تنطلق ابتداء من اليوم الإثنين على مستوى قرية أحيطوسن ببلدية بوزقان بولاية تيزي وزو، الاحتفالات بمهرجان فن الحدادة في طبعته الرابعة، وهي التظاهرة التي تحمل شعار ”الحديد والنار بنزين الحياة”، حيث يُنتظر أن تعرف مشاركة نحو 20 ممارسا لفن الحدادة ممثلين لعدة بلديات الولاية وولايات الوطن.

عيد الحدادة الذي تعودت قرية أحيطوسن على احتضانه كل سنة، هو من تنظيم الجمعية الثقافية ”سبعا زباري” بالتنسيق مع لجنة القرية وبلدية بوزقان والمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو ومديرية السياحة ودار الثقافة مولود معمري، حيث تتواصل هذه الاحتفالات بهذه الحرفة القديمة العريقة إلى غاية 8 أوت الجاري.

وسيتيح المهرجان الذي ينظم في طبعته الرابعة، الفرصة لممارسي فن الحدادة من سكان قرية أحيطوسن وولايات أخرى من الوطن، باطّلاع الضيوف والزوار على هذا الفن القديم، ومكانته وأهمية الحفاظ عليه كإرث وثقافة وطنية مهددة بالزوال أمام تراجع ممارسيها، حيث إن الجمعية الثقافية ”سبعا زباري”، تهدف عبر تنظيم هذا المهرجان إلى  الحفاظ على هذه الحرفة وحمايتها من الزوال.

وتتضمن هذه التظاهرة التي تدوم ثلاثة أيام كاملة، معارض لمختلف الأغراض التقليدية المصنوعة من الحدادة، والتي تُستعمل بقوة في خدمة الأرض، وهو ما يؤكد تمسك القرويين بالأرض والزراعة، حيث تم حفظ الكثير من هذه الأغراض بمتحف القرية الذي يختزل مسيرة هذه الحرفة القديمة التي تم تناقلها من جيل لآخر. كما سيكتشف زوار هذا المهرجان أغراضا تقليدية قديمة مصنوعة يدويا من الحدادة.

وبرمج منظمو هذه التظاهرة العديد من النشاطات الثقافية والفنية والمسرحية، وزيارات لفائدة الضيوف والزوار إلى ورشات الحدادة القديمة التي احتفظ بها السكان، حتى تبقى شاهدة على هذه الحرفة القديمة التي تم تحويلها إلى متاحف صغيرة. وسيقدَّم استعراض صغير حول كيفية تحويل قطع حديدية إلى أغراض جاهزة للاستعمال. كما يتم تناول هذه الحرفة في محاضرات ومائدة مستديرة ينشطها مختصون في التاريخ والأنتروبولوجيا.

وسيسدل الستار على هذه الطبعة بإجراء حفل يخصّص لتوزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين في مختلف الامتحانات الرسمية، على أن يتجدد اللقاء في طبعة جديدة، بمشاركة عدد أكبر من ممارسي فن الحدادة من مختلف ولايات الوطن، في مسعى للتعريف بهذه الحرفة والتحسيس بأهمية الحفاظ عليها وتلقينها الأجيال المستقبلية.