طرح ممثلو جمعيات الأحياء بعنابة في لقائهم مؤخرا، بالمنتخبين المحليين ورؤساء المجالس البلدية والدوائر بحضور الوالي، عدّة انشغالات تخصّ السكن والشغل ونقص البرامج التنموية التي اعتبروها أهم نقطة تساهم في استقرار السكان وعدم خروجهم للشارع في احتجاجات.

حسب أحد المتدخلين، فإنّ الأحياء السكنية القديمة تحتاج لغلاف مالي معتبر، لإعادة تهيئتها وربطها بمختلف المرافق الضرورية، منها شبكة الصرف الصحي مع مواجهة مشكل تسربات الماء في العراء، وهو ما ينعكس ـ حسب المتدخل ـ سلبا على المنطقة خاصة خلال فصل الصيف، حيث تحول الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب ـ حسبه ـ إلى هاجس يؤرق المواطنين، وهو ما يجبرهم على اقتناء ماء الصهاريج.

وأجمع المتدخلون على هذه المسألة، مؤكدين ضرورة إيجاد حلّ لمثل هذه المشاكل واحتواء النقائص المطروحة، كما كانت قفة رمضان حاضرة ضمن الملفات التي نوقشت بسبب إقصاء العديد من العائلات المعوزة، وأكد الوالي على ضبط كل القوائم السنة المقبلة مبكرا لتحديد المبلغ الخاص لتغطية حاجيات المعوزين، علما أنه تم توزيع قفة رمضان على الأشخاص الذين لم يستفدوا من منحة 6 آلاف دينار جزائري لهذه السنة. من جهة أخرى، حث الوالي توفيق مزهود على العمل الجاد واليومي للتكفل بانشغالات المواطن العنابي في كل المجالات وتجسيدها على أرض الميدان.

على صعيد آخر، ناقش الحضور ملف تحضير موسم الحصاد والدرس لسنة 2019 وتأهب المصالح الفلاحية لتحضير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح العملية وذلك بتعزيز وتجسيد برنامجها التحسيسي والتوعوي للوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية والتطرق إلى الاحتياطات والإجراءات الواجب على الفلاح القيام بها لحماية المحاصيل، لأنه مع دخول شهر جوان القادم، تبدأ الحرائق العشوائية وهو ما يؤدي إلى تلف الهكتارات من محاصيل القمح على وجه الخصوص.

في سياق متصل، وضع الوالي ملف متابعة وضعية وتثمين الأراضي الفلاحية «أراضي العرش» في إطار اللجنة الولائية من أجل الاستغلال العقلاني لها وحل كلّ المشاكل المطروحة.

ومن بين الملفات التي تم مناقشتها، أيضا، مع المتدخلين تحضير الدخول المدرسي لسنة 2020/2019، وأكد الوالي مزهود في هذا السياق، على ضرورة انخراط الجميع في الورشات التنموية للنهوض بقطاع التربية موازاة مع المشاريع التي تشهدها الولاية وتوفير الظروف الملائمة للدخول المدرسي لاسيما ما تعلّق بالإطعام، النقل المدرسي وصبّ المنح المدرسية في آجالها المحددة.

المدينة الجديدة بذراع الريش... غياب الكهرباء والماء يثير حفيظة الوالي

أكّد والي عنابة توفيق مزهود، مؤخرا، على ضرورة ربط الأقطاب الحضرية الجديدة بمختلف المرافق الضرورية خاصة شبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي وكذلك شبكة الصرف الصحي، ووجّه تعليمة في هذا الشأن، للقائمين على هذه الأقطاب لمرافقة المقاولات من أجل تفادي الأخطاء والعيوب مع الأخذ بنصائح المختصين.

لم يغفل مزهود في حديثه للمنتخبين والمديرين التنفيذيين، خلال آخر اجتماع له معهم، الإشارة إلى مشكل انعدام الكهرباء بالسكنات الجديدة بالقطب الحضري المندمج بذراع الريش بدائرة برحال، وهو الأمر الذي أثار حفيظته خاصة وأنّ العائلات اضطرت لاستقدام الكهرباء من الأحياء المجاورة، إلى جانب نقص تزويد بعض السكنات بالمياه الصالحة للشرب.

كلّ هذه المشاكل اعتبرها المنتخبون نقطة سوداء بالولاية خاصة بالتجمعات السكنية الجديدة، وقالوا إنّها عائق أمام عشرات العائلات التي تم ترحيلها أسبوعا قبل شهر رمضان، فيما ناقش المنتخبون، من جهة أخرى، في هذا اللقاء، ملف إنجاز منطقة التوسع العمراني الجديدة بعين جبارة التي سيتم تحويلها إلى مدينة جديدة، مؤكدين على ضرورة تفادي الأخطاء والحرص على توفير كل معايير البناء مع تدعيمها بمختلف المرافق الضرورية من أجل استحداث مدينة دون عيوب.

وحسب الخريطة التي قدمها القائمون على هذه المدينة، فإنه سيتم إنجاز 4 آلاف سكن اجتماعي إيجاري ونصفها الآخر فردي باعتبار المنطقة ذات طابع ريفي، مع تجهيزها بتجمعات مدرسية وثانوية إلى جانب مركز للأمن وكذلك مراكز مفتوحة على الخدمات وملاعب جوارية ومكتب للبريد، بالإضافة إلى كل اللواحق الأخرى الضرورية.