"محجرة فيراندو" بأعالي سيدي مسيد

منطقة أهملها مسؤولو قسنطينة لبعدها عن الأنظار

منطقة أهملها مسؤولو قسنطينة لبعدها عن الأنظار
  • القراءات: 687
شبيلة. ح شبيلة. ح

يطالب قاطنو حي "محجرة فيراندو" الواقعة بأعالي سيدي مسيد ببلدية قسنطينة، بزيارة المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، تجمَّعهم السكني، للوقوف على معاناتهم التي طال أمد إيجاد حلول لها، والعمل على إتمام ترحيل العائلات القاطنة بسكنات وُصفت بـ "الأطلال"، في غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، حسب تأكيد المشتكين.

ذكر السكان أن موقع الحي المخفي عن أنظار المسؤولين، جعلهم يعيشون عزلة كبيرة رغم أن الموقع في قلب بلدية قسنطينة؛ حيث يتطلب الوصول إلى تجمعهم سلك الطريق الممتد أعلى حي سيدي مسيد وبالضبط في مفترق الطرق المؤدي نحو منطقة بكيرة، ثم التوغل في مسلك ترابي بين الأشجار المقابلة للطريق، ليتبين بعدها، جليا، وجود تجمعين سكانيين. أحد هذين التجمعين كان عبارة عن أكواخ بالية بنيت بالحجارة، ورُفعت أسقفها بالقصب المرصوص و"الترنيت"، بقيت منصوبة وسط أكوام كبيرة من الردوم الناتجة عن عمليات ترحيل سابقة، بعد أن قامت السلطات سنة 2011 بإحصاء السكان، ثم ترحيلهم سنة 2013 نحو الوحدة الجوارية 19 بالمدينة الجديدة علي منجلي، غير أن المتزوجين الجدد من الأبناء تخلفوا عن هذا الترحيل في ذلك اليوم، بعد أن وعدهم المسؤولون آنذاك، بإلحاقهم بعائلاتهم في القريب العاجل، غير أن الوضع ظل على حاله لعشر سنوات.

وتضم هذه الأكواخ تسع عائلات بها عشرات الأفراد، لا تصلح حتى لتكون إسطبلات للمواشي، حسب تعبير قاطنيها، جراء تصدع جدرانها، وتشقق أرضياتها الإسمنتية، وتآكل أجزاء عديدة منها، ناهيك عن الرطوبة الخانقة، والحشرات الضارة الناتجة عن انكسار قنوات الصرف التي تصب في العراء، والجرذان والزواحف التي وُجدت في الردوم التي تَزيّن المكان مرتعا لها، والتي تشن عليهم هجومات يومية، خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة. وأكد السكان أنهم يعيشون مع أبنائهم هاجس الخطر الدائم صيفا وشتاء؛ إذ أشاروا إلى أنهم يغرقون كل شتاء بسبب تسرب مياه الأمطار إلى بيوتهم الواقعة في منحدر، مؤكدين أن المياه تتسرب من خلال الأسقف وكذلك الأبواب.

وقد تساءل السكان عن سر إهمالهم من المسؤولين، والذين لا يزورون منطقتهم إلا في المواعيد الانتخابية، مؤكدين أنهم ليسوا دخلاء عن المنطقة، بل أصحاب حق؛ حيث أظهر العديد منهم وثائق تثبت أنهم وُلدوا داخل هذه الأكواخ، وأن آباءهم عاشوا فيها منذ سنوات، أقدمهم يعود إلى سنة 1945، وأحدثهم منذ سبعينيات القرن الماضي. وفي ذات الحي وغير بعيد عن هذه الأكواخ، تراص عدد من المنازل، كانت أحسن حالا من سابقتها، غير أن لقاطنيها مشاكلهم أيضا، والذين طالبوا بتهيئة الطريق، التي لم تكن سوى مسالك ترابية معدمة المعالم بدءا بالأرصفة، ناهيك عن مشكل الإنارة العمومية المنعدمة بالحي؛ ما تسبب في خلق حالة من اللاأمن جراء الظلام الذي يغرق فيه المكان، وفرض حظر التجول على العائلات 65 التي تعيش بالمنطقة، منذ الساعات الأولى للمساء.

 


 

بلدية ابن زياد.. سكان الفروج يشتكون من التهميش

جدد سكان قرية الفروج التابعة لبلدية ابن زياد بولاية قسنطينة، مناشدتهم السلطات المحلية بالتدخل؛ من أجل بعث مشاريع تنموية بهذه المنطقة، على غرار مد السكنات بالكهرباء والمياه الصالحة للشرب وشبكة التطهير، فضلا عن الإنارة العمومية، وغيرها من المطالب.

