اختتام فعاليات الأيام المفتوحة لترقية الصحة بمناطق الظل في قسنطينة

مواصلة تقديم الفحوصات الطبية لسكان عين الحمرة وبني حميدان

مواصلة تقديم الفحوصات الطبية لسكان عين الحمرة وبني حميدان
  • القراءات: 1171
 شبيلة. ح شبيلة. ح

تواصل مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بقسنطينة، تقديم الفحوصات الطبية وإخضاع قاطني مناطق الظل للمراقبة الصحية الدورية، على غرار عين الحمرة، وبني حميدان، من خلال قوافل تم فيها تجنيد أطباء مختصين، في بادرة لقيت استحسان السكان، الذين يجدون صعوبات كبيرة  في التنقل للمدن قصد التداوي والعلاج. رافقت "المساء"، أول أمس، مديرية الصحة والقافلة الطبية التي تم تجنيدها في إطار فعاليات الأيام المفتوحة لترقية الصحة بمناطق الظل، التي انطلقت شهر أكتوبر الفارط، في آخر خرجاتها الميدانية، والتي حملت شعار "خدمتكم واجبنا، وصحتكم مسؤوليتنا"، تطبيقا لتوصيات الجهات العليا في البلاد، للتكفل بسكان المناطق المعزولة والنائية، ومساعيها لتوفير أساسيات العلاج عبر مختلف مناطق الظل المنتشرة بكامل تراب الوطن.

تم التوجه رفقة الأطقم الطبية، إلى منطقة الظل عين الحمرة ببلدية بني حميدان، التي يعاني سكانها من انعدام الرعاية الصحية، مما تسبب في  إصابة الكثير منهم لاسيما الأطفال والنساء بأمراض مزمنة، دون علمهم بها، مثلما وقفت عليه القافلة الطبية في آخر خرجاتها، في حين سجلت في بعض النقاط، عزوفا مطلقا عن التطعيم ضد فيروس "كورونا"، كما امتنع البعض عن إجراء فحوصات طبية روتينية، كونهم لم يعتادوا على مثل هذه المبادرات. سخرت مديرية الصحة إمكانيات بشرية ومادية معتبرة، حيث عرفت الخرجة الميدانية مشاركة أطباء متخصصين في الجراحة، والطب الداخلي، والأمراض العقلية، والمسالك البولية، والنساء والتوليد، وكذا الأطفال، فضلا عن أطباء عامين، وجراحي أسنان، وقابلات، وممرضات، وعياديين نفسانيين، مع تسخير سيارة إسعاف مجهزة لإنجاحها، كما تم جلب كميات من لقاحات الأطفال، والمضادة لفيروس "كورونا". عرفت هذه المبادرة، استحسانا كبيرا عند جل السكان الذين رحبوا بالأطقم الطبية، وثمنوا المبادرة التي تخدمهم، وتخفف عنهم عناء التنقل وقطع مسافات بعيدة نحو البلديات المجاورة، حيث تم إخضاع النساء الحوامل لفحص سريع، للكشف عن داء السكري، وكذا عدد من كبار السن والمسنات، كما عرفت العملية فحص أكثر من 40 شخصا من مختلف الفئات العمرية.

وأكد مدير الصحة عبد الحميد بوشلوش لـ"المساء"، أن الهدف من هذه القوافل الطبية الميدانية؛ السعي لترقية الصحة بمناطق الظل، من خلال الكشف عن مختلف الأمراض وتقديم النصائح والتوجيهات الطبية للسكان، مبرزا أن الحملة التي انطلقت شهر أكتوبر الفارط، والموجهة لـ 189 منطقة ظل، مست في مرحلتها الأولى 63 منطقة ظل، على غرار مناطق كل من قرية طاببلة، ومشتة براهمية، وقرية عين ڨجاو، مشتتة عين صلصال، وغيرها من القرى ومناطق الظل الأخرى ببلدية الخروب، إذ تم القيام بـ 2495 فحص طبي من مختلف الفحوصات، فيما شملت المرحلة الثانية، التي انطلقت شهر نوفمبر الفارط، 96 منطقة ظل مست جل بلديات قسنطينة الأم، حيث استفاد 2740 مواطن من الفحوصات التي قدمتها الأطقم الطبية، كاشفا عن توجيه القوافل الطبية لتغطية باقي مناطق الظل، والتي قدرها المتحدث بـ44 منطقة. أضاف المسؤول، أن القوافل الطبية المتنقلة، خففت عناء سكان المناطق المعزولة التي تفتقر لهياكل صحية ثابتة، تضمن خدمات صحية نوعية، بسبب افتقار جل مناطق الظل عبر كامل تراب الولاية لمراكز الصحة العمومية، فضلا على أن سكان مناطق الظل، يشتكون من مشاكل صحية متكررة، أبرزها وفيات الأمومة، نتيجة مضاعفات ما بعد الولادة، ونقص اللقاحات بالنسبة للأطفال، وضغط الدم، والسكري، وغيرها، الأمر الذي يستلزم ضمان العيادات الطبية المتنقلة كخطوة عملية لتدعيم هذه المناطق، خاصة أن سكان هذه الأخيرة لا يستطيعون التنقل إلى أقرب عيادة، من أجل إجراء فحوصات طبية، في حالة المرض أو الحاجة إلى الطبيب أو الأدوية.

كما أشار، إلى أن مختلف المؤسسات الصحية الجوارية، ستبقى على اتصال دائم مع الحالات المرضية، معتبرا بخصوص التلقيح ضد وباء "كورونا"، أن الإقبال ضعيف جدا من قبل سكان القرى ومناطق الظل، حيث قال إن الدولة وفرت إمكانيات بشرية ومادية غير مسبوقة، وسخرت حافلات وطواقم طبية منذ انطلاق الحملة الوطنية، مرجعا السبب إلى وجود تخوفات لدى سكان هذه المناطق من اللقاح، أكثر من الإصابة بفيروس "كورونا" في حد ذاته، لكنه أكد أن الحملات التحسيسية ستبقى مستمرة إلى غاية تحقيق الأهداف المنشودة، وهي تطعيم فئة كبيرة من سكان القرى والتجمعات البعيدة عن الوسط الحضري.