حمام منتيلة بعمي موسى (غليزان)

مقصد سياحي وعلاجي ينتظر مزيدا من الاهتمام

مقصد سياحي وعلاجي ينتظر مزيدا من الاهتمام
  • القراءات: 1627
 واضح نورالدين   واضح نورالدين

يعرف حمام منتيلة الواقع بأعالي الونشريس، ببلدية عمي موسى في الجنوب الشرقي لولاية غليزان على مدار السنة، لاسيما خلال كل نهاية أسبوع، إقبالا كبيرا من قبل العديد من الزوار القادمين من كل حدب وصوب للعلاج في الحوض الكبير لهذا الحمام المعروف عند عامة الناس على أنه يعالج مختلف الأمراض الجلدية، ولأجل السياحة الجبلية، إضافة إلى الصيد والتنزه، لما تحتويه المنطقة من فواكه طيلة أيام السنة.

أثبتت الدراسات التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية سنة 1984 أن هذا الحمام الواقع في تراب بلدية عمي، مياهه أكثر كبرتة في العالم أجمع وتشبه بشكل كبير المحطة الحموية المسماة شارل ليزو الواقعة بمنطقة سافوا بفرنسا، والمختصة في علاج الأمراض التنفسية والتناسلية وغيرها من الأمراض الجلدية، بالموازاة مع وجود منابع أخرى في المنطقة، على غرار الـ3 عيون في منطقة سيدي بوعبد الله بوادي ارهيو وعين الجنية ببلدية سيدي خطاب وعين بني يسعد ببلدية منداس. 

عين منتيلة واحدة من بين   الـ03 عيون المصنفة وطنيا

تعد هذه الدراسة الثانية من نوعها، بعد تلك التي أجريت سنة 1968 والتي اعتبرت أن عين منتيلة بعمي موسى، واحدة من بين الـ9 عيون الحموية المقترحة للتنمية على المستوى الوطني وبصفة استعجالية. وقد صنفت هذه العين في المرتبة الثالثة بعد كل من حمام الصالحين في ولاية بسكرة وحمام اكسانة بعين بسام. وحسب معلومات من مديرية السياحة لولاية غليزان، فإن العين الحموية حمام منتيلة استفادت في السنوات الماضية من دراسة في إطار برنامج التجهيز وسجلت عملية تهيئة لهذا الموقع سنة 2013 في إطار البرنامج التكميلي، فيما لا تزال عيون أخرى تحتاج إلى دراسة متخصصة. 

مياه تعالج كل الأمراض الجلدية

في نفس السياق، أكدت الدراسة أن مصدر مياه حمام منتيلة الشافية تتشكل من ينبوعين يصبان في حوض واحد، بسرعة تدفق تصل إلى 60 لترا في الدقيقة الواحدة وحرارتها تبلغ 31 درجة مئوية، أما مياهه فهي مركبة من كلورات الصوديوم، صنفت الخامسة عالميا من حيث تجانس التركيب الكيميائي لمياهه المتدفقة، وكذا من حيث الخصائص العلاجية التي تتمثل في علاج عدة أمراض، أهمها الأمراض الجلدية والأورام تحت الجلدية، وهذه الخاصية المميزة هي التي جعلت العديد من العائلات تقصده للتداوي اليوم، ويؤكد من التقينا بهم في الحمام على سرعة شفاء ذويهم من بعض الأمراض كبوشوكة والصدفية والحبيبات الحمراء والطفح الجلدي وغيرها، وهي المعلومات المتداولة بين الناس والتي جعلت الكثيرين يتدفقون عليه، فهذا يبحث عن العلاج لمرضه وذاك يدفعه المجيئ للاستجمام في هذا المكان الساحر الذي تلفه أشجار الصنوبر وتحيط به طبيعة خلابة تسر كل ناظر.

معالم سياحية وطبيعية نادرة

بما أن درجة حرارة هذا الحمام بموقعه الخاص لا تتجاوز ٢٦ درجة مئوية صيفا، فإن إقبال المواطنين يزيد عليه، حيث تتحول المنطقة إلى مكان للاستحمام والراحة، إذ أن مياه الوادي المحاذية للحمام دائمة الجريان والسيلان شتاء وصيفا تحت ظلال الأشجار الوارفة، وليس هذا فحسب، بل زائر هذه المنطقة سيتمكن من رؤية ومشاهدة عدة معالم وآثار تاريخية قديمة ما تزال قائمة إلى اليوم، تحكي قصص من مروا من هذا المكان، كقصر الرومان الذي يعود إلى القرن الرابع ميلادي، مع مشاهدة عن قرب قمة منكورة التي تستنطق بها وقفة ومقاومة الأمير عبد القادر الذي احتمى فيها سنة ١٨٤٢م ووجد السند من سكانها المحليين، كما كانت المنطقة المحررة لجيش التحرير الوطني إبان الاستعمار. وغير بعيد عن ذلك تتربع مقبرة بوركبة التي يخلد بها جثمان ١٠٦١ شهيدا، وعبر الطريق الثاني المؤدي للحمام سيلمح الزائر عدة معالم غامضة كمنطقة الطاليان ودوار أولاد زينة وأولاد علي والبسانيس ومكناسة بمنطقة السبت والحوانيت.

ثروة سياحية هائلة.. ولكن.. ؟

كما سيشاهد الزائر لا محالة قطعان الغزلان البرية وهي ترعى على طول سفوح جبال الونشريس التي تحوي العديد من أشجار البلوط واللوز والصنوبر والزيتون والخروب وكذا الفواكه الموسيمية الطبيعية، وهي كلها عوامل تجعل من حمام منتيلة منطقة يمكن أن تكون قطبا سياحيا هاما ذا صيت عبر كامل أرجاء الوطن الشاسع، إذا ما أولته السلطات المعنية اهتماما، ولتدعيم تجسيد هذا المسعى، يناشد العديد من المترددين على هذا الحمام المسؤولين بالتدخل من أجل تهيئة وتعبيد جميع المسالك المؤدية إليه، سواء انطلاقا من ولاية غليزان أو باتجاه ولاية تيسمسيلت في الجهة الأخرى.