وضعوا خلافاتهم جانيا استجابة لمطالب الإدارة والمجتمع المدني
منتخبو المحمدية ينهون حالة الانسداد

- 526

وضع منتخبو بلدية المحمدية بالعاصمة، أول أمس، حدا لمشكل الانسداد الذي خيّم على هذه الجماعة المحلية لأزيد من 15 شهرا؛ حيث استجابوا لنداء الإدراة ومطالب المجتمع المدني الملحّة التي طالما ناشدت مرارا "المنتخبين الفرقاء" عبر "المساء" ، من أجل تغليب لغة الحوار والمصلحة العامة على المصلحة الضيقة والعناد غير المجدي، لا سيما أن المرحلة التي تمر بها الجزائر لا تقبل مثل هذه الانسدادات، وتخلّ بمبدأ التسيير الديمقراطي للجماعات المحلية.
استجاب أعضاء المجلس البلدي للمحمدية، أول أمس، لنداء العقل، وانشغالات المواطنين، التي ناشدت السلطات الوصية لحلحلة مشكل الانسداد الذي خيّم على دواليب البلدية منذ بداية العهدة، وحرم المواطنين من عدة مشاريع محلية تلبي احتياجاتهم، حسبما ذكروا سابقا لـ "المساء"، التي تطرقت لهذا الملف، وتابعته منذ الأشهر الماضية.
وحسب رئيس البلدية "العائد" مراد بيلوم، فإن أعضاء المجلس الشعبي لبلدية المحمدية، أمضوا، أول أمس، في لقاء مع الوالي المنتدب جمعهم بمقر المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، على محضر مصالحة، يقضي بإنهاء حالة الانسداد، ورفع سلطة الحلول، وإعادة المياه إلى مجاريها؛ بالإبقاء على التشكيلة الأولى بدون تغيير.
وأكد المصدر أن الوالي المنتدب للدار البيضاء نور الدين رفسة، الذي سعى إلى لمّ الشمل، شكر المنتخبين المحليين للبلدية، الذين حضروا جميعهم (23 عضوا). وأكد أن البلدية كمؤسسة شعبية، يجب أن يسيّرها المنتخب وليس الإداري، وهو مبدأ يكرس الديمقراطية وحكم الشعب، مشيرا إلى أن الظرف الحالي الذي تمر به البلاد، يرفض كل أشكال الانسداد والخلافات، ويتطلب وجود مجالس بلدية تتحمل مسؤوليتها في تسيير الشأن العام، وتوفير الظروف الملائمة للاستحقاقات القادمة، علما أن الوالي المنتدب كان سعى مرارا وبكل الطرق، لحل المشكل، وإعادة الأمور إلى السكة؛ حيث عقد ثلاثة لقاءات منذ مطلع السنة الجارية، أولها لقاء ثنائي ضم كلا من مراد بيلوم عضو المجلس، وخير الدين عروش (المير الأسبق)، ثم تلاه لقاء ممثلي الكتل، وأخيرا لقاء ضم كافة الأعضاء 23، كان بتاريخ 17 من الشهر الجاري.
وجاء في صفحة المقاطعة الإدارية للدار البيضاء على حساب فيسبوك، "بعد مجهودات ومساعي الوالي المنتدب رفسة التي دامت لأكثر من سبعة أشهر، توصل إلى اتفاق بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية المحمدية، على تفعيل نشاط المجلس بعد انسداد وسلطة حلول دامت لأكثر من عام وسبعة أشهر؛ حيث توجه الوالي المنتدب بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد، في تقريب وجهات النظر للخروج من حالة الانسداد. ويتمنى التوفيق والسداد لجميع الأعضاء لخدمة بلدية المحمدية بصفة خاصة، والبلاد بصفة عامة ".
وأوضح لنا ممثل أكاديمية المجتمع المدني، محمد زرواطي، الذي كان من بين السباقين إلى تقريب وجهات النظر بين "المنتخبين الفرقاء" ، أنه استحسن هذه المبادرة. وأثنى على المنتخبين الذين جنحوا إلى السلم وتغليب المصلحة العامة، والحفاظ على سمعة البلدية، والاستجابة لانشغالات المواطنين، الذين أكدوا أن الانسداد لا يخدم أي طرف، بل يزيد في تعقيد الأمور، ويعطل المشاريع المحلية ومصالح المواطنين.