بعد عمليات رقابة مشددة

نحو إغلاق عشرات آبار المياه الجوفية في وهران

نحو إغلاق عشرات آبار المياه الجوفية في وهران
  • القراءات: 2505
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

قامت مصالح مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية وهران، خلال هذا الأسبوع، بعدة عمليات مراقبة مشددة على مستوى مختلف أماكن تواجد الآبار الخاصة بجلب المياه للمواطنين بعد انقطاع المياه عن أحياء 12 بلدية بولاية وهران.

وفي هذا السياق تعمل مصالح مديرية الصحة بالتنسيق مع تقنيي بلدية وهران العاملين في مجال الرقابة، على التأكد من سلامة وصحة المياه التي يتم جلبها وبيعها للمواطن في ظل الانعدام الكلي للمياه بوهران؛ جراء العطب الكبير الذي أصاب محطة الضخ ونقل المياه بولاية وهران؛ ما أسفر عن انقطاع المياه لمدة تزيد على أسبوع كامل، عن مواطني الولاية.

وفي الوقت الذي استغل بائعو المياه الصالحة للشرب الفرصة من أجل تحقيق الكسب الكبير عبر خزاناتهم وشاحناتهم، تقوم مصالح مديرية الصحة بعملية مراقبة في عين المكان على مستوى مختلف الآبار المنتشرة عبر تراب البلدية على وجه الخصوص، لاسيما على مستوى منطقة كوكا التي تعرف انتشارا كبيرا للآبار التي يتم جلب المياه الصالحة للشرب إليها، والاستهلاك منها.

وفي هذا السياق، قام الأعوان إلى غاية الآن بمراقبة ما لا يقل عن 12 بئرا من أصل 23 تتواجد على مستوى منطقتي الحاسي وكوكا غرب وهران، والتي يتم من خلالها تزويد مختلف أحياء مدينة وهران بالمياه الصالحة للشرب، وعليه فإن مختلف التحاليل التي تتم على مستوى المخابر العلمية المهيأة لهذا الغرض، سيتم تجسيدها ميدانيا؛ من خلال مواصلة السماح باستغلال المياه في حال صحتها، أو إغلاق الآبار التي يثبت أنها غير صالحة، والتي سيتم ردمها نهائيا؛ حفاظا على الصحة العمومية.

وحسب الأنباء الواردة من المخابر المختصة في التحاليل، فإنها تؤكد وجود نسبة مرتفعة من مادة النيترات على مستوى عدد من الآبار، الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار؛ كون هذا المشكل راجع بالأساس إلى تلوث المياه بسبب الاستعمال المفرط للفلاحين الكثير من الأسمدة بشكل مرتفع نسبيا؛ ما جعل المياه الجوفية تتلوث مع مرور الوقت بشكل تدريجي، وهو ما يفسر عودة ظهور بعض الأمراض والأوبئة التي كان يعتقد الكثير من الأطباء أنها زالت.

وعلى هذا الأساس، فإن مصالح البلدية التي تعمل دوما بالتنسيق مع مصالح مديرية الصحة، تنصح بائعي المياه الصالحة للشرب، بمراقبة مياهها مع ذكر البئر التي تُجلب مياهها منها، من أجل تسهيل عمل المراقبين ومختلف الأعوان المكلفين بذلك؛ ما من شأنه أن يترك آثارا سلبية على الصحة العمومية على وجه العموم.

وفي هذا الصدد، تعمل المصالح البيئية المختصة على مراقبة كل الآبار، والسعي إلى تنظيم الحملات التحسيسية الخاصة بنظافة المياه المستهلكة، والموافقة على النتائج الإيجابية للمخابر التي تؤكد سلامة المياه، من أجل الموافقة على استهلاكها، أو التوقف التام عن استغلال الآبار التي تم منها جلب المياه التي يُعتقد أنها ملوّثة.