بلدية عين السخونة بسعيدة

منطقة تشكو النسيان

منطقة تشكو النسيان
  • القراءات: 1866
ح. بوبكر ح. بوبكر

يأمل قاطنو بلدية عين السخونة، الواقعة على بعد حوالي 98 كلم من ولاية سعيدة، في تحسين إطارهم المعيشي من طرف السلطات المحلية، بالنظر إلى عزلة هذه المنطقة التي تفتقر للكثير من برامج التنمية، خاصة ما تعلق منها بفرص التشغيل، لاسيما في القطاع الفلاحي الذي يعد حساسا واستراتيجيا يشغل بال العديد من مواطني عين السخونة، إضافة إلى السياحة الحموية التي تحظى بالأولوية بالنسبة لهم، مما جعل طموحات سكان البلدية تفوق الإمكانيات التي تتوفر عليها.

يبقى حسب السكان، مصير التنمية بها مرهون بفتح الطريق الذي يربطها ببلدية الرقاصة بولاية البيض، التي تتقاسم معها الحدود الإقليمية بـ55 كلم، والنهوض بالواقع التنموي الذي أصبح مرهونا بهذا الطريق، كونه يبقى بحاجة إلى تعبيد وتزفييت، وهو ما يلح عليه غالبية سكان المنطقة، خصوصا الشباب الواعون بخصوصية المرحلة الظرفية التي يمرون بها، وبفتح هذا الطريق تصبح البلدية مركز عبور ونقطة استراحة للمسافرين، خاصة  المتوجين منهم نحو الولايات الحدودية، النعامة، البيض وبشار، وبهذا تنشط البلدية في شتى المجالات.

منطقة فلاحية بدون استغلال

يعد موقع بلدية عين السخونة، شرق ولاية سعيدة، كفيل بدفع المسار التنموي بشكل قد يساعد على تحسين الظروف المعيشية للسكان الذين يتطلعون من يوم لآخر إلى أفق أكثر نماء، وفي هذا السياق، يجرنا الحديث عن الخصوصيات المناخية والتضاريس التي تطبع المنطقة منذ العهود السابقة، حيث تتوفر على أراض خصبة بدأت تستغل بصفة جدية منذ ظهور الدعم الفلاحي بشتى برامجه المتنوعة، ناهيك عن وجود المياه الجوفية والفجوات التي رد لها الاعتبار بعد ما لحقها من ردم بفعل العوامل الطبيعية في منطقة الضاية، ليعاد استغلالها في سقي الأراضي الفلاحية المقدرة مساحتها بنحو 1300 هكتار مخصصة للخضر والفواكه، كما توجد في المنطقة "ضايت زراقت" التي التهمت الملايير منذ عهد الحكومات السابقة، والتي لم تستغل بالشكل الكافي، إذ يعمد الفلاحون بها إلى زراعة الحبوب وأنواعه والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها، فإذا استغلت هذه الإمكانيات، حسب تأكيد سكان عين السخونة، فإن المنطقة تصبح في المدى القريب قطبا فلاحيا هاما يغطي عجز البلدية في منتوج الخضر والفواكه وتصدر لجهات أخرى، خصوصا أمام توفر المياه الجوفية على عمق أمتار قليلة.

تُعرف البلدية التي يقطنها أكثر من 7500 نسمة، بعيونها الساخنة المتدفقة، وتطبعها مناظر خلابة زينتها النباتات وأشجار الصنوبر على مساحات واسعة تنتشر في الجهة الغربية من البلدية. فيما اشتهرت المنطقة بحمامها المعدني الصحي الخاص الذي يقصده الكثيرون للتداوي من بعض الأمراض الجلدية، نظرا لوجود مادة الكبريت، حيث تحول إلى قبلة لقاصديه على مدار السنة، سواء من سعيدة أو الولايات المجاورة كالنعامة، البيض، تيارت، والمدن الأخرى كالشلف، بسكرة، وهران، الجزائر العاصمة، سيدي بلعباس وغيرها من المدن الداخلية للوطن، حسبما أكده لنا سكان المنطقة والعارفون بنشاط السياحة الحموية والدينية الذين يقصدون أيضا زاوية المنطقة.

منبع حموي فريد يحتوي أسماكا علاجية نادرة

هذا الحمام الوحيد الذي تتوفر عليه هذه البلدية الفقيرة، مزود بمختلف الخدمات وظروف الراحة للوافدين، من مقهى ومساحة للعب الأطفال ومساحات خضراء ومرآب للسيارات، وتعد أحواض الاستحمام الجانب الأهم، كما يمتاز فندق عين السخونة بطابع معماري تميزه أشكال هندسية، ويظهر في المكان الذي يسمى "العين" العديد من الأسماك "تيلابيا" الموجودة في الحوض المائي الواسع بكثرة، فهذه الثروة قيل إنها تساهم في علاج الأمراض الجلدية الخارجية، حسبما وصفه لنا السيد بوشيخي عبد الحكيم، نائب رئيس بلدية عين السخونة، مؤكدا أن هذه الأسماك قليلة ونادرة الوجود، حيث نجدها في كل من الصين والنيل وعين السخونة في الجزائر، وتمتاز المنطقة بطيور مهاجرة تصل في بداية من شهر ديسمبر وتمكث هناك إلى غاية شهر مارس، ثم تعود من حيث أتت، خاصة من أستراليا وإسبانيا وفرنسا، وقد عثر على بعضها وهي تحمل أسماء من المناطق المذكورة في لفافات صغيرة على أرجلها، كما تمتاز بلدية عين السخونة بنبات "حنة إيبل" و«القطفة" و«الشيح"، وعن نبتة "حنة إيبل" فهي تعالج الأعصاب والشرايين ومعظم الأمراض، وأضاف نفس المتحدث بخصوصها أنها نقلت إلى أستراليا أثناء فترة الاستعمار من طرف خبراء، وأصبحت منتشرة هناك في المزارع، وأصبحت تستعمل  كدواء في علاج المرضى.

وعود رؤساء الحكومات لم تسجد بعد..

يبقى مشكل بعض البنايات الطوبية القديمة في بلدية عين السخونة يشكل عقبة كبيرة، فهناك عدة سكنات مهجورة، فيما لا تزال فئات أسرية تفضل السكن في هذه البيوت كونها دافئة في فصل الشتاء وباردة صيفا، وشباب المنطقة يعتمد على التجارة، وهناك من يمتهن الرعي، كما فضل البعض الآخر كراء المحميات، ويُعرف لدى معظم الموالين بتنقلاتهم داخل تراب البلدية وحتى خارجها، فلا وجود في منطقة عين السخونة لأي نشاط صناعي أو حر، فهذه البلدية وعلى لسان نائبها السيد بوشيخي عبد الحكيم، تعتبر من البلديات المدعمة لمناطقها الست، كمنطقة وادي شطوان وبن هوار وفيض الرمل والزاوية والحامية وزراقت، كلها تتوفر على مياه الشرب والكهرباء، كما تولي سلطات البلدية اهتماما بالغا لنقل تلاميذ الأطوار الثلاثة، حيث وفرت لهم ظروف التنقل، إلى جانب الوجبات الغذائية اليومية الساخنة لكافة تلاميذ الأطوار الثلاث.

أضاف نفس المتحدث، أن القطاع الصحي يعاني من عدم توفر بعض التجهيزات الطبية والخدمات ونقص في سيارات الإسعاف والقابلات، في وقت طالب القائمون عليه توفير أطباء أخصائيين، إذ كثيرا ما وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على التنقل ليلا إلى مستشفى "أحمد مدغري" بسعيدة، على مسافة 98 كلم شرقا، أو الدائرة على حوالي 70 كلم... ويتساءل شباب المنطقة عن الوعود التي قدمت لهم خلال زيارات رؤساء الحكومات السابقين، والتي بقيت في نظرهم مجرد مطالب على الأوراق.