمستخلصات النباتية، لاسيما تلك المطلوبة بكثرة، كزيت السدرة، الضرو، الريحان... وغيرها.

الإقبال له أسباب..

أكد بعض الموطنين الذين التقته المساء بعطارات العاصمة، أنهم يلجأون إلى هذه المحلات لعدة أسباب، منها أنهم جربوا منافع هذه المواد الطبيعية، التي لم تخالطها مواد كيماوية، وما زاد في اقتناعهم؛ انتشار ثقافة الطب التكميلي، وسهولة التفاعل، عبر الأنترنت مع الأخصائيين في التداوي بالأعشاب والخلطات.

قال سعيد. ب«، الذي كان ينوي شراء زيت الضرو التي تفيد في معالجة السعال، بمحل في شارع حمد حماني في الجزائر الوسطى، أنه جرب منذ سنوات الأدوية الطبيعية، واكتسب خبرة في مجال الوقاية من الأمراض، بفضل اطلاعه المتواصل على أهم النباتات الطبية التي تساعد الإنسان على الوقاية من الأمراض، وتساهم بشكل فعال في علاج العديد من الأعراض الصحية. يؤكد محدثنا أن هناك فئة أخرى من المواطنين، الذين لم يحصلوا على نتائج كافية لإزالة ما بهم من أمراض، عن طريق العقاقير الكيمائية، حيث وجدوا ضالتهم في مثل هذه المحلات، التي صاروا يستلهمون وصفاتها من خبرات الآخرين، ويجدون المساعدة بسهولة، عن طريق الاستشارات الطبية في مجال الطب البديل، خاصة أمام سهولة الاتصال، ليس على المستوى المحلي، بل الدولي.

لا ينفي آخرون أن الأدوية المصنعة صارت في غير متناول الجميع، لاسيما أن المريض صار يدفع فاتورة الفحص الطبي والتحاليل، وقد لا تكفيه الأموال لشراء ما يلزم من الأدوية، بالتالي يلجأ البعض إلى تعويض الأمر، بالإقبال على مثل هذه المحلات، لتلبية احتياجاتهم.

مراقبة المواد المعروضة واجبة..

في الوقت الذي تطالب منظمة حماية المستهلك بضرورة تنظيم شعبة الأعشاب، لما تستقطبه من أعداد كبيرة من المرضى، ورقم أعمال العشابين الذي يقدر بالملايير، لتفادي حدوث كوارث صحية، فإن قطاع الصحة في هذا المجال غائب تماما، رغم أن هذه السلع المروجة، تخص صحة الإنسان، وتصنف مثل التوابل الموجهة للغذاء، ومن المفروض، حسب بعض الصيادلة الذين حاورناهم في هذا المجال، أن يتم الفصل بين المواد المعروضة، لاسيما ما يخص الخلطات التي يتم إنتاجها، بجمع العديد من المواد الطبيعية وإخضاعها للمخابر، والتأكد من مكوناتها الحقيقية، ومنع محاولات الغش، مثلما هو مطبق على السلع الاستهلاكية الأخرى مثلا، لأن تركها بدون مراقبة، يعرض بالتأكيد المستهلك للتسمم أو أعراض جانبية غير محمودة.

الصيادلة: المنافسة غير متكافئة

يبدو أن الصيادلة الذين صارت محلات العطارة تزاحمهم، لا يقبلون بمثل هذه التجارة، ويعتبرونها منافسة غير شريفة، حسبما ذكره لنا بعضهم، مبررين ذلك بكون المواد المعروضة، خاصة تلك التي تم التصرف في تصنيعها، وأنه من أجل ترقية هذه المواد الطبيعية، يجب أن تخضع لعدة معايير، حتى تصبح تحت مسؤولية وزارة الصحة، مثلما هو الشأن بالنسبة للأدوية الطبية وشبه الطبية والمكملات الغذائية، التي تباع بشكل قانوني في الصيدليات دون غيرها.

صادفنا بإحدى الصيدليات في شارع ديدوش مراد بالعاصمة، وجود ممثلي بعض الشركات المختصة في الترويج للمكملات الغذائية، وأخرى لمواد التجميل، الذين سألناهم عن محلات بيع الأعشاب والمستخلصات النباتية، فذكروا لنا أن الفرق واضح بين السلع التي تباع في الصيدليات، (طبية وشبه طبية)، تخضع لمعايير السلامة والجودة ومجربة في الميدان، وتحوز شهادات مطابقة دولية من منظمة الصحة العالمية، وبين المواد المعروضة بالعطارات، التي لا تخضع لمثل هذه المعايير.

قالت إحدى المختصات في البيولوجيا، ممثلة لإحدى الشركات الوطنية في صناعة الأدوية، التي شرحت الفرق بين السلعتين، مشيرة إلى أن هذه التجارة غير مقننة في الجزائر، مثلما هو الشأن في الخارج، لاسيما تلك المواد التي يقوم المصنعون بالتصرف في طبيعتها وشكلها، سواء كانت زيوتا أو مستخلصات أو غيرها، لأنه في هذا الصدد، يطرح مشكل الجودة والنوعية، التي تميز بين المؤسسات المنتجة.