أكد سكان القرية التي تقع على بعد 20 كيلومترا من بلدية ابن زياد، أنهم يعيشون وضعية مزرية؛ بسبب عدم وفاء السلطات البلدية وعلى رأسهم منتخبو المجالس، بالوعود التي أطلقوها خلال حملاتهم الانتخابية، والمتمثلة في التكفل بمشاكلهم، والكف عن سياسة التهميش واللامبالاة التي تعرفها القرية التي تضم عددا كبيرا من السكان؛ إذ رفع مواطنو القرية جملة من المطالب، ناشدوا من خلالها المسؤول الأول عن الولاية، العمل على تجسيد مشاريع تنموية، بدءا بمد قريتهم بمختلف الشبكات، وعلى رأسها الكهرباء؛ حيث قالوا إن جل سكنات القرية لا تتوفر على هذه المادة؛ ما جعلهم يتزودون بطرق فوضوية وخطيرة جدا من القرى المجاورة لهم.

وفي سياق متصل، طالب السكان السلطات المحلية بتزويد قريتهم بمشاريع تنموية للنهوض بها، على غرار ربط الأحياء بشبكات الصرف الصحي، مع تهيئة الشبكات القديمة المهترئة، والتي تتعرض كل فترة للانسداد؛ ما يتسبب في كثير من الأحيان، في انتشار كبير للروائح الكريهة والحشرات الضارة، متحدثين في ذات السياق، عن غياب المياه الصالحة للشرب عن حنفياتهم؛ الأمر الذي جعلهم يعتمدون على الصهاريج التي أثقلت مصاريفها كاهلهم، مطالبين بإنشاء خزانات جديدة تحقق الاكتفاء الكلي للقرية، وتعوضهم مشقة التنقل إلى القرى المجاورة أو الينابيع، للتزود بهذه المادة الحيوية. واشتكى السكان من الحالة الكارثية التي تعرفها الطرق الداخلية للقرية؛ جراء الانتشار الواسع للحفر والمطبات، وكذا الأوحال في فصل الشتاء بالنظر إلى عدم استفادتها من عمليات التهيئة مقارنة بالقرى المجاورة، حيث أكدوا أن قريتهم لم تستفد طرقها الداخلية من أي عملية تهيئة؛ الأمر الذي صعّب تنقّل السكان العاملين بالمناطق الأخرى، وكذا المتمدرسين، الذين يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى البلدية الأم؛ من أجل الظفر بوسيلة نقل.

كما طالب سكان القرية السلطات البلدية المعنية، بتعميم الاستفادة من الإنارة العمومية جراء انعدامها بالمنطقة؛ ما جعلتهم يعيشون في ظلام دامس، وفي عزلة تامة عن العالم الخارجي، خاصة أن آخر موعد للتنقل أو دخول القرية والخروج منها، يكون قبيل صلاة المغرب بالنظر إلى حالة القرية بسبب الظلام الدامس الذي يخيّم عليها. المشتكون وعلى رأسهم فئة الشباب، أثاروا غياب المرافق الرياضية، حيث عبّروا عن سخطهم الكبير جراء التهميش الذي طالهم في ظل افتقار المنطقة لمرافق رياضية وشبابية؛ فالقرية خالية على عروشها؛ فلا ملعب لكرة القدم، ولا ملاعب جوارية، ولا مكتبة بلدية، ولا دارا للشباب؛ إذ يجد شباب القرية أنفسهم مضطرين للتنقل وقطع عشرات الكيلومترات إلى القرى والبلديات المجاورة؛ من أجل مقابلة في كرة القدم، أو مزاولة رياضتهم المفضلة. كما اشتكى الشباب من ظاهرة البطالة، التي تلقي بظلالها عليهم؛ مما جعلهم عرضة للآفات الاجتماعية بشتى أنواعها.

من جهتها، المصالح البلدية أكدت أن مصالحها خصصت برامج ومشاريع تنموية للقرية بعد إحصائها الأشهر الفارطة ضمن مناطق الظل للتكفل بها؛ حيث خصصت البلدية مبلغا يفوق 32866065 دج لفائدة 5 مشاريع، منها 5 ملايين دج لمد القرية بشبكة الكهرباء، ومبلغ 1622855 دج لتزويد الساكنة بالمياه الصالحة للشرب، وتخصيص مبلغ 17 مليونا و850 ألف دج لتهيئة الطرق وتعبيدها وإنشاء الأرصفة، وغيرها من المشاريع الأخرى التي تم إطلاقها مؤخرا لفائدة قاطني الظل بالقرية.