المندوب الولائي لوسيط الجمهورية ببومرداس علي بوسعيدي:

نتأسف لتعامل بعض الإدارات بمنطق الندية مع المندوبية

نتأسف لتعامل بعض الإدارات بمنطق الندية مع المندوبية
  • القراءات: 366
حنان. س حنان. س

المندوبية تستقبل حوالي 70 شكوى أو طلب تدخّل أيام الاستقبال

أسباب تعطل بعض الاستثمارات شخصيةٌ... ولا بد من تغيير الذهنيات بومرداس تفتقر لمرافق هامة

دعا مندوب وسيط الجمهورية لولاية بومرداس، علي بوسعيدي، الإدارة للانفتاح أكثر على الحركة التنموية التي تعرفها الولاية منذ سنوات، مبديا امتعاضه الشديد من العراقيل التي تعترض بعض ملفات الاستثمار، والتي قال إن البيروقراطية تقف وراء ذلك، معتبرا أن الأسباب في بعض الأحيان، واهية؛ على غرار الاختلافات الشخصية أو السياسية، أو حتى عدم المعرفة المسبقة لبعض رؤساء المصالح، بالمستجدات. كما تأسف لتعامل بعض الإدارات بمنطق الندية مع المندوبية رغم أن هذه الهيئة استُحدثت للعمل المشترك والتكاملي.

تسجل مندوبية وسيط الجمهورية بولاية بومرداس، ما بين 60 و70 مواطنا يقيّدون شكاواهم أو طلبات مختلفة خلال يومي الاستقبال، وهو رقم وصفه المندوب الولائي علي بوسعيدي، بـ"الهائل"، مضيفا خلال استضافته في حصة "ضيف التحرير" بالإذاعة الجهوية، أن ما بين 35 و40٪ من الحالات، تتطلب تقديم عريضة، فيما لفت إلى أن طبيعة الشكاوى تختلف باختلاف المناسبات؛ ما بين شكاوى حول السكن، والملفات الكبرى؛ كالاستثمار.

وفي هذا الإطار، أكد بوسعيدي أن رئيس الجمهورية لما قرر استحداث وساطة الجمهورية كهيئة تعمل بالتكامل مع الإدارة بهدف إيجاد حلول واقعية، كان على علم مسبق بأن الإدارة فيها اختلالات، "ولكن ما نراه اليوم، هو تعامل بعض الإدارات بمنطق الندية مع مندوبية وسيط الجمهورية".

وأبدى المسؤول، في هذا السياق، تأسفه الشديد لهذه الذهنية التي تعيق ـ حسبه ـ الحركة التنموية التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة. وكشف المتحدث عن استقبال هيئته ما بين 350 و450 مستثمر في كل المجالات، معتبرا أن القاسم المشترك بينهم هو العزيمة القوية لديهم للمشاركة في التنمية المحلية، وتقوية الاقتصاد الوطني، غير أن الواقع ـ يضيف ـ يشير إلى تعطل كثير من مصالح هؤلاء تحديدا؛ بسبب تعنت بعض الإدارات على مستوى الولاية، مردفا: "أنا أوجه من هنا، رسالة إلى بعض الإدارات؛ لإعادة النظر جديا، في طريقة التعامل مع مصالح المواطنين... وأعتقد أن أي عامل بالإدارة لو يتأخر راتبه الشهري يوما وحدا، يقيم الدنيا ولا يقعدها، ولكنه، في المقابل، قد يكون سببا في تعطل استثمار بالملايير، وهذا نتأسف له حقا".

ويعتقد السيد بوسعيدي، في هذا الصدد، أنه أصبح من الأهمية بمكان، إعادة ضخ دماء جديدة في بعض المصالح، تكون مطلعة على المستجدات؛ حتى ترقى إلى مستوى التعامل الجدي مع ملفات التنمية الكبرى، التي فتحتها الجزائر على أكثر من صعيد.

وفي المقابل، أبدى المندوب الولائي لوسيط الجمهورية، تفاؤله بتنامي الحس المدني عند سكان بومرداس؛ من خلال عدد من الشكاوى المقيدة لدى مصالحه، والتي تهتم بالبيئة والمحيط الحضري، قائلا بأن هذه الأخيرة "تشكل نسبة 5 ٪ من جملة الشكاوى أو الطلبات. وضرب مثلا في هذا السياق، بشكوى تتعلق بالتعدي على أشجار مُعمّرة، بالقطع ببلدية برج منايل. كما سُجلت لديه شكاوى تتعلق بالمحيط الحضري بأغلب البلديات، وبعاصمة الولاية على وجه التحديد. هذه النقطة تحديدا، أوضح المسؤول بشأنها، أنها أصبحت تتطلب جدية بالغة للتعامل معها.

وصنف بوسعيدي بومرداس بأنها تفتقر للعديد من المرافق التي تؤهلها، حقا، للارتقاء إلى مصاف ولاية بالرغم من مؤهلاتها الكبيرة؛ قال: "بومرداس بقيت على شكلها بدون أي تطور منذ نشأتها في 1984"، مضيفا: "كل الولاية تقريبا عبارة عن أحياء مراقد، تنعدم فيها، مثلا، قاعات سينما، بل لا يوجد بها حتى محطة برية ترقى إلى حجم عاصمة الولاية. كما ينعدم سوق يومي أو أسبوعي بصفة كلية، وهذا غير مقبول!".

وختم بوسعيدي حديثه بتوجيه رسالة قائلا: "أعتقد أن علينا جميعا التفكير بجدية في هذه النقاط؛ سواء مسؤولين أو جمعيات، في لقاء تشاوري يضم الجميع"..