تراجع كبير في إنتاج المحاصيل الكبرى بقالمة

نحو جني مليون قنطار من الطماطم الصناعية هذا الموسم

نحو جني مليون قنطار من الطماطم الصناعية هذا الموسم
  • القراءات: 886
وردة زرقين وردة زرقين

قدّرت المصالح الفلاحية بولاية قالمة، إنتاج الطماطم الصناعية لهذا الموسم، بمليون و332 ألف قنطار، فيما الكميات المجنية إلى حد الآن، 1626 قنطار، وسط تنبؤات بتسجيل تراجع كبير في الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية، علما أن حصيلة الموسم الفلاحي الماضي 2022 - 2023، أشارت إلى تحقيق إنتاج قُدر بمليون و92 ألفا و50 قنطارا ، وبمردود 676 قنطار في الهكتار؛ إذ بلغت المساحة المغروسة 1665 هكتار.

استنادا للمصالح الفلاحية بقالمة، فقد سُجل تراجع كبير في المساحة المزروعة، وفي مردود إنتاج الطماطم الصناعية مقارنة بالسنوات الفارطة؛ بسبب نقص المياه وعملية السقي، وشح تساقط الأمطار، التي حالت دون ذلك، وكذا تراجع منسوب سد "بوهمدان" المموّن الرئيس للسقي الفلاحي بالولاية.

وساهمت هذه الظروف، بشكل كبير، في تراجع المساحة المزروعة، خاصة الطماطم الصناعية التي تحتاج إلى نشاط هيدرو- غرافي قوي بالحوض الممتد من سهل الجنوب الكبير على الحدود مع ولاية قسنطينة، إلى غاية الحدود مع ولاية سكيكدة، وإلى غاية بوشقوف في الجهة الشرقية مع ولاية سوق أهراس؛ ما أدى إلى تخوف الفلاحين من غرس الطماطم، وتقليص المساحة المزروعة.

وأوضح المصدر أن حملة الغرس تزامنت مع سقوط الأمطار، لكن الفيضانات أثرت سلبا على المساحة المزروعة.  والجدير بالذكر أن ولاية قالمة تحولت في السنوات الأخيرة، إلى قطب زراعي كبير، وقاعدة للصناعات الغذائية، خاصة في إنتاج الطماطم الصناعية؛ حيث تجاوز الإنتاج المحقق 3 ملايين قنطار في الموسم. واحتلت الولاية بذلك، المراتب الأولى وطنيا لسنوات عديدة من حيث المردود.

وأضاف المصدر أن كمية الطماطم المحوَّلة بلغت أزيد من 537 ألف قنطار، منها ما يزيد عن 446 قنطار داخل الولاية، وأزيد من 69 ألف قنطار خارج الولاية في وحدات سكيكدة، وعنابة والطارف. أما الكمية الطازجة التي تم تسويقها إلى السوق، فبلغت 555 ألف قنطار. ويقدر عدد مصانع التحويل بـ 7 مصانع، منها 5 داخل الولاية.

تخصيص 88 ألف هكتار لزارعة الحبوب

في سياق آخر، أعطيت، مؤخرا، رسميا، إشارة انطلاق حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2023- 2024، من المعهد التكنولوجي المتوسط الفلاحي بولاية قالمة، بمشاركة كافة الفاعلين في المجال الفلاحي.

وتتوقع مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، زراعة 88 ألف هكتار من الحبوب بجميع الأصناف؛ كالقمح الصلب واللينّ والشعير خلال هذا الموسم. وتبقى المساحة قابلة للزيادة لتفوق 95 ألف هكتار، لا سيما شعبة الحبوب، التي تُعد من الشعب الفلاحية الاستراتيجية بالولاية؛ حيث تشغل معظم المساحة الفلاحية المستغلة.

وخلال زيارتها لمختلف الأجنحة بالمعرض الفلاحي على مستوى المعهد الفلاحي، دعت والي قالمة حورية عقون، إلى تسخير كل الوسائل والبذور والأسمدة لإنجاح الموسم الفلاحي، وتحفيز الفلاحين، ومرافقتهم لتحقيق الأهداف المسطرة خلال هذا الموسم، مؤكدة أن مرافقة الفلاحين وحرصها على تشجيع الاستثمار الفلاحي، يدخلان في صلب اهتمامها.

ولإنجاح الموسم الفلاحي، وفرت السلطات المحلية كافة وسائل الإنتاج من البذور والأسمدة ذات الجودة بكميات معتبرة؛ إذ تتوفر تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقالمة، على 86 ألف قنطار من جميع البذور للقمح الصلب والليّن والشعير، وما يفوق 43 ألف قنطار من أسمدة الفوسفات الآزوتية على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة. والكمية قابلة للزيادة كلما اقتضت الضرورة، حسب ما صرح بذلك مدير المصالح الفلاحية لولاية قالمة رشيد رحامنية لـ"المساء".

