سوق "الرحبة" بباتنة

مقصد لاقتناء توابل رمضان

مقصد لاقتناء توابل رمضان
  • القراءات: 608
ق. م ق. م

يتحول سوق "الرحبة" العريق، الكائن بوسط مدينة باتنة، والمختص في بيع التوابل، إلى مقصد لربات البيوت كلما حل شهر رمضان المبارك، لاختيار توابل مائدة الإفطار. وتجد المتسوقات ضالتهن في هذا المكان الذي أصبح مع مرور الزمن، جزء من ذاكرة عاصمة الأوراس، من أجود التوابل التي تحضر خصيصا للمناسبة، ويتفنن الباعة في عرضها بطريقة تجذب الزوار وتغريهم لاقتنائها.

إلى جانب التوابل الأساسية المتعارف عليها بالجهة، من كسبرة مطحونة وكروية وفلفل أسود وأبيض أو رأس الحانوت (خليط من التوابل)، وأيضا "الفريك" لتحضير "الجاري" (شربة رمضان)، تتضمن طلبات الوافدات على الرحبة، حسب ما أكده البائع، وليد بن عيسى، مستلزمات تحضير الطبق الحلو من فواكه مجففة، كالزبيب والمشمش والبرقوق. وأشار المتحدث الذي ورث المهنة قبل المحل، أبا عن جد، كما قال، إلى أن حركية الشهر الفضيل "تضفي جوا خاصا على الرحبة التي تتسلل إليها رائحة رمضان بأسابيع قبل موعده المحدد، من خلال تحضيرات الباعة للتوابل الخاصة به، والتي يتم اختيارها بعناية كبيرة".

"الرحبة" سوق للتوابل بامتياز

لم تخف العديد من السيدات اللواتي كن بصدد التسوق في هذا المكان، الذي يمتاز بمحلاته الضيقة والمتلاصقة، بأن "الرحبة كانت وما زالت سوقا للتوابل بامتياز، يزداد التوافد عليها خاصة في رمضان". وفي هذا السياق، اعترفت السيدة فاطمة بغياني بالقول "على الرغم من توسع تجارة التوابل في المدينة خلال السنوات الأخيرة، وظهور العديد من المحلات المتخصصة في هذا المجال، إلا أن الرحبة العريقة لم تفقد مكانتها، ومازالت تحتفظ ببريقها وزبائنها وزبوناتها الأوفياء، وأنا وبناتي منهن".

أضافت "علاقتي مع باعة الرحبة مبنية على الثقة، ولا يمكن أن أقتني ما أحتاجه من توابل من مكان آخر، وهنا أجد كل ما أريده وبالنوعية التي تضمن لي طهي أشهى الأطباق". فإلى جانب التوابل التقليدية وخلطاتها المتنوعة التي يبرع في تحضيرها باعة الرحبة، وكلهم تقريبا امتهنوا هذه الحرفة لسنوات طويلة، تجد ربة البيت، حسب السيدة "زينب. ع"، "التوابل الجديدة التي دخلت حديثا للسوق، كالكاري والسماق التي تستعمل في تتبيل اللحوم، ومعها طريقة الاستعمال ونصائح البائع".

في هذا السياق، يرى عمار سرسار، بائع بـ"الرحبة" لمدة فاقت الأربعين سنة، أن المعروضات "تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، بـ"الرحبة"، وأصبحت تستقطب زبائن من الولايات المجاورة لنوعية توابلها الجيدة، موضحا أن المكان يعرف ذروته من الزبائن وأغلبهن نساء، قبيل وخلال الشهر الكريم. قال هذا البائع؛ إن هذا السوق كان في البداية وخلال أربعينيات القرن الماضي، عبارة عن ساحة كبيرة لمقايضة وبيع بعض المنتجات التقليدية، ومنها خاصة العسل والدهان (زبدة مملحة) والتمر والفول المجفف.

لذا يعد سوق "الرحبة" الذي تحول تدريجيا لتشمل مبيعاته التوابل، يضيف سرسار "جزء من تاريخ باتنة القديمة، وأصبح من بين معالمها السياحية الهامة، وهو ما زاد من تشبث وتعلق سكان عاصمة الأوراس به". يقع سوق الرحبة بوسط مدينة باتنة، خلف المسرح الجهوي "الدكتور صالح لمباركية"، بالمكان الذي يطلق عليه محليا "الفوالة"، ويشهد حركية كبيرة على مدار السنة، خاصة في الأعياد والمناسبات.