تعطلت بسبب كورونا وتحمل انشغالات ونقاط ظل

ندوة التنمية بالعاصمة.. هل تُعقد قبل انتهاء العهدة الانتخابية؟

ندوة التنمية بالعاصمة.. هل تُعقد قبل انتهاء العهدة الانتخابية؟
  • القراءات: 799
 رشيد كعبوب رشيد كعبوب

وضع المجلس الشعبي لولاية الجزائر في أجندته لمناقشة ملف التنمية المحلية في الندوة التي يُفترض تنظيمها قبل نهاية هذه العهدة الانتخابية، عدة نقاط تشكل الانشغال الأكبر للساكنة؛ إذ سيتم، خلالها، تشريح الوضعية التنموية بعاصمة البلاد التي تُعد من الحواضر الكبرى، وتحظى باهتمام خاص من قبل الحكومة، واستدراك النقائص المسجلة التي زادت جائحة كورونا من حجمها.

حسب نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي حكيم كريدي المكلف بالتنمية المحلية والاستثمارات والتشغيل وتهيئة الإقليم والنقل والسياحة والصناعات التقليدية، فإن ندوة التنمية المحلية التي كان مقررا عقدها في فيفري من السنة الماضية، تعطلت بسبب جائحة كورونا، واستحال تنظيم هذا اللقاء الذي يجمع مختلف الفاعلين المحليين بولاية الجزائر؛ من منتخبين وهيئات تنفيذية، مشيرا إلى أن لجان المجلس التي نظمت عدة خرجات ميدانية وعقدت لقاءات مع مسؤولي القطاعات والمجالس البلدية المنتخبة، أعدت تقاريرها عن وضعية كل قطاع؛ تحسبا للندوة. وأفاد المتحدث بأن من أهم القطاعات التي تشكل انشغال المواطنين السكن، والصحة، والري، والنقل والمرور، فضلا عن القطاعات الأخرى التي لا تقل أهمية؛ كالتربية، والبناء والتعمير، والشباب والرياضة، التي تلقّى المجلس، بشأنها، عدة طلبات وشكاوى واقتراحات، تم أخذها بعين الاعتبار في التقارير النهائية للجان المجلس.

وبخصوص ملف السكن بولاية الجزائر، يسجل المجلس الشعبي الولائي تأخر عملية توزيع 3 آلاف سكن بصيغة العمومي الإيجاري، موزعة على 57 بلدية بالعاصمة، بما يعادل 50 بالمائة من الحصة المبرمجة، والتي انتهت أشغالها، وتم تسليمها منذ أعوام. ويشكل هذا الملف، حسب السيد كريدي، هاجسا كبيرا بالنسبة للمجالس البلدية بالنظر إلى ما يترتب عن عملية التوزيع من مشاكل وطعون وفوضى تحدث هنا وهناك. ويأمل المجلس أن يتم الإفراج عن قوائم المستفيدين، وتوزيع مفاتيح الشقق قبل انتهاء العهدة الحالية. كما يشكل ملف النقل وحركة المرور بالعاصمة، نقطة سوداء، سيما أمام تأخر إنجاز بعض الهياكل القاعدية الأساسية، وعلى رأسها المحطة متعددة الأنماط ببئر مراد رايس، التي تأخر مشروع إنجازها، والتي يُفترض أن تدخل حيز الخدمة نهاية السنة القادمة، ومن شأنها، كذلك، ضمان سيولة مرورية، وتفادي الاختناق المروري؛ من خلال استحداث ممر أرضي متعدد الطوابقوفي السياق نفسه، لم يُخف النائب كريدي حاجة العاصمة إلى الإسراع في إنجاز حظائر ذات طوابق لركن السيارات بالضواحي، وتفادي التنقل إلى وسط العاصمة بواسطة السيارات التي غزت الطرقات والأرصفة، وهو البرنامج الذي لم يتجسد؛ ما أبقى على ظاهرة الزحمة وتلوث البيئة، ولم تنفع معها مخططات المرور والنقل والتنقل.

أما قطاع الشباب والرياضة بالعاصمة فقد أخذ أيضا حيزا هاما من ملفات المجلس الشعبي الولائي، سيما ما تعلق بالمشاريع الشبانية التي تعطلت، والأخرى التي لم تنطلق بعد، ابتداء بملعب براقي الذي تجاوز أجله بسنوات طويلة ولم يسلَّم إلى حد الآن، ومرورا بملعب بوشاوي بالشراقة الذي يشهد تأخرا أيضا. ومن المنتظر أن يكون ملف العقار وتنظيم الإطار المبني، محل نقاش كبير في الندوة المرتقبة، خاصة أن العاصمة نفدت بها المساحات والجيوب العقارية، وتشبعت بها المناطق ذات الطابع العمراني؛ بدليل أن ولاية الجزائر صارت تنجز بعض مشاريعها السكنية بولايات مجاورة؛ كالبليدة وبومرداس، وهو ما جعل المجلس الشعبي الولائي بالعاصمة، يوصي بضرورة استغلال كل الأراضي المسترجعة من عمليات الترحيل، في إنجاز مساحات خضراء ومرافق عمومية يحتاج إليها المواطن.

وإلى جانب ذلك، يُعد العقار السياحي من بين الاهتمامات الكبرى التي تشغل بال المسؤولين والمستثمرين معا. وبشأن هذا الملف، أوضح النائب كريدي أن العديد من المستثمرين يرغبون في تجسيد مشاريعهم، المتمثلة في إنجاز فنادق سياحية، وبيوت للشباب وقاعات عصرية متعددة الرياضات، وتفعيل فضاءات الاستجمام الموجودة، بما يستجيب لتطلعات العاصميين والزوار. ومن المنتظر أن يتم خلال الندوة المرتقبة أيضا، مناقشة ملف التشغيل، وما يتطلبه من توفير مناصب شغل، ودعم الشباب في إنجاز مشاريعهم في إطار الأجهزة المعروفة؛ كالوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (أونساج سابقا)، والوكالة الوطنية للتأمين عن البطالة "كناك"، والوكالة الوطنية لدعم القرض المصغر "أونجام". وفي هذا الصدد، أكد المتحدث أن هناك بعض المستثمرين في ميدان رسكلة النفايات، راسلوا المجلس الشعبي الولائي يناشدون الجهات الوصية، دعمهم، سيما أنهم يوفرون مناصب شغل، ويساهمون في فرز النفايات واستغلالها.