الحياة تعود إلى حمام "قرفة" بعين العربي (قالمة)

موقع سياحي حموي بامتياز

موقع سياحي حموي بامتياز
  • القراءات: 531
وردة زرقين وردة زرقين

تزخر ولاية قالمة بحمامات معدنية طبيعية، تجذب السياح والمرضى على مدار السنة، وبات يشكل النشاط السياحي الحموي أكثر من أي وقت مضى، العلامة المميزة لولاية قالمة، حيث اختيرت الولاية منذ سنوات كقطب سياحي حموي بامتياز في الشرق الجزائري، لتوفرها على المركبات السياحية والينابيع الحموية، ويعود الإحصاء الوحيد لعدد المنابع الحارة بقالمة إلى سنة 1983، إذ يشير إلى ما يقارب 14 منبعا معدنيا منتشرا ببلديات حمام الدباغ، هيليوبوليس، عين العربي، حمام النبايل وبوحشانة، وتتراوح نسبة تدفق الواحد منها بين 6 لترات و25 لترا في الثانية، تم استغلال البعض منها، في ما تبقى أخرى في انتظار أن يتم الاستثمار فيها، وتتوفر حسب المختصين، على مواصفات كيميائية مفيدة لعلاج عدة أمراض، منها الجلدية، أمراض المفاصل، الأعصاب، مشاكل التنفس، الأذن والحنجرة وغيرها.

رغم تميزها بطابعها الفلاحي، تشتهر قالمة التي تبعد بـ540 كلم عن الجزائر العاصمة، بينابيع ومحطات حموية، تساهم بشكل كبير في ترقية هذا النوع من السياحة المحلية، وبالإضافة إلى المزايا العلاجية لمياهها الساخنة، تعرف قالمة إقبالا لعشاق المياه الحموية والاستجمام والراحة، وكذا التداوي بالمياه الحموية على مدار السنة، بالتالي، تشهد إقبالا للسياح في فصل الخريف، هذا الإقبال يرتفع في فصل الشتاء، ويبلغ ذروته في فصل الربيع، أما في فصل الصيف يتراجع الإقبال، لكن هناك إقبال من نوع خاص، إذ تعد الولاية منطقة عبور نحو الولايات الشاطئية القريبة منها، والعبور من وإلى تونس، خاصة أنها تبعد بحوالي 180 كلم عن الحدود الجزائرية ـ التونسية، كما تعد نقطة عبور إستراتيجية للذين يتوافدون على المدن الساحلية، فهي تبعد عن عنابة بـ60 كلم، وعن سكيكدة بـ80 كلم، وعن القالة بولاية الطارف بـ150 كلم، بحيث تكون الإقامة ليلا في قالمة لقربها من تلك المدن، ويكون الذهاب إلى البحر صباحا، والعودة مساء للمبيت، كما يتوافد إليها المهاجرون في فصل الصيف، لقضاء العطلة والاستحمام أو الاستراحة في المسابح، وبهذا تعد ولاية قالمة منطقة إستراتيجية، لتربعها على ضفاف وادي "سيبوس"، وقطبا من أقطاب السياحة في بلادنا.

من بين الحمامات المعدنية التي تزخر بها ولاية قالمة، نجد حمام "قرفة" المعدني ببلدية عين العربي، وهو حمام تقليدي، سيستعيد نشاطه في الأيام القليلة المقبلة، بعد تهيئته وإعادة الاعتبار له، وتسليم أشغال الترميم من طرف مؤسسة الإنجاز المكلفة به، وسيفتح أبوابه لعشاق السياحة الحموية بعد ما تمت الموافقة من طرف السلطات الوصية، قبل نهاية هذا الشهر، وبتعليمات من السلطات المحلية، وحرصا منها على تثمين الممتلكات العمومية لتحقيق مداخيل، لاسيما للبلديات، نُظمت عملية تنظيف واسعة، شملت المحيط الخارجي للحمام، بتسخير جميع الوسائل البشرية والمادية، من أجل إعادة استغلال حمام "قرفة" ووضعه حيز الخدمة، بعد عملية الترميم التي رصدت لها مبلغا ماليا معتبرا.

الجدير بالذكر، أن الحمامات المعدنية بولاية قالمة تعرف إقبالا مستمرا للزائرين، الذين يقصدونها من مختلف جهات الوطن، وحتى من المهجر، للعلاج والاستحمام بمياهها المعدنية الساخنة الغنية بتركيبتها الفيزيوكيمائية، ورغم ارتفاع الحرارة بقالمة تتجاوز في بعض الأحيان 50 درجة تحت الظل في فصل الصيف، فإن الحمامات المعدنية بصفة عامة، وحمام "قرفة" جنوب عاصمة الولاية بصفة خاصة، يستقطب أعدادا كبيرة من الزوار، قادمين من الولايات المجاورة، على غرار قسنطينة، أم البواقي، سوق أهراس، خنشلة، باتنة وميلة، حيث تساعد مياهه الحارة ذات 70 درجة مئوية على علاج بعض الأمراض، خاصة الجلدية منها.

بالإضافة إلى منبع حمام "قرفة" ببلدية عين العربي، توجد منابع أخرى مستغلة عبر إقليم ولاية قالمة، منها حمام الدباغ، حمام أولاد علي، منبع بن ناجي، عين الشفا، بلحشاني، عساسلة، بن طاهر وغيرها، لهذا يرتقب أن تشهد السياحة الحموية بقالمة قفزة نوعية في إنجاز، توسع وتهيئة المركبات السياحية، بالنظر إلى الإقبال الكبير للسياح على مدار السنة.