أشرف والي بسكرة، عبد الله أبي نوار، نهاية الأسبوع المنصرم، رفقة السلطات المحلية بقاعة الفكر والأدب، على حفل إحياء اليوم الوطني للصحافة، مهنئا المنتمين لمهنة المتاعب، موجها تحية إجلال وإكبار لكل الصحفيين، حتى الذين اعتزلوا العمل لسبب أو لآخر، نظير ما قدموه لصالح ولاية بسكرة. أوضح والي بسكرة، أن عمل الصحافة جبار، باعتبار أنه يقرب الإدارة من المواطنين ومصالح الدولة، ونقل انشغالات السكان بكل مصداقية وواقعية إلى السلطات المعنية، من أجل اتخاذ القرارات اللازمة والتكفل التام بها، مضيفا أن هناك عمل تكاملي بين الصحافة والسلطات العمومية، مؤكدا أن الطرفين في خدمة المواطن.  

قال مدير إذاعة الجزائر من بسكرة، عبد الحق فكرون، في مداخلة حول الإعلام الإذاعي والتنمية، أبرز فيها أهمية قطاع الإعلام في تنوير الرأي العام حول آخر المستجدات، ونقل انشغالات المواطن للجهات المعنية، باعتباره رأس المال، على حد تعبيره، مضيفا أن الإذاعة الوطنية ببسكرة كباقي المؤسسات، تحيي اليوم الوطني للصحافة الموافق لـ22 أكتوبر من كل سنة، ذكرى عزيزة، مهنئا كل الزملاء في كل المواقع، مضيفا أن البرنامج الأثيري مفتوح وأبواب مفتوحة يعرض فيها التجهيزات ووسائل العمل، متبوعة بندة ينشطها الاستاذ فوزي مصمودي بمداخلة حول الإعلام المحلي ببسكرة.   

قال الأستاذ فوزي مصمودي، في محاضرة بعنوان "تاريخ الصحافة ببسكرة"، أنه اجتهد من أجل إبراز دور منطقة الزيبان في تفعيل الصحافة الوطنية، خلال الحقبة الاستعمارية، خاصة أن المنطقة إبان الحقبة الاستعمارية كانت مدرسة فعلا للصحافة، مشيرا إلى الكم الهائل من الجرائد التي ظهرت خلال سنوات العشرينات والثلاثينات، وحتى الأربعينات، على غرار جريدة "صدى الصحراء"، أول جريدة 1925، جريدة "الحق"، وجريدة "الإصلاح" يصدرها الشيخ الطيب العقبي، وجرائد ساخرة كاريكاتيرية، منها جريدة -ضربة بخيزرانة- و-الكود بومبو- سنة 1934، باللغتين العربية والفرنسية، لأحمد سفير العربي.

أضاف في معرض مداخلته، أن بعض الصحفيين من أهل بسكرة، الذين لم يتسن لهم إصدار الجرائد بعاصمة الزيبان، تنقلوا إلى العاصمة وقسنطينة وحتى سيدي بلعلباس، على غرار رائد الصحافة الوطنية محمد السعيد الزاهري، وعبد الحفيظ بلهاشمي الطولقي، الذي أسس أول جريدة يومية جزائرية، وهي أطول جريدة من حيث الإصدار، من 1919 إلى عام 1956، لافتا إلى أن بسكرة فعلا، كانت رائدة في الصحافة الوطنية التي كانت إحدى أهم روافد الحركة الوطنية والحركة الإصلاحية.