النقل الجماعي بقسنطينة

مواطنون مستاؤون ومتعاملون غير مكترثين

مواطنون مستاؤون ومتعاملون غير مكترثين
  • القراءات: 795
زبير. ز/شبيلة. ح زبير. ز/شبيلة. ح

يشتكي جلّ سكان ولاية قسنطينة، من الذين يستعملون النقل الجماعي من سيارات الأجرة أو حافلات النقل العمومي على الخطوط الحضرية أو شبه الحضرية، من تدهور الوضعية من شهر إلى آخر، بسبب تمادي القائمين على هذا النوع من النقل في تصرفاتهم السلبية، غير آبهين بنوعية الخدمة المقدّمة للمواطن ولا بالقانون الذي ينظّم المهنة.

عبّر العديد من مواطني الولاية عن تذمرهم من السلوكات غير المقبولة لأصحاب الحافلات، الذين باتوا يلهثون وراء الربح السريع، ضاربين راحة الراكب، عرض الحائط، دون الأخذ بعين الاعتبار نوعية الخدمات المتدنية التي باتوا يقدّمونها للمستهلك في ظلّ غياب النظافة داخل هذه المركبات التي تدهورت حالتها كثيرا بسبب قدمها وعدم توفرها على ظروف الأمن والسلامة، بل تجاوزت مدة خدمة معظمها العشرين سنة.

ويستنكر المواطن القسنطيني، تعنّت السائقين وتطبيق منطقهم ولو بالقوة، خاصة في تحديد المحطات التي يتوقفون بها من التي يتجاهلونها، كما تثير قضية التوقف لمدة طويلة بمحطة من المحطات من أجل جمع أكبر عدد من الركاب، دون مراعاة مصالح الراكب، حفيظة المواطنين الذين يدخل بعضهم في شجارات لفظية مع السائق دون فائدة، في حين يفضل البعض الآخر التزام الصمت والصبر في ظل الرد القاسي من السائق أو القابض والجملة التي باتت مشهورة عند العامة «إذا ما عجابتكش الحافلة روح أركب في سيارة أجرة».

نقطة أخرى، أضحت تثير اشمئزاز مستعملي الحافلات بقسنطينة، وهي الهيئة التي بات يوجد عليها القابض في الحافلة، دون وجود قانون ينظّم هذه المهنة، حيث أصبح مظهر معظمهم، يوحي وكأن هذا القابض منحرف، انطلاقا من طريقة الحديث إلى الركاب، إلى اللباس وتسريحة الشعر، بل هناك من القابضين الذين يرتدون بدلات رياضية متسخة ويجّرون في أرجلهم «شباشب» مع جوارب بيضاء تكون غالبا متسخة هي الأخرى، كما أن هناك بعض القابضين الذين يتفننون في وضع أقراط في أذانهم وحتى في أنوفهم.

مشكل آخر، يطرحه المواطنون بقسنطينة، بشدة، وهو توقّف الحافلات عن العمل مع الساعات الأولى للمساء، ابتداء من الساعة الرابعة إلى الخامسة بعد العصر، حيث تتحوّل جلّ الحافلات إلى وسيلة نقل على نصف الخط فقط ودون تقديم التذكرة للراكب، فمثلا الحافلات التي تعمل على خط جبل الوحش بوالصوف، تتوقف بمحطة دقسي عبد السلام كمحطة نهائية أو في أحسن الحالات محطة الأمير عبد القادر والحافلات التي تعمل على خط الخروب، تكره راكبيها على النزول بحي الكيلومتر الرابع وهنا يجد المواطن نفسه مدفوعا للبحث عن وسيلة نقل أخرى تقله إلى المحطة النهائية للخط.

سيارات الأجرة، هي الأخرى، ليست بأحسن وضع من الحافلات، وإن كانت حالتها ونظافتها أحسن بقليل من المركبات ثقيلة الوزن، إلاّ أنّ الذهنية تبقى هي المشكل، وبات أصحابها يفرضون منطقهم على الركاب، خاصة وأنّ جلّ سيارات الأجرة بقسنطينة، يفضّل أصحابها نقل زبون واحد مع احتساب أجرة كاملة ويتفادون نقل عدد من الزبائن عن طريق تسديد أجرة راكب واحد لكلّ زبون، كما أنّ صاحب سيارة الأجرة، يخالف القانون وينقل الزبائن حسب رغبته، حيث يرفض الكثير من السائقين بعض الوجهات على غرار الأحياء الشعبية مثل القماص والجذور، مبررين ذلك بتدهور الطريق أو بوجود ازدحام مروري ويفتحون بذلك المجال أمام سيارات النقل غير الشرعية أو ما يعرف بأصحاب الفرود أو»الكلونديستان».

من جهتها، تقلل مديرية النقل من التجاوزات التي يقوم بها أصحاب وسائل النقل بقسنطينة، حيث تعزز موقفها بقلة عدد الشكاوى من طرف المواطنين وتدعو كل مواطن تعرض للمضايقة أو سوء المعاملة من طرف أصحاب وسائل النقل، إلى التقدم نحو مصالحها لإيداع شكوى، وتغض بذلك الطرف عن مظاهر سلبية أصبحت واقعا يوميا معيشا بعاصمة الولاية دون الحديث عن المناطق النائية والمعزولة بقرى وبلديات قسنطينة.

زبير. ز

حامة بوزيان .... 300 مليون دج لتهيئة وادي زياد

ينتظر أن تنطلق مديرية الموارد المائية بقسنطينة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في تهيئة وادي زياد ببلدية حامة بوزيان الذي عرف في الأسابيع الفارطة فيضانات خطيرة تسببت في مقتل شخصين وخسائر مادية معتبرة، حيث أكدت مصادر من المديرية لـ»المساء» أنّ وزارة الموارد المائية منحت مبلغا بقيمة 300 مليون دج لمباشرة المشروع، على مسافة 2.2 كلم بعد أن فاقت نسبة دراسة التهيئة الذي باشرها مكتب الدراسات الخاص الـ50 بالمائة.

وأضافت المصادر، أنه بعد الفيضان مباشرة، تم التدخل لتنظيف وادي زياد على مسافة 1500 متر طولي من خلال عديد العمليات التطوعية، كما عرفت المنطقة منذ تطبيق الإجراءات الاستعجالية المنبثقة عن اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة التي زارت الولاية بعد الفيضان مباشرة، عملية تنقية مجرى الوادي بالجهتين العلوية انطلاقا من الطريق الوطني رقم 27 على مسافة 250 مترا وبالجهة السفلى من الطريق الوطني رقم 27 إلى نقطة الالتقاء مع واد الرمال.

من جهته، توقف والي الولاية خلال زيارته، عشية أول أمس، في العديد من النقاط ببلدية حامة بوزيان، عند مخرج وادي زياد بالمنطقة المسماة «حجرة ابن عروس» التابعة لبلدية قسنطينة، واتّخذ جملة من الإجراءات لتفادي أيّ كوارث طبيعية مستقبلا وعلى رأسها الفيضانات، حيث وعد السكان بإجراء دراسة معمّقة للتكفّل بقنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب لتتبع بعد ذلك بتهيئة الحي على مراحل، وهو الحال بالنسبة لحي جبلي أحمد المعروف باسم «الكانتولي». ووجّه الوالي حسب بيان لخلية الإعلام بالولاية، تعليمة إلى مدير الأشغال العمومية تقضي بإزالة الحواف الإسمنتية على حواف الطريق لتفادي تجمع المياه وحدوث فيضانات بالمنطقة عند هطول كميات كبيرة من الأمطار.

شبيلة. ح