فيما تتواصل الأزمة بوهران

مياه مجهولة المصدر بأثمان باهظة

مياه مجهولة المصدر بأثمان باهظة
  • القراءات: 536
رضوان. ق رضوان. ق

تشهد تجارة الماء عن طريق الصهاريج بولاية وهران، منذ أسابيع، انتعاشا كبيرا، جراء الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية من قبل المواطنين، بعد الأزمة الكبيرة التي شهدتها الولاية، خاصة في الأحياء السكينة التي حرمت بها سكنات الطوابق العليا من العمارات من الماء، لأزيد من 10 أيام، أمام مخاوف من انعكاسات استعمال مياه الصهاريج التي قد تفتقر لشروط النظافة.

تشهد ولاية وهران منذ أسابيع، على وقع أزمة حادة في التزود بمياه الشرب، عبر عدة بلديات، خاصة بعد التوقف الكلي لمحطة تحلية مياه البحر بالمقطع، والتي كانت محل انتقادات من قبل والي وهران الجديد، الذي أمر بفتح تحقيق بخصوص كيفية تسييرها واستلامها بعد تسجيل عدة عيوب، واستهلاك الملايير في صيانتها وتصليحها. مقابل ذلك، شهدت تجارة "الماء الحلو" كما هو متعارف عليه في ولاية وهران، ازدهارا كبيرا، نتيجة الطلب الكبير للمواطنين عليه، والذي تبعته زيادة كبيرة في أثمان الصهاريج المملوءة التي بلغت حدود النصف في عدة مناطق معزولة من الولاية. وقد وقفت "المساء" على هذا المشكل الذي ينغص يوميات سكان وهران، في انتظار حل جذري للتزود بالماء، وإتمام بعض المشاريع والانطلاق في أخرى، وعلى رأسها محطة تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض.

فخلال زيارتك لحي كوكا بأعالي المندوبية البلدية بوعمامة، تصادفك عشرات الصهاريج المتوقفة التي تزود يوميا المواطنين بالماء، وهي عبارة عن صهاريج تجرها جرارات فلاحية أو شاحنة قديمة، تحمل ما بين اثنين إلى أربعة صهاريج، أغلبها حديدية مدهونة بالأزرق أو غير مدهونة، وقد تآكلت أجزاء منها جراء الصدأ، إلى جانب حاويات بلاستيكية خاصة بالمواد الأولية المستعملة في الصناعات التحويلية، وصناعات مواد التنظيف، وهي في الأصل حاويات خاصة بالمواد الكيماوية.

كشف بعض أصحاب الشاحنات والصهاريج، أن نشاطهم يعرف طلبا كبيرا في الآونة الأخيرة، بسبب نقص مياه الشرب، مما دفع بالعديد من الشباب إلى الاستثمار في شراء شاحنات وصهاريج، والعمل على إيصال الماء للمواطنين. فيما يوضح أحد الباعة، أن الأسعار عرفت زيادة، بالنظر إلى لجوء بعض أصحاب الآبار إلى رفع التسعيرة الخاصة بالماء، موضحا أن ثمن صهريج من حجم 1000 لتر يقدر ما بين 1400 و1500 دج، حسب المسافة التي يقطعها صاحب الشاحنة لإيصال الماء واستعمال المحركات والمضخات لتوصيله إلى الطوابق العليا، وهي مصاريف ترفع من سعر صهريج أو حاوية الماء، فيما تبلغ حدود 1800 دج في المناطق البعيدة، على غرار سيدي الشحمي وحاسي بونيف، كما أكد المتحدث، أن ارتفاع الطلب على الماء رافقه ارتفاع في الأسعار.

بخصوص مصدر مياه هذه الصهاريج، يوضح المتحدث، أن أغلب هذا الماء يتم التزود به من أبار منطقة الحاسي وكوكا بمندوبية بوعمامة، بلدية وهران، إلى جانب بعض الآبار المتفرقة بمنطقة حاسي بونيف وسيدي الشحمي، وهي آبار تستخدم لتموين المواطنين منذ سنوات، وأكد المتحدث، أنه لم يتم إلى غاية اليوم، تسجيل أي شكوى بخصوص نوعية الماء الذي بقي يحافظ على لونه الطبيعي.

علما أن عدة مناطق في ولاية وهران، سجلت تزويد المواطنين سابقا بمياه بلون بني، مما أثار حفيظة المواطنين، وهي الظاهرة التي أكدت بخصوصها مديرية "سيور"، أنه راجع إلى نوعية القنوات، حيث تم إطلاق مشروع لإعادة تركيب قنوات جديدة عبر عدة مناطق، للقضاء على هذه الظاهرة.