ومن جانب آخر، تم تسخير كل الإمكانات والعتاد الفلاحي اللازم؛ إذ تتوفر الحظيرة الفلاحية للولاية على ما يفوق 3 آلاف وحدة جرار. كما تتوفر الولاية على قدرات تخزين الحبوب بما يفوق مليونا و200 ألف قنطار، فضلا عن تدعيم الولاية مؤخرا، بـ 9 مستودعات لتخزين الحبوب، بقدرة استيعاب تقدر بـ 540 ألف قنطار، سيُشرع في إنجازها في القريب العاجل، بغلاف مالي قدره 227 مليار سنتيم، بالإضافة إلى صومعة استراتيجية بسعة مليون قنطار. كما تحرص السلطات المحلية على ربط أزيد من 500 مستثمرة فلاحية بالكهرباء عبر 15 بلدية.

وبخصوص التسهيلات ومنح قروض المرافقة للفلاحين، أوضح المتحدث أنه تم الشروع في تعويض الفلاحين المحصيين والمتضررين جراء سوء الأحوال الجوية، مع منح البذور والأسمدة؛ إذ تمت المصادقة على كافة القوائم من المتضررين من الجفاف. وبلغ عدد الفلاحين المتضررين على مستوى ولاية قالمة، 3500 فلاح، مؤكدا أن العدد قابل للزيادة. وقال إن تعاونية الحبوب والبقول الجافة "باشرت عملية تسديد مستحقات الفلاحين. وإلى حد الآن تم تسديد ما يقارب 24 مليار سنتيم". والعملية متواصلة لتسديد مستحقات كل الفلاحين المتضررين بدون احتساب الغلاف المالي.

وأضاف رشيد رحامنية أن الكمية التي تم تسويقها إلى تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقالمة، بلغت 237 ألف قنطار، منها ما يقارب 200 ألف قنطار بذورا منتجة، تم تحويلها إلى الديوان الجهوي لتغذية الأنعام. وتم تخليص الفلاحين بقيمة 4 آلاف دينار للقنطار.

يُذكر أن الطبعة الثلاثين لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي التي حملت هذا العام شعار "الابتكار والتكنولوجيا الزراعية من أجل مواجهة آثار التغيرات المناخية"، نظمتها مديرية المصالح الفلاحية، بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية لولاية قالمة.

إنتاج 145 قنطار من "دوار الشمس" و100 قنطار من "السلجم الزيتي"

وأعلنت المصالح الفلاحية بولاية قالمة، عن تجربة إنتاج "عباد الشمس" الذي يُعرف بـ"دوار الشمس"، محققة هذا الموسم، ما يقارب 145 قنطار، فيما بلغت المساحة المزروعة 10.30 هكتارات على مستوى المزرعة النموذجية "ريشي عبد المجيد".

وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها على المستوى المحلي. وتندرج في إطار تشجيع وتطوير محصول "دوار الشمس"؛ للتقليل من فاتورة استيراد الزيت. وقد تمت زراعة عباد الشمس في بداية شهر مارس الفارط، فيما انطلقت عملية الحصاد في بداية شهر أوت المنقضي.

وأوضحت خضرة حامي، رئيسة مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بولاية قالمة، أن القائمين على قطاع الفلاحة، وصفوا الإنتاج بـ "المقبول" بالنظر إلى الظروف التي عرفتها الولاية بسبب شح الأمطار، مشيرة في حديثها إلى "المساء"، إلى انخراط فلاح واحد في زراعة "دوار الشمس" المتمثل في المزرعة النموذجية المذكورة، فيما تعمل المصالح الفلاحية بالولاية، على تشجيع المنخرطين في هذه الشعبة، مع تسجيل زيادة في المساحة المزروعة.

وبخصوص زراعة "السلجم الزيتي"، فقد بلغت المساحة المزروعة لهذا الموسم، 22 هكتارا، بإنتاج متحصل عليه يزيد عن 100  قنطار. وانخرط في زراعة "الكولزا" فلاح واحد. وتوزعت المساحة المزروعة على 10 هكتارات على مستوى بلدية جبالة، و12 هكتارا على مستوى بلدية بلخير، فيما توقعت المصالح الفلاحية بقالمة، إنتاجا وفيرا، لكن سوء الأحوال الجوية حال دون ذلك؛ بسبب شح تساقط الأمطار، حسب المتحدثة.