وُضعت على مستوى المؤسسة المينائية لسكيكدة بالتنسيق مع إدارة الجمارك، مؤخرا، منطقة "الفسحة الجديدة"، حيز الخدمة، والمعتمدة منذ تاريخ 13 مارس 2025، والخاضعة للمراقبة الجمركية.

دخلت منطقة "الفسحة" التي تخضع للمراقبة الجمركية وتبعد عن الميناء التجاري المختلط بمسافة 3 كلم فقط، في إطار تعزيز البنى التحتية اللوجستية للمؤسسة المينائية لسكيكدة، ومن ثمّة تحديث آليات جديدة، تمكّن من تسهيل حركة البضائع، لا سيما أنّ منطقة الفسحة التي تُعد امتدادا جغرافيا لميناء سكيكدة، تتربّع على مساحة تقدّر بـ 10 هكتارات، وطاقة استيعاب تصل إلى 6700 حاوية نمطية، ستساهم، حسب إدارة المؤسسة المينائية لسكيكدة، تدريجيا على المدى القريب، في فك الخناق عن الميناء التجاري، وكذا تسهيل تدفق مختلف البضائع. كما ستعمل على تحرير المساحات؛ بما يسمح بتحسين الاستغلال الأمثل لمساحات الميناء التجاري.

وتتوفر هذه المنطقة على مختلف المرافق والتجهيزات، لتسهيل عمل مصالح الجمارك ووكلاء العبور، بالإضافة الى المعدات العصرية؛ كجهاز الفحص بالأشعة، الذي بإمكانه معالجة 150 حاوية في الساعة، ومستودع للبضائع بمساحة 1500 متر مربع، و40 مأخذا كهربائيا للحاويات المبردة، وجسر للوزن بقدرة 100 طن، إلى جانب حظيرة للبضائع ذات طابع خطير، مكيَّفة بنظام لمكافحة الحرائق، وهذا في انتظار تسلُّم ودخول حيز الاستغلال قريبا، منشأة نهائي الحاويات، التي توجد قيد الإنجاز على مستوى توسعة الميناء البترولي، بطول 323 متر، وبمساحة داخلية تتربع على مساحة 16 هكتارا، أُنجزت حسب المعايير الدولية الحديثة. وستعمل على تطوير وتحسين وتيرة مُعالجة النشاط المينائي في استيراد وتصدير الحاويات بالقطب المينائي بسكيكدة، بـ 200 ألف حاوية سنوياً، وطاقة تخزين تصل إلى 12 ألف وحدة، ومن ثمّة ستكون هذه المنشأة الحل الدائم والناجع لتطوير وتيرة معالجة نشاط الحاويات على مستوى ميناء سكيكدة.

للإشارة، خصّصت المؤسسة المينائية لسكيكدة لحساب سنة 2025، استثمارات كبرى بغلاف مالي إجمالي بأكثر من 13 مليار دينار، ستوجّه لتحديث البنية التحتية والفوقية للمؤسسة، منها اقتناء 10 رافعات جديدة من صنف "ستاكير" لرفع طاقة مُعالجة الحاويات، على أن يتعزز الميناء كمرحلة أولى خلال السداسي الأول من السنة الجارية، بـ 5 رافعات جديدة، في انتظار استقبال 5 كمرحلة ثانية، ناهيك عن الانطلاق في عصرنة مختلف خطوط السكة الحديديّة على مستوى المركب التجاري، بمسافة 1200 متر طولي، حيث فاقت نسبة الأشغال 89 ٪. وسيساهم ذلك عند الانتهاء في تنويع شبكة نقل البضائع، كالحبوب، وأنابيب الحديد باتجاه الولايات الداخلية، خاصة الجنوب الجزائري.

وتأتي هذه التحديات التي رفعتها المؤسسة المينائية لسكيكدة، مباشرة بعد تغييرها نظام العمل منذ بداية شهر مارس الأخير من السنة الجارية، ومنه تطبيقها النظام الجديد، الذي شرعت فيه فعليا، حسب نمط 7 على 7 أيام، بتقديم خدماتها المينائية دون انقطاع، في إطار مواكبة الحركة الاقتصادية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة، ومنه تقليص المصاريف الزائدة الناجمة عن فترات الانتظار الطويلة للسفن، ما يسمح بتخفيض تكاليف (سوريستاري) المدفوعة بالموانئ.