"المساء" ترصد بورصة الماشية في أسواق الجلفة

موالون يفندون أخبار "الفايسبوك" ويعتبرون الأسعار معقولة

موالون يفندون أخبار "الفايسبوك" ويعتبرون الأسعار معقولة
  • القراءات: 732
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

شهدت أسعار الماشية، بكل من سوقي حاسي بحبح والبيرين بالجلفة، خلال الأسبوع الفارط، ارتفاعا محسوساً مقارنة مع بداية الشهر، فمن خلال شهادات متطابقة للموالين وبعض السماسرة، فإن الزيادات تراوحت ما بين 4 آلاف دينار و9 آلاف دينار للخروف الواحد، علما أن الزيادة في الأسعار فرضها الطلب المتزايد على كباش العيد مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان.

فند عدد من الموالين بأسواق الماشية في ولاية الجلفة لـ"المساء"، خبر تقهقر أسعار أضاحي العيد لهذه السنة، حيث أكدوا أن البعض أطلق إشاعات خاطئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإثارة المواطنين، وأن الأسعار مرتفعة، وهو الأمر الذي أكدته الجولة الميدانية التي قادت "المساء" إلى ولاية الجلفة، بالتحديد إلى بعض الأسواق الأسبوعية، على غرار حاسي بحبح والبيرين.

مخاوف كبيرة لمرتادي أسواق الجلفة

عرفت أسعار المواشي ارتفاعا محسوسا مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما أثار مخاوف مرتادي أسواق الجلفة، الذين يسعون إلى الظفر بأضحية العيد، إذ تراوح سعر الكباش بين 65 و85 ألف دينار فما فوق، كما ارتفعت أسعار النعاج التي يفضلها البعض كأضاحي بدل الخرفان. وكشف الحاج عمار، وهو من كبار موالي المنطقة بمنطقة حاسي لفدول، فإن سعر كباش العيد متوسطة الحجم حاليا يتراوح ما بين 65 و70 ألف دينار، مؤكدا أن السعر سيزيد مع اقتراب عيد الأضحى، أما الكباش كبيرة الحجم، فوصل سعرها إلى ما يقارب 85 ألف دينار، وبعضها إلى حدود 130 ألف دينار.

في المقابل، يرى بعض تجار المواشي القادمين من ولاية الأغواط، أن ارتفاع الأسعار لم يتوقف عند الماشية الموجهة لعيد الأضحى، فحتى تلك الموجهة للولائم ارتفع سعرها بشكل كبير، ووصلت الزيادة إلى 5 آلاف دينار، حيث بيعت النعجة الرباعية بما يقارب 42 ألف دينار، وهي التي كان لا يتعدى سعرها في الغالب 38 ألف دينار. وتجنبا لزيادات أخرى قبيل موعد عيد الأضحى المبارك، فإن عددا من مرتادي سوق الماشية بالجلفة، فضلوا شراء أضحية العيد من الآن، والتكفل بعلفها ومصاريفها ووضعها داخل الزرائب.

"النار شاعلة" ببحبح والبيرين

أكد أحد أكبر الموالين في ولاية الجلفة، عبد المالك جليدة، لـ"المساء"، أن أسعار الماشية تراوحت بين 60 ألف دج و90 ألف، أي أن سعر "العلوش" (خروف عمره سنة واحدة) فاق 50 ألف دينار، بينما حدد سعر النعاج بين 30 ألف دينار إلى 45 ألف دينار، وقُدر سعر التيس بـ45 ألف دينار.

وأشار محدث "المساء"، إلى ارتفاع سعر الماشية في أغلب الأسواق سالفة الذكر، حيث وصل سعر "العلوش" إلى 55 ألف دينار في سوق بحبح بولاية الجلفة، إذ يُعتبر أكبر سوق في الجهة الجنوبية. أما بسوق البيرين، فيتراوح سعر الماعز بين 30 ألف دينار و40 ألف دينار، ويلجأ إليه البسطاء عادة عندما يصطدمون بارتفاع أسعار الخرفان في السوق، بينما قدر سعر الكبش بـ60 ألف دينار فما فوق.

ارتفاع الأسعار بسبب غلاء "الأعلاف"

أجمع العديد من الموالين والعارفين بسوق الماشية بالجلفة، حسب ما أكده الموال جليدة، على أن هذا الارتفاع في الأسعار "منطقي"، وأن التهاب الأسعار هذه السنة، يعود إلى قلة العرض مقارنة بتزايد الطلب، بالإضافة إلى غلاء أسعار الأعلاف، مؤكدا أن سعر مادة "الشعير" لم ينزل تحت 5400 دج للقنطار الواحد.

وأضاف، أن الموال كان يعتمد كذلك على النخالة، التي كان سعرها في السنوات الفارطة في حدود 1700 دج للقنطار، كما أرجع نفس المتحدث، سبب هذا الغلاء، إلى وجود تجاوزات من أطراف تحسب على أنها تستفيد من حصة المواد الأساسية المدعمة، لكنها تعيد بيعها مجددا للموال بأسعار مرتفعة، مؤكدا أن السلطات الوصية يمكنها أن تضع ميكانيزمات رقابة حقيقية، تبعد الدخلاء والسماسرة الذين يستغلون تعب الموال طيلة سنة كاملة، ليربحوا خلال فترة عيد الأضحى المبارك، أضعاف ما يجنيه هذا الأخير.

تحدث جليدة، عن ضرورة القضاء على السوق الموازية للمواشي قائلا: "إن الموال تاجر يربي ويسهر طيلة السنة على ماشيته، ويعالج ويداوي ويحرس، ليأتي بعد ذلك التجار الموسميون، أغلبهم يملكون مهنا أخرى، وما إن يصل موسم عيد الأضحى، حتى يصبحوا موالين يبحثون عن مدخول سريع". وأضاف محدثنا موضحا، أن المتضرر الأكبر من هذه العمليات والممارسات، هو المواطن البسيط، خاصة في المدن الشمالية، أين يحتكر السماسرة الأسواق هناك، مما يجعل المضحين أمام حتمية التقيد بالأسعار التي يفرضونها.