استهلك غلافا ماليا ضخما لترميم الواجهات فقط

مقر بلدية وهران التاريخي ينهار في صمت

مقر بلدية وهران التاريخي ينهار في صمت
  • القراءات: 484
رضوان. ق رضوان. ق

يعرف المقر التاريخي لبلدية وهران، والمعروف بـ«فندق المدينة"، أوضاعا كارثية تهدد بانهيار أجزاء هامة من البناية، التي استفادت من مشروع لترميم الواجهات، دون إدراج عمليات التهيئة الداخلية للبناية المتضررة، التي لا يمكن مشاهدة ما يحدث بداخلها، بسبب عملية الترميم التي تظهر جمال البناية من الخارج، وتخفي وضعا كارثيا بالداخل.

 

يبدو أن التعبير الشعبي القائل "يا الشباب من برا واش حوالك من الداخل"، يلقى مكانته التعبيرية أمام وضعية مقر بلدية وهران التاريخي، المعروف بـ«فندق المدينة"، المغلق منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب تعرضه لانهيارات كبيرة في أنحاء متفرقة من هيكل البناية التاريخية، وهي الانهيارات الجزئية التي طالت كامل الواجهات الأربع، وبأكبر تضرر؛ أسقف الأروقة والقاعات ومكاتب البناية.

استفاد مقر بلدية وهران من غلاف مالي ضخم، من طرف وزارة الداخلية التي عُرض عليها وقتها الملف ووافقت عليه، مع ضخ المبلغ المالي المقدر بنحو 17 مليار سنتيم لصالح مؤسسة جزائرية متخصصة في الترميم، بعد فسخ الصفقة مع مؤسسة إيطالية، تم اختيارها في أول مرة لتجسيد عمليات الترميم، غير أن ما تم من ترميم وصيانة بعد حوالي 3 سنوات، اقتصر فقط على الواجهات التي أعيد لها الاعتبار، مع حماية الرموز التاريخية للبناية، ووضع كامل التجهيزات والنوافذ والزجاج الخاص بالبناية، وفق نمطها التاريخي، ووفق الدراسة التقنية السابقة والاعتماد على مخططات عمرانية قديمة، تم جلبها من الأرشيف الفرنسي، مما أعاد للواجهة مكانتها وصورتها الحقيقة كمعلم تاريخي بنمط عمراني متميز، دون المساس بداخل البناية.

شهد داخل البناية، خلال عملية الترميم الأولى، تعرض إحدى القاعات الرئيسية بالطابق الأول لحريق مهول، إذ أتت ألسنة النيران على قاعتين بالكامل، وامتدت إلى مدخل البناية الخلفي، والمؤسف في الموضوع، إبقاء وضعية القاعتين على حالها دون التدخل وحمل الردوم ورفعها بعيدا عن البناية، لتترك في مشهد صادم وسط اللون الأسود الذي تركته أعمدة النيران على الجدران، التي تشبه مفرغة عشوائية.كما تشهد أغلب أسقف البناية بالطابقين الأول والثاني، تشققات وانهيارات جزئية انتشرت بأغلب القاعات أيضا، مهددة بانهيار وشيك للبناية، خاصة بمكتب رئيس البلدية وقاعة الاجتماعات، في الوقت الذي تسربت مياه الأمطار لداخل البناية، وهو ما تسبب في خروج السيول نحو الواجهات التي تضررت بعدة مواقع، مما يهدد أيضا الواجهات التي استهلكت الملايير.

في المقابل، كشف مصدر من بلدية وهران، عن أن مصالح البلدية كانت قد وضعت بطاقة تقنية أُعدت لترميم ما تبقى من بناية المقر السابق لبلدية وهران، مضيفا أن مشروع الترميم السابق ومتابعة الملف، حولت لمصالح مديرية التعمير والبناء لولاية وهران، التي تكفلت بالمتابعة واستلام المشروع، موضحا أن التقديرات الأولية لعملية الترميم، حددت قيمة مبلغ الترميم بحوالي 50 مليار سنتيم، وهو ما سيدفع البلدية للمطالبة بدعم مالي من مصالح الولاية، لإتمام المشروع مستقبلا، واستعادة مكانة الصرح التاريخي لمدينة وهران الذي شيد سنة 1